لعلك تتحسرين وأنت ترين أولادك يهدرون أوقاتهم في الجلوس طويلاً أمام شاشات { التلفزيون } أو { الكمبيوتر } أو { الإنترنت } ! ويزداد تحسرك حين يكون هدرهم لأوقاتهم على حساب دراستهم وصلاتهم وأدائهم لواجباتهم .
ماذا تفعلين من أجل أن يدرك أولادك قيمةالوقت , ومن أجل أن توقفي هدرهم لأوقاتهم ؟
أنصحك بأن تقومي بإحراق ورقة نقدية أمام أولادك . أتوقع أن تكون ردة فغلهم تجاه عملك هذا عبر واحدة أو أكثر
من العبارات التالية: أمي هذا حرام , لماذا تحرقينها ؟ كنت أقدر أن أشتري بها حلوى كثيرة أو لعبة جميلة, لو علم أبي لغضب , سأخبر أبي بما فعلت . أيا كانت ردة فعل أولادك , وأيا كانت عبارتهم تجاه ما قمت به من إحراق الورقة النقدية.... فإنها فرصة لتشرحي لهم وتوضحي قيمةالوقت الذي يهدرونه .
قولي مثلاً : هل تحسرتم على خسارة عشرة دنانير ؟ أنتم تحرقون أكثر من الدنانير! هل تعلمون كيف ومتى ؟
حين تضيعون ساعات طويلة في جلوسكم أ مام التلفاز , وحين تمضون أوقاتاً كثيرة في الإنترنت ..
ألا تعلمون أن هذه الساعات من أعماركم ,
وأنكم يمكن أن تقرؤوا فيها القران فتكسبوا آلاف الحسنات ,
وماذا تفعلين من أجل أن يوقف أولادك هدرهم لأوقاتهم ؟ بعد أن أوضحت لهم أن أوقاتهم تساوي صدقات وأجوراً و أموالاً
أعينهم على الاستفادة من أوقاتهم بما يلي : قولي لابنك : قم يا ولدي فاكتب واجباتك المدرسية قبل أن تبدأ الرسوم المتحركة؟ حتى تشاهدها و أنت مرتاح .
أو انظر يا ولدي أنت الآن تحرق دنانير بعدم دراستك وكتابة واجباتك المدرسية. أو أتذكر عندما هددتني بإخبار أبيك عن إحراقي العشر ة دنانير .. أنا أخوفك بالله تعالى الذي سيسأل كل عبد يوم القيامة عن عمره فيما أفناه , والعمر هو الوقت يا ولدي . وهكذا يمكنك جعل أولادك يدركون أن قيمةالوقت ثمينة , أنهم بهدرهم الساعات دون الاستفادة منها في ذكر الله تعالى , أو في قراءة نافعة , أو في مراجعة دروسهم , أو في فعل خير من الخيرات , يقومون بحرق ما هو أثمن من تلك الأوراق النقدية .
يبقى أن أقترح عليك ألا تحرقي ورقة نقدية حقيقية أمام أطفالك , بل ورقة نقدية مطبوعة عبر الطابعة و الناسخة , وأخبري أولادك بعد ذلك بما فعلت , وأنك لا يمكن أن تحرقي نقوداً حقيقية لها قيمتها,