شيء طبيعي أن تشعري أحياناً بالعجز إزاء عدم طاعة طفلك، فيكون الضرب والصراخ أقرب الحلول والوسائل لإخضاعه ودفعه للتجاوب معك، ولكن هل تعتقدين أنّ هذا الأسلوب التربوي هو الوسيلة الحضارية التي تتوخينها من أجل تربية طفلك وتهذيبه؟ بالطبع لا، فرغم أنّ هذا الأسلوب يعطي نتائج أحياناً، إلا أنّه لا يحبذ إعتماده بإستمرار خاصة إذا ما كان الطفل ما يزال تحت سن الإدراك والفهم للأشياء، فهذا الكائن المتميّز بحسّاسيته ورهافته وبراءته يعتبر كل تصرف مباح لا هذا سيِّئ ولا ذاك حسن، فهو لا يدرك الفرق بين تصرف وآخر، ما يعني أن تصرفك لابدّ وأن يتغير حين تدركين نتائجه العكسية حين تكتشفين هلعه وخوفه الذي يتحول إلى كابوس يشعر به ليلاً عندما يستيقظ مذعوراً أثر خلوده إلى فراشه مجبراً باكياً، إلى جانب التحولات النفسيّة التي سوف تؤثر على ثقته بنفسه، وجميعها بالتالي سيتحول إلى عقد وأزمات ترافقه في الكبر حين يتحوّل إلى سخرية للآخرين، مما يجعله يعيش دوامة الكره لهم والإنتقام منهم، فإذا ما لاحظت العنف والجنوح نحو الصراخ والغضب، فهذا بداية تكوين شخصية شريرة تعزز في داخله الرغبة بالإنتقام، ما يضعك في موقع النادمة على ضربه وتأنيبه على هفواته، فالضرب ومعاقبة البدن من المحرمات، خاصة إذا ما نفذ بحق الطفل، تلك الأمانة والوديعة التي أودعها الخالق لديك. لقد وهبك طفلك لتراعيه وتتأمّلي خلقه وإبداعه، وليس لتعاقبيه. فإلى جانب الإيذاء الجسدي هناك الإيذاء النفسي والمعنوي يصاب بهما الطفل جراء ضربك له، فاهتزاز شخصيته وخوفه منك سوف يرافقه ويسيطر عليه في جميع المواقف، ما يجعله عاجزاً عن مواجهة مشاكله في الخارج.