تحاور ساعة خير من تكرار" شهر هذه الحقيقة تؤكدها التجربة ويشهد لها الواقع، ومن هنا تأتي أهمية تحاور الآباء مع أبنائهم، فالتحاور يحترم الذات والإنسانية للأبناء فلا يفرض عليهم أفكار وتجارب وخبرات الآباء فرضًا، وإنما يترك تلك الخبرات تنمو معهم عن طريق اكتسابها ذاتيًا عبر المناقشة. كما أنه يدفع الابن إلى التفكير العميق والملاحظة، والاستنتاج بعيدًا عن التلقي والحفظ والترديد ومن ثم يزيد من ثقته بنفسه عند طرح الأفكار أوالرد عليها.. ولذلك يجب علينا ألا نبقى كآباء نهوى النقاش ونحب الجدال صناعتنا الكلام ولا نعرف فن الحوار؟ وأن نحاول إتقان فن الحوار هذا الفن الذى يتطلب القليل من التروي والكثير من التدريب؟! طرق الحوار: للحوار طرق كثيرة منها التعليم والمشاركة الوجدانية والتفاوض والأوامر النواهي والتشجيع، فهل نحن كآباء ومربين نستخدم تلك الطرق مع أبنائنا ربما يعتقد الكثير من الآباء والمربين كل هذه الطرق مع أبنائنا؟ ربما يعتقد الكثير من الآباء أومربين نستخدم كل الطرق مع أبنائنا؟ إننا كآباء ومربين نستخدم كل طرق الحوار مع أبنائنا بلا فائدة، ولكن هذا ليس الواقع الذى نحياه مع أبنائنا. إننا كآباء ومربين تحت ضغط الظروف المعيشية، نميل إلى استخدام نوع معين من التعبير من الحوار مثل الإكثار من الانتقادات مثل "أسرع فى إرتداء ملابسك" وقميصك متسخ اذهب وارتد غيره " اجلس بطريقة صحيحة "إذهب وامشط شعرك المنكوش"، وهكذا أغلب حديثنا لأبنائنا عبارة عن أوامر. وحتي حين يمارس أحدنا الطرق الأخرى للحوار مع الأبناء، فقد يطغي لديه الجانب السلبى لتلك الطرق على الجانب الإيجابي. فمثلًا طريقة الحوار للتعليم تتحول لدينا إلى نوع من المحاضرات، فتفقد مضمونها وهدفها لتصبح لونًا من ألوان "الإزعاج التربوى" إن صح التعبير. كما أننا فى كثير من الأحيان نخلط إحدى طرق الحوار بطريقة أخرى كأن نخلط –مثلًا – بين طريقة " الأوامر والنواهى" وطريقة "التعليم"، فنطلب من الابن ارتداء المعطف لأن الجوبارد .. بينما ينبغى فى أسلوب الأوامر والنواهى إرساء القواعد وليس تعليلها ومن هنا تكتسب معرفتنا بطرق الحوار قدرًا كبيرًا من الأهمية ويحتاج تعلمنا لها حديثا عنا بسىء من التفصيل .. فنقول:- 1- الخطاب الدافئ: (من النادر أن يمر يوم لا يقوم فيه الآباء بتعليم أبناءهم شيئًا ما ويجب أن يكون التعليم تجربة وحانية ودافئة، وتوثق الروابط بين الآباء وأبنائهم كأن يعلم الأب على تساؤلات الابن حول الكون والحياة. من هنا تكون العبارات التى ينصح باستعمالها "دعني أشرح لك" "راقب كيف أقوم بذلك" "دعنا نرى كيف يمكن أن نحل ذلك معًا" "لست متأكدًا من الإجابة الصحيحة، دعنا نبحث عن ذلك" "لا بأس ، الوقوع فى الخطأ هووسيلة تعلم الصواب". وبالطبع ن تعد نغمة الصوت عاملًا أساسيًا، فعندما تقول لابنك مثلًا "افعل ذلك بهذه الطريقة" بنغمة خشنة وغاضبة، فسيفهم الابن ذلك على أنه انتقاد له وبالتالى يزيد توتره وربما دفعة ذلك إلى عدم إليك لطلب مساعدتك فى المستقبل) [كيف تقولها لأطفالك، بول كولمان، ص(7-، بتصرف واختصار]. 2- طريقة المشاركة الوجدانية: وهى من الأساليب الهامة فى التعامل مع الأبناء وبخاصة عندما يشعرون بخيبة أمل وضيق مما حولهم من أوضاع وظروف . فى هذه الأحوال لا يحتاج الأبناء إلى حل مشاكلهم بقدر احتياجهم إلى مدواة جراحهم والعثور على شخص يتفهم حقيقة الآمهم .. !! على سبيل المثال.. عندما عادت " سميحة " إلى المنزل حزينة لأن زميلتها فضلت اللعب مع أخري أرادت أمها أن أن تخرجها من حزنها فقالت "سوف تعود أختك إلى المنزل حالا ً ويمكنك اللعب معها" ولكن هذه العبارات التى تحل لا تعطى الإبنة ما أرادت من مشاركة أمها لها وجدانيًا. والأصوب فى مثل هذه الحالات: أن ترد الأم قائلة: "لا بد أنك تشعرين بالحزن من أجل تصرف زميلتك , أليس كذلك ؟ .. فإدراك "سميحة" أن والدتها تشاركها مشاعرها،ولا تتجاهلها، يخفف من حزنها ويدفعها فى ذات الوقت إلى التحدث للأم عن مشاعرها "قائلة إن هذا يحدث كثيرًا من زميلتي هذه" ومن خلال حديث الإبنه تدرك الأم مخاوفها وما يجب الإهتمام بمشاعرها. ومن هنا تكون العبارات الأنسب فى طريقة المشاركه الوجدانية أن نقول مثلًا "إنك حزين لأجل ما حدث ، أليس كذلك؟" "أعرف أنك تشعر بالخوف من..."
((ليصلك كل جديدأرسل الرقم 1 الى - 81428 للإتصالاتالسعودية - 601428 لموبايلي - 701428 زين)) كما ترى أخي المربي لا تحتوي كل هذه العبارات على حل لمشكلة ما بقدر احتوائها على معاني التفهم للمشكلة والمشاركة لمشاعر الابن حيالها، ولاشك أن هذا يدفع الابن إلى مصارحتك أكثر بمشاعره، ويكشف عن مخاوفه وأفكاره، ومن بعدها يمكن التفكير فى الحل. 3- طريقة التفاوض: (عندما تنصت إلى أبناءك وتحاول فهم الأسباب التى تدفعهم إلى طلب شىء ما وتتفاوض معهم أحيانًا للتوصل إلى اتفاق ما فسوف يعود ذلك عليهم بالنفع. ولكن لابد من التنبيه هنا إلى خطأ يمكن أن نقع فيه كآباء وهوأن نتفاوض مع أبناءئنا من منطلق اليأس أوما يعرف ب "الرشوة "، فربما يخشي الآباء أن يسيء أبناءهم فى موقف مهم لذلك فهم يتوسلون إليهم أن يحسنوا التصرف مقابل إغرائهم، بشراء ما يريدون أوما يقابل اللعب بما يشتهون, فنسمع الأم وهي تصرخ "لا بأس يمكنك أن تمارس لعبة أخرى من ألعاب الكومبيوتر ولكن كف عن الصراخ". وإنما تكون العبارات المستخدمة في مثل هذه "أعرف أنك تود الذهاب إلى صديقك اليوم ولكن الجوبارد، يمكنك الطمئنان عليه بالهاتف - قبل أن تذهب إلى الحفل، أريد منك بترتيب غرفتك". وهكذا لتأكيد على وتفاوض لا يأس وتوصل إلى حل وسط مع التبصير بالعواقب كيف تقولها لأطفالك) [كيف تقولها لأطفالك، د. بول كولمان ص(15- 20)، بتصرف]. 4- طريقة الأوامر والنواهي: لكي نستطيع التفريق بين هذه الطريقة وطريقة التعليم، نحاول أن نتأمل هذا الحوار الذى دار بين "حمد" ووالدته: الأم: أحمد قم بارتداء معطفك إذا كنت تنوي الخروج حتى لا تصاب بالبرد حمد: لا تخافي يا أمى فلن أصاب بالبرد. الأم : بل ستصاب بالبرد, ولذلك عليك أن ترتدي معطفك. حمد: ولكني يا أمي. الأم: لا أود أن تخرج من دون ارتداء معطفك. حمد: ولكني أود ذلك. لقد خلطت الأم هنا بين طريقة الأوامر والنواهي، وبين طريقة التعليم فإذا كانت تريد فعلًا أن يرتدى أحمد معطفه فقد كان ينبغى أن تقول ذلك دون إبداء السبب، ثم إن الأم عرضت أمرها أخيرًا فى صورة "لا أود أن تخرج" هكذا يبدوالأمر وكأنه تعبير عن رأي فى مسألة، وهذا بالطبع أعطىيالابن إمكانية القول " ولكني لا أود". ومن هنا يكون من الأنسب فى طريقة الأوامر والنواهى أن تكون عباراتنا تحمل لونًا من القواعد التى لا تفاوض حولها لأن هذا التفاوض يفقدها معنى القاعده مم مثل : "توقفا عن الشجار حالًا" .. أعرف أنك لا توافق, ولكن القاعده فى هذا الأمر" "من الخطأ أن تضرب أختك" أو "قم بإغلاق الكومبيوتر، فهذا هوموعد العشاء". ولاشك أن أهم ملامح هذه العبارات أنها واضحة ومباشرة. ونؤكد هنا أيضًا على استخدام كلمة "من فضلك" فهي كلمة السر فى إحكام السيطرة على الابن دون جرح مشاعره،ونذكر هنا قصة توضح ما نقصد وقد حكاها إبن العربي رحمه الله عن شيخه أبوبكر الفهري، فقد كان شيخه يرفع يديه عند الركوع، فهم بعض من يخالفوه المذهب بقتله على خلاف ما يعتقدون على فعله، ولما أعلمه ابن العربي: (ويحل لك هذا؟ فإنك بين قوم إن قمت بها قاموا عليك, وربما ذهب دمك، فقال ( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ) أبوبكر له: دع هذا وخذ فى غيره)[الاعتصام، الشاطبي، (1/358)]. هذه العبارة تعني أنك حين تدرك أن الحوار مع الأبناء يسير فى اتجاه سلبي تطلب منهم التوقف عن هذا الجدال " دع هذا وخذ فى غيره" ولا تحسب أن هذا الموقف ضعيفًا بل على العكس فإن هذه الجملة تحمل قدرأ كبيرًا من القوة والتجديد للابن وهى فى ذات الوقت نصيحة طبية له. ماذا بعد الكلام؟ ـ طريقة التفاوض مع ابنك له أثر كبير في التعامل معه، فكن ذكيًا وأنت تتعامل مع طفلك، وتعرف على الأشياء تستطيع من خلالها أن تفتح قلبه، فمثلًا قد يحب قيادة الدرجات، فتقول له إذا رتبت غرفتك، سآخذك في نزهة وأجعلك تقود الدراجة. ـ لا تأمر أو تنهى ولدك مباشرة، فتعامل معه بذكاء اجتماعي، كأن تضيف بعض الكلمات التي تدل على الحب في طلباتك لولدك، مثل أن تقول: "يا حبيبي هلا أحضرت لي كوبًا من الماء، أريدك أن تكون أحسن إنسان، فلا أراك بعد ذلك تسب أخاك".