شروط لباس المراة المسلمة-شروط لباس المراة المسلمة-شروط لباس المراة المسلمة-شروط لباس المراة المسلمة-شروط لباس المراة المسلمة ----------------------- بسم الله الرحمن الرحيم ----------------------------- لباس المرأة المسلمة ليس شيئا هينا تتولاه أنامل مصممي الأزياء، بل هو دين وهوية، به تعبد ربها وبه تعرف أيضا، ولذا فهو لباس يستمد شروطه من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومن هذه الشروط: - أن يكون اللباس مما تعارف عليه مجتمع المسلمين: والدليل على ذلك مارواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا رواه أبوداود. والحديث يشير إلى من يلبس لباسا فيه شذوذ عن ملابس مجتمعه المسلم، ويقصد من ذلك أن يشد أبصار الناس إليه ويشهر بينهم. أما من يلبس لباسا يخالف العرف العام، ولايقصد الشهرة لكن دافعه مصلحة ما، فهذا له شأن آخر. حقا إن رعاية العرف أمر مندوب إليه وينبغي للمسلم الحرص عليه، ولكن إذا دعاه داع صالح، أو دعته حاجة إلى اتخاذ لباس فيه نوع مخالفة لما ألفه الناس، فلا حرج، وبقدر الحاجة أو المصلحة تخف كراهية مخالفة العرف ونعيد هنا ذكر كلام الإمام الطبري إن مراعاة زي الزمان من المروءة مالم يكن إثما، وفي مخالفة الزي ضرب من الشهرة والعرف الذي له اعتبار: ماكان غير مخالف للشرع، فإن لم يكن كذلك فلاحرمة له ولا اعتبار. وقد يعتاد المجتمع الإسراف والتبذير في أمر اللباس وغيره. ويحتاج المسلم الداعية أو المصلح أن يخالف ماألفه الناس مما يكون غيره أصلح لهم وأليق بدينهم. - أن يكون لباس المرأة مخالفا- في مجموعه- لباس الرجال: والدليل على ذلك الأحاديث الآتية: - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري. - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل. رواه أبوداود. ينكر الحديث أمر التشبه بصفة عامة في اللباس وغيره، غير أنه في مجال اللباس لاينكر أن تكون قطعة من ملابس المرأة مشابهة لملابس الرجال، والعبرة بالهيئة العامة بحيث إذا شوهدت المرأة المسلمة- ولو من بعيد- لم تشتبه مع الرجل، إلا أن تكون هذه القطعة مما تعارف المجتمع أنها من اختصاص الرجال تماما، أي أن للعرف اعتبارا كبيرا. وللتدليل على أن المقصود هو النهي عن التشبه في الهيئة العامة لامجرد الاشتراك في قطعة من الثياب نورد الأحاديث الآتية: - عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله جئت لأهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال: أي رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال: هل عندك من شيء؟ قال: لا والله يارسول الله.. ولكن هذا إزاري فلها نصفه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماتصنع بإزارك؟ إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته لم يكن عليك شيء. رواه البخاري ومسلم. - عن أسامة بن زيد رضي الله عنه: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال: مالك لم تلبس القبطية؟ قلت: يارسول الله كسوتها امرأتي. فقال: مرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها. رواه أحمد والطبراني. - عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت رجة الناس وهم يقولون: آية.. فخرجت متلفعة بقطيفة للزبير حتى دخلت على عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي بالناس. رواه أحمد. قال الحافظ ابن حجر في شرحه لحديث ابن عباس: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين...: فأما هيئة اللباس فتختلف باختلاف عادة كل بلد، فرب قوم لايتفرق زي نسائهم عن رجالهم في اللبس لكن يمتاز النساء بالاحتجاب والاستتار ويمكن أن يكون الاحتجاب والاستتار بالخمار مثلا أو الجلباب. وقال ابن تيمية: اللباس إذا كان غالبه لبس الرجال نهيت عنه المرأة وإن كان ساترا، كالفراجي التي جرت عادة بعض البلدان أن يلبسها الرجال دون النساء، والنهي عن مثل هذا يتغير بتغير العادات. - أن تكون ثياب المرأة مخالفة- في مجموعها- لماتتميز به المرأة غير المسلمة والدليل على ذلك الأحاديث الآتية: - عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسيها. رواه مسلم. - عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خالفوا المشركين، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب. رواه البخاري ومسلم. - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى وخالفوا المجوس. رواه مسلم. - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد. رواه البخاري ومسلم. والحكمة من هذا الشرط واضحة في نصوص الأحاديث، وهي إبراز شخصية مميزة للمسلم والمسلمة، ثم إنه من ثمرات التميز تجنب مايمكن أن تؤدي إليه المشابهة الظاهرة من امتصاص لبعض العقائد المنحرفة والأخلاق الفاسدة لدى المتشبه بهم. ثم إن ماقلناه في موضوع التشبه بالرجال يمكن تطبيقه هنا؛ فالحذر من التشبه لاينفي أن تكون قطعة من ملابس المرأة المسلمة أو جانب من زينتها فيه وجه مشابهة.