تعد مهمه تربيه و اعداد طفل متوازن , ناجح , سعيد , نافع لنفسه و مجتمعه تحديا كبيرا يواجه كل أسره و خاصه في ظل وجود عده مؤثرات خارجيه لا يمكن للاهل التحكم به , تؤثر بصوره او بأخري علي شخصيه و خلفيه الطفل . أحدي اهم الجوانب التي ترغب كل أم في زرعها في طفلها سواء كان صبي او فتاه هي تربيته علي أن يكون صاحب شخصيه قياديه في مجتمعه . و ربما تكون هذه ميزه كبيره و لكنها ليس شئ أساسيا لنجاح الانسان او بروزه في الحياه . فهناك كثير من القاده الذين لم يضيفوا الكثير لانفسهم و لا لمجتمعاتهم و هناك الكثير ممن يسموا "بالتابعين" و لكنهم نجحوا في حياتهم و تميزوا و برزوا و أضافوا لانفسهم و للاخرين الكثير و الكثير . و لكن ذلك لا ينفي أهميه غرس صفات القياديه و قوه الشخصيه في نفس الطفل من الاب و الام و الاهل . فالعمل علي اعداد جيل قائد يثق بنفسه و يتحدي العقبات التي تعترض طريق أمته هدف ضروري في تربيه النشأ القادم . و زرع تلك الصفه فيهم تكسبهم القدره علي الثبات و الصراع و امتلاك المؤهلات الضروريه للحفاظ علي هويه الأمه و رقيها بعيداً عن التبعيه و الذوبان و الانهيار . و ليس معني القياديه هو التحكم في الاخرين و التعالي عليهم و الانانيه في ابراز الذات فقط و "البلطجه علي خلق الله" أو فرض الرأي و الفكر . و لكن القياديه هي قبل كل شئ احترام للذات و للاخرين و ثقه بالنفس و تحمل للمسئوليه و القدره علي إداره الامور و النجاح في الحياه و التاثير الايجابي في الاخرين . تشكو كثير من الامهات دوما من ان اطفالهم تابعين لاصدقائهم في المدرسه او في الجامعه او حتي من الشباب التابعين لزملائهم في العمل او كأزواج في حياتهم الزوجيه . و نجد ان هؤلاء لا يمكنهم ان يرأسوا او يقودوا اي مجموعه او افراد في عمل ما و لا يمكنهم التعبير عن انفسهم بسهوله و يعجزون عن ابراز مواهبهم كامله او أثبات ذاتهم للاخرين . و ربما يعانون من خجل و قصور في التعبير . كما انهم لا يتمكنون من رفض سلوك ما سلبي يكون علي عكس عقيدتهم او مبادئهم او تنشئتهم . و كثيرا ما يتأثرون بمن حولهم في كل شئ و يفعلون كما يملي عليهم الاخرون تماما و هذا بالتأكيد شئ مرفوض لاي انسان .
تجارب علي أرض الواقع:
تشكو أ.أ من احدي الدول العربيه ان ابنها خجول و يكون عاده تابع لمن حوله و يستجيب لاصدقائه في كثير من الامور الا انه قد نشأ في بيئه صالحه فلذلك غالبا ما يختار اصدقاء جيدون و لكن لو كان الامر علي عكس ذلك لاصبحت المشكله اكبر و اكبر .
و تقول ن . م ابني كان رياضيا و كانت شخصيته قويه لا يؤثر فيها الاخرون بسهوله . الا انه تعرف علي مجموعه من اصدقاء السوء فاصبح تابعا لهم و علموه تعاطي المخدرات للاسف و ترك رياضته التي برع فيها و تقدم لمراكز عاليه فيها و الان احاول انقاذه مما أوقع نفسه فيه .
الصفات المطلوبه في الانسان القيادي:
ان اردنا ان نحصر جميع الصفات التي يمكن ان تميز الشخصيه القياديه أيا كان المجال الذي تقود فيه فنستطيع حصرها في سبعه عشر صفه هي:
1- التفوق علما و تقوي و الاتصاف بالذكاء و سرعه البديهه . 2- الالتزام بالمسئوليات التي علي الانسان أيا كان نوعه . 3- الثقه بالنفس . 4- الطموح و الهمه العاليه و النشاط . 5- ان يكون جدير بالثقه و يعتمد عليه . 6- حاسم في قراراته . 7- قوي الشخصيه و متكلم جيد و منطلق في التعبير . 8- حكيم و عاقل . 9- التواضع . 10- العطاء و الالتزام المتواصل . 11- التأثير الايجابي في من حوله . 12- تحديد و معرفه اهدافه . 13- القدره علي الاقناع و اداره مجموعه . 14- ان يتصف بالنظام و الالتزام بالوقت و المرونه . 15- ان يكون أمين و صادق 16- ان يراعي مشاعر الاخرين و رغباتهم و لا يكون متعصبا لرأيه و رؤيته فقط . 17- ان يهتم بمظهره سواء في النظافه او الملبس او المظهر العام بغير افراط و لا تفريط .
نصائح عامه للأهل:
و من معرفه الصفات المطلوبه في الانسان القيادي أيا كان موقعه فأنه يسهل علي الاب او الام او المربي ان يزرع هذه الصفات في الطفل . و من ضمن الوسائل المتبعه في ذلك ان يكون الاهل و المربين قدوه للاطفال في كل شئ . و ان يتسموا بهذه الصفات حتي يكونوا مثالا واضحا صريحا للطفل يرغب هو في اتباعه و الحذو علي خطاه . كما يجب ان يشجع الاهل الطفل دوما باعطائه الثقه في نفسه و الثناء علي كل شئ جيد يفعله . كما يجب مساعدته علي فهم معاني القياديه الحقيقيه و عدم استخدامها كلفظ فقط او كصوره باهته المعالم . أيضا ينبغي علي الاهل ان يشعروا ابنائهم باهميتهم في الاسره و في المجتمع عموما و يؤكدوا علي مكانتهم عند الاهل . كما ينبغي وضع الطفل في مواقف كثيره بصفه مستمره يكون فيها تحمل للمسئوليه و تدريبه علي اداء مهام و اتقانها مع متابعته و تعليمه الذكاء و المرونه و الفطنه في المواقف . من الضروري ايضا تربيه الطفل علي الدين و القرآن و تعريفه دوما بنماذج مشرفه من الانبياء و الصحابه و السلف الصالح ممن قادوا مجتماعاتهم و تميزوا و أفادوا و برزوا فهم خير اسوه و قدوه و مثل . و لا تنسي الام ايضا الاهتمام بتعليم ابنائها و تثقيفهم فالثقافه و العلم هما خير سلاح لمواجهه المصاعب و خير وسيله للتفوق و التميز . و ايضا تعويده علي كل الصفات الحسنه من نظام و نظافه و ترتيب و التزام بالاوقات و الاعمال و المسئوليات . و تعلم مهارات التعامل و التواضع و الحكمه و المرونه و الصدق الي اخره من الصفات الحسنه التي يجب ان تميز كل قائد .
رأي طب النفس في القضيه:
تقول الدكتوره أماني العمر الاخصائيه النفسيه في وزاره الشئون الاجتماعيه و مستشاره نفسيه عبر خدمه دكتور اون لاين ان زرع صفات القياديه في الانسان يجب ان تتم منذ الصغر . و كون الاهل و المحيطين قدوه للطفل فان ذلك يكون هو المؤثر الاول و الاهم بالنسبه لزرع أي صفه في الطفل . و تتحدث الدكتوره عن التأثير السلبي للقسوه علي الطفل او نقده باستمرار او عدم معاملته بحنان و احتواء كافي فتقول ان استخدام اساليب القسوه مع الطفل من ضرب و اهانه و نقد دائم و توبيخ و تحقير لكل ما يفعل الطفل او معاملته كطفل صغير تافه يجعل تخيل انه قد يصبح شخص متوازن و قيادي و ناجح امرا صعب التخيل . لانه يقتل كثير من جوانب التوازن و الابداع بداخل هذا الطفل و يجعله غير واثق بنفسه علي الاطلاق . خاصه و انه يري ان اهله و هم اقرب الناس له يعاملونه بقسوه و يشعرونه انه فاشل او غير ذكي او فيه ايا من الصفات السلبيه فيستنتج بصوره او باخري ان المجتمع سيقابله بما هو اسوأ من ذلك . فينشأ خجولا و منعزلا و غير متوازن . و تقول ان تحميل الطفل المسئوليه من الصغر و جعله يمارس هوايات و يبرع فيها و يريها لاهله و يري مدي انبهارهم بنجاحاته يجعله واثق بنفسه . هذا ان لم يكن بارعا في دراسته فيكون هناك تعويض و يشعر انه ناجح في امر م . و لكن حتي لو كان بارعا في دراسته فلا مانع من ان يكون بارعا في مجالات اخري .
((ليصلك كل جديدأرسل الرقم 1 الى - 81428 للإتصالاتالسعودية - 601428 لموبايلي - 701428 زين)) و تسترسل الدكتوره فتقول اما الطفل القائد الذي يتخذ من العنف و البلطجه و ايذاء الاخرين سواء من اخوته او زملائه في المدرسه وسيله للتعبير عن قيادته و قوته فيجب علي الام و الاب اتباع اسلوب الحزم الحاني معه . بمعني انهم يكونون حازمين معه لو اساء لاحد ما و يوجهونه بصفه مستمره لخطأ ذلك و ان يتخيل موقفه ان كان في موقع من يؤذيه و ان الله لا يرضي عنه الي اخره و لكن بدون ان يقسوا عليه . فكثير من هؤلاء الاطفال يصبحون في شبابهم و عندما يكبرون اشخاص عاديون و ربما لا يكونواقاده في محيطهم . و منهم من يبقي علي حاله في التحلي بصفات القياديه .