حذر فريق بحث أمريكي ونرويجي مشترك من أن الأطفال الرضع الذين يبكون كثيرا وباستمرار بدون مبرر ولا سبب، أكثر عرضة للإصابة بمشكلات ذهنية وسلوكية في سنوات الطفولة اللاحقة.
وقال الباحثون أن على الآباء أن لا يستهينوا أبدا ببكاء الطفل الرضيع ولا يرجعوه دائما إلى المغص أو الحرقة المعدية، ولا بد من تنبيه الطبيب المختص لذلك فورا، مشيرين إلى أن المغص سبب طبيعي لبكاء الأطفال ولكنه لا يستمر إلى ما بعد 12 أسبوع من عمر المولود، لذا لابد من استشارة الطبيب بشأن البكاء المستمر للطفل الذي يؤثر على تطوره الذهني ونموه العقلي.
ووجد الباحثون بعد تقييم عادات البكاء وأشكاله عند 327 طفلا في سن الست أسابيع والثلاث عشرة أسبوعا، وتحديد سبب البكاء الذي يرجع عادة إلى إصابتهم بمغص معوي، مع قياس قدراتهم الحركية ومستويات ذكاءهم وسلوكياتهم عند بلوغ سن الخامسة أن الأطفال الذين امتازوا بفترات بكاء مستمرة وطويلة ليس بسبب المغص بعد بلوغهم الثلاثة شهور من العمر سجلوا درجات ذكاء أقل بتسع نقاط من أقرانهم في نفس السن، كما أظهروا أداء أضعف وأسوأ في الاختبارات الإدراكية. وقد ربطت الدراسات بين البكاء الطويل والمستمر في مراحل الطفولة الأولى بشقاوة الأطفال وانخفاض قدراتهم الحركية وسوء السلوك وضعف الذكاء في طفولتهم اللاحقة.
وأكد الخبراء في مجلة "أرشيف أمراض الطفولة" ضرورة أن يعي الآباء المشكلات الإدراكية المحتملة التي يصاب بها أطفالهم ومراقبة كلام الطفل وقدرته على اللفظ السليم والسمع وغيرها من أساسيات النمو الصحيح ومتابعة نموه البصري والحسي والحركي بصورة مستمرة.