مع نهاية العام الدراسي الحالي، بدأت الجامعات والمعاهد بتوديع طلبة المراحل المنتهية من خلال أقامة حفلات التخرج... وخلال السنوات القليلة المنصرمة لم تقتصر حفلات التخرج على طلبة الجامعات والمعاهد، بل وصلت إلى الصغار في المدارس والروضات، إذ شرعت إدارات بعض رياض الأطفال الأهلية هذا العام، في اعداد حفلات تخّرج خاصة بالأطفال الذين إرتدوا أزياء خاصة وتسلموا شهادات تخرّجهم وسط أجواء تخللتها فعاليات رقص وغناء وتمثيل مسرحي، لتمكينهم من التعبير عن فرحتهم باجتياز مرحلة التمهيدي والاستعداد للدخول إلى مرحلة الدراسة الابتدائية. الطفلة ميديا وصفت فرحتها بالقول: "أحب الروضة لأنها قامت بعمل هذا الحفل لنا، ومن خلاله ارتدينا الملابس الجميلة وتناولنا الطعام ورقصنا وغنينا واستلمنا شهادة تخرج للالتحاق بالمدرسة الابتدائية".
وتؤكد أسراء قحطان، معلمة اللغة العربية في روضة للأطفال ان هذه الحفلات تعدُّ مكافأةً للطفل على جهوده التي بذلها في الالتزام في الروضة، مشيرة إلى أن هذه الحفلة ستبقى راسخة في ذهن الطفل كذكرى جميلة، لأن رياض الأطفال هي فترة للانتقال من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة المدرسة الابتدائية، وان اجتيازها يعتبر أنجازاً كبيراً بالنسبة للطفل.
وفيما تبدي الأمهات ارتياحاً كبيراً لهذه الطريقة الجديدة في التعامل مع الطفل، فانهن يعتبرن أن الطقوس التي ابتكرتها إدارات رياض الأطفال الأهلية كانت تعبيراً عن عودة السلام الأهلي. وتقول الأم هناء غيدان ان احتفال الأطفال بيوم التخرّج كان له وقع خاص، مشيرةً الى انها تجد ان هذه الحفلات حديثة العهد على العراقيين، لافتةً إلى أنها تخلق نوعاً من الفرح بين الأهالي.
ولأن اللعب من أولويات الأمور التي يسعى إليها الطفل، فأن الحفلات بالنسبة له هو نوع من اللعب الذي من خلاله يكتشف العالم الكبير من حوله ... وتؤكد مديرة روضة السندريلا صبيحة هادي ان لهذه الحفلات دوراً كبيراً في توسيع مدارك الطفل، لافتةً إلى ان الطفل عندما يقدم فعاليات يقلد فيها الكبار، فانها تمنحه ثقة كبيرة بالنفس وتوسع مداركه وخياله الذي يسعى من خلاله دائما بأن يمثل الكبار بشكل حقيقي وأمام أنظار أهله، فترفع من معنويات الطفل وتساعده على الهدوء.