معظم الآباء والأمهات – بدافع من الحب والعطف – يندفعون لشراء الكثير من اللعب لأطفالهم – على قدر طاقتهم – آملين أن تكون خير معين لهم على الفرح واللعب والمرح،ولإدخال السرور على قلوب أطفالهم،ولكن..هل سأل أحدهم نفسه : لماذا اخترت هذه اللعبة بالذات؟ وهل هي مناسبة لطفلي أم لا؟ وما الهدف المرجو من وراء اللعب بها؟وما فوائدها وما أضرارها؟
ولأننا عادة لا نسأل أنفسنا هذه الأسئلة، فمن الممكن أن نحضر لأطفالنا بعض اللعب التي تضر أكثر مما تنفع، وتهدم أكثر مما تبنى،ولذلك فإن من الأهمية بمكان أن نعرف: ما هي خصائص اللعبة الجيدة والنافعة لأطفالنا؟ !
تؤكد الدراسات السيكولوجية أن الأطفال يختلفون فيما بينهم من الناحية الجسمية والعقلية والانفعالية و الثقافية،ولهذا فإن اللعبةالمناسبة والتي تلبى حاجات الأطفال سوف تختلف من طفل لآخر، ومن هنا فإن الواجب علينا أن نختار اللعبةالمناسبة لمستوى طفلنا العقلي والزمني والثقافي، لأن اللعبة إذا كانت سهلة أكثر من اللازم فإنها تصيب الطفل بالملل، وإذا كانت أعلى من مستوى الطفل فسوف تصيبه بالإحباط، وهذا الإحباط يولد لدى الطفل السلوك العدواني تجاه هذه اللعبة، أو تجاه الأطفال الآخرين، ومن هنا فإن اللعبة الجيدة هي:
إن اللعبة الجيدة هي التي تجذب انتباه الطفل وتنمى عنده دافع الاستكشاف، لذلك يفضل أن تتميز بالغموض والإستثارة اللونية مما يدفع الطفل إلى التفاعل معها واللعب بها، و يساعد على تحقيق الهدف من ورائها وتوثيق الصلة بين الطفل وبين من أحضرها له – فإنه سيعتقد من داخله أن الذي أعطاها له إنما أعطاه شيئاً غالياً و ثميناً.
إن من الملاحظ أن ثقافة الطفل تفرض عليه مجموعة خاصة من الألعاب، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببيئته التي يعيش فيها، ومجتمعه الذي يحيا فيه، فهناك ألعاب خاصة بأطفال الريف، وثانية خاصة بأطفال المدن، و ثالثة تقتصر على أطفال الصحراء.. وهكذا، و من المعروف أن هذه الألعاب تنتقل بتلقائية وبقوة من جيل إلى آخر، و ذلك لأنها تتناسق مع الواقع الذي يعيش فيه الأطفال، ومن هنا فإن اللعبة الجيدة هي التي تناسب واقع الطفل، وترتبط به ارتباطاً وثيقاً، ولنحذر هنا من الألعاب الدخيلة التي يغزونا بها الغرب، ولا تناسب قيمنا ومعتقداتنا، فتشوه تفكير أطفالنا، و تفقدهم الانتماء لثقافتنا ولديننا.
و إلى جانب هذه الشروط التي يجب أن نراعيها فيما نشتريه لأطفالنا من لعب،هناك أسس علمية من الممكن أن تساعدنا على اختيار أفضل اللعب وأكثرها نفعاً وتأثيراً و هي كالتالي:
أولاً : الأسس النفسية:
- إرضاء دوافع الطفل و حاجاته النفسية : كالحرية والنظام والأمن، والحل والتركيب، والقيادة والاجتماع.
- تهيئة الطفل لاكتساب القدرة على التلقي والتعلم، وذلك بتنمية ميوله ورغباته.
- إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن حاجاته وميوله ورغباته.
ثانياً : الأسس العقلية:
يجب أن تمكّن الطفل من تطوير قدراته و طاقاته العقلية والإدراكية و تتضمن ما يلي: