التعليم المبكرللطفليعززتواصلةالأجتماعي ________________________________________ إن الطرق التعليمية المتبعة في حالات التوحد تعمد إلى تغطية كافة حاجات الأطفال المصابين وذلك في كافة ميادين النقص الذي يواجهه الطفل. هذه البرامج تعمد إلى تعزيز قدرات الطفل على التواصل البصري والاجتماعي في التخاطب والاتصال بمجتمعه وبيئته، كما تعمد إلى تعزيز قدراته الثقافية والعلمية بالإضافة إلى إصرارها على دعم الجهود الهادفة إلى تعديل وتحسين سلوك الأطفال المصابين بالتوحد. ففي هذا المجال يدخل التعليمالمبكر والمبرمج ليمنح الطفل قدرات ثقافية تؤهله لتحصيل العلم ومتابعته (خاصة في حالات التوحد الخفيف) كسائر الأطفال. فالتعليم المبكر يهدف إلى إكساب الطفل المقومات الأساسية كالجلوس الصحيح وانتظار الدور، وإعطاء الطفل حافزاً على متابعة العمل أو حتى على البدء به. كما يهدف التعليمالمبكر إلى تطوير انتباه الطفل وتعزيز تركيزه كونه طفلاً يعاني من ضعف الانتباه وتشتت التركيز (اذا لم نقل غيابهما في بعض الحالات). ويعزز التعليمالمبكر أيضاً مهارات التقليد التي تساعد بدورها على تنمية مخيلة الطفل وقدرته على التواصل.
وأهم ما يرتكز عليه التعليمالمبكر هو استخدام المكافأة والكلام المشجع، فعند كل انجاز - مهما كان بسيطاً وصغيراً - يجب أن يترافق مع عبارات التشجيع والمثابرة، ويجب أن تليه مكافأة صغيرة تظهر للطفل أن العمل الجيد يتبع بمكافأة جيدة على أن تكون المكافأة متناسبة في الكم والنوع مع العمل. أما التعليم المبرمج فيقتضي استخدام البرامج المجدولة التي توضح الخطة السنوية العملية للطفل وتفاصيلها الشهرية والأسبوعية واليومية، وذلك في جداول واضحة لكل من المؤسسة التربوية والأهل وخاصة الأطفال. وللجداول الفصلية أهمية كبرى بالنسبة للأطفال، كما أن لها طرقها الخاصة لأنها تساعد الطفل على تحديد الزمان ونوع العمل الذي يقوم به.
فكل جدول يجب أن يتضمن وقت الحصة ونوعها، مثلاً الساعة 30,10 حصة حساب. وتحتاج الجداول في تحضيرها إلى طرق متميّزة: فيجب أن تعتمد على الصور والبطاقات لتسهل على من لا يستطيع القراءة والكتابة طريقة قراءتها، وتعزز قدرته على فهم ما يفعله ويدور من حوله. كما يدخل أيضاً في هذا المجال تعزيز المفاهيم والمهارات الأدبية كتعليمه الكتابة والقراءة والأرقام وتطوير قدرته على الانتباه وزيادة اهتمامه بالكتب. فهذه المهارات تبقى أساسية سواء استطاع الطفل الدخول إلى مدارس عادية أو لم يستطع. ذلك أن المهارات تقدم تسهيلات تساعد الطفل من خلالها على الدخول في المجتمع،
فإذا كان الطفل قادراً على القراءة والكتابة أو ملماً بالحروف والأرقام بهذا يعني أن بإمكانه إتباع نظام تعليمي وإن كان مختلفاً عن النظم التعليمية المدرسية العادية. أما إذا كان الطفل غير قادر على القراءة فبإمكانه الاعتماد على الصور التي تساعده على التعبير عن حاجاته الأولية البسيطة كما تقدم له تسهيلات في الأماكن العامة، فمثلاً عند دخوله إلى دورة المياه - داخل المطعم - يستطيع الطفل أن يميز من خلال النظر إلى العلامة الإرشادية على الباب أن هذا القسم خاص بالرجال، فهو بذلك وإن اعتمد على الإشارات والرموز يظلّ قادراً على التواصل.
أما الهدف الآخر لهذه البرامج فهو تعزيز التواصل البصري الاجتماعي طالما أن الطفل يعاني من نقص في تواصله الاجتماعي مع بيئته المحيطة، وذلك عن طريق إتباع عدد من الخطوات، منها إقامة الحلقات الصباحية حيث تناقش فيها أمور حياتية كالوقت والطقس وإنشاد الأغاني وسرد القصص التي تحمل هدفاً اجتماعياً خاصةً عن التعاون والتبادل والتفاعل. هناك أيضاً حلقة الأصدقاء التي ترتكز على أن يساعد الطفل صديقاً له أو طفلاً آخر واستخدام المساعدة داخل الصف عن طريق الاستفادة من وجود أحد الراشدين كمتطوع مثلاً، أو إذا كان أحد الأطفال لديه متطوع خاص.
((ليصلك كل جديدأرسل الرقم 1 الى - 81428 للإتصالاتالسعودية - 601428 لموبايلي - 701428 زين)) كذلك تقتضي هذه البرامج باعتماد الألعاب الجماعية، والتي يُمنح فيها الطفل مجالاً لينتظر دوره فيتعلم الانتظار حتى يحين دوره، كما تمنحه مجالاً ليتواصل مع رفاقه في نظام تفاعلي وفي أخذ دور قائد اللعبة. ويُعتمد في هذه الخطوات التعليمية على الموسيقى كمساعد أساسي في عملية تهيئة الجو والمحيط المناسبين للطفل كي يتعايش مع واقعه ومجتمعه.
تعمل هذه البرامج أيضاً على تنشيط وتحفيز مخيلة الطفل التي تعاني من الضعف، وذلك من خلال عدة أمور، مثلاً أتباع مثال محدد كأن تُري الطفل طريقة القيام بعمل ما ويقوم الطفل بتقليد وإتباع المثال، أو مثلاً اعتماد (الادعاء) كأن يدعي الطفل مثلاً أنه طبيب ويقوم بتخيّل عمل ووظيفة الطبيب. كل هذه الطرق تساعد الطفل على إدراك ومعرفة وجود شخص آخر في محيطه وفي مجتمعه سواء كان رفيقاً له أو أستاذه أو أي شخص راشد آخر.
أما الهدف الذي يبدو أساسياً في بعض حالات التوحد هو خطط دعم السلوك. فبعض حالات التوحد تترافق مع سلوك سيئ وعدائي يقتضي العمل على تعديله أو التخفيف من حدته. إن الطرق التعليمية المتبعة تحاول تغطية كافة الأمور إلا أن ذلك يبقى غير كاف ودون نفع هام إذا فقد العاملون في هذا المجال رغبتهم في العمل وحماستهم للمثابرة. ويبقى أن نعلم أيضاً أنه إلى هذه اللحظة لا يوجد هناك علاج ثابت ونهائي للتوحد، لكن الأبحاث والدراسات والتدريبات المكثفة قد تكشف لنا في يوم ما عن طرق تعليمية أخرى تكون أكثر فعالية ودقة خاصة في مجال دعم السلوك وتعديله، فالعمل الدؤوب والاختبارات المتتابعة والدراسات المكثفة كفيلة معاً مع عامل الزمن في الدخول إلى أعماق هذا البحر واستخراج أسراره الغامضة