كثيراً من الأطفال يصعب عليه التعبير عن انزعاجه من أمر ما،في المقابل، من الضروري أن تراقب الأم طفلها بدقة حتى تتمكن من ملاحظة أي مشكلة صحية يعانيها، وإن كان اكتشاف المشكلة الحقيقية صعباً أحياناً بسبب تشابه أعراض كثيرة تظهر لدى الطفل. حساسيةالطعام من المشكلات الخطيرة التي يمكن أن يعانيها الطفل، سواء في المرحلة الأولى عندما يتناول الحليب حصراً حيث قد يعاني حساسية تجاه الحليب مما يتطلب مراقبة دقيقة للأعراض التي قد يعانيها نتيجة ذلك، أو حتى في مرحلة لاحقة عندما يتم إدخال الأطعمة الصلبة في غذائه حيث قد يعاني حساسية حيال نوع معين منها، طبيب الأطفال اللبناني رمزي أبو جودة تحدث بالتفصيل عن حساسيةالطعام التي قد يعانيها الطفل وعن أعراضها وأسبابها مشيراً إلى أن أفضل وسائل الوقاية منها تكون بتأخير مرحلة إعطاء الطفل الأطعمة الصلبة إلى الستة أشهر.
ما السن التي تظهر فيها حساسية الطعام؟ تعتبر حساسيةالطعام التي تظهر في السنة الأولى الأكثر شيوعاً. كما تعتبر الحساسية ضد الحليب الأكثر شيوعاً بين مختلف أنواع حساسيةالطعام لدى الأطفال.
هل يمكن أن تظهر حساسيةالطعام في سنوات لاحقة؟ قد تظهر حساسيةالطعام في أي سن،حتى انه قد تظهر حساسية ضد نوع معين من الطعام فجأة رغم تناوله سابقاً دون مشكلة.
هل من سبب معيّن للإصابة بهذا النوع من الحساسية؟ تنتج حساسيةالطعام عن استعداد جيني لدى الطفل. لكن على رغم وجود الاستعداد، يمكن أن تظهر الحساسية أو لا.
ما أكثر أنواع الطعام شيوعاً التي تظهر لدى الأطفال عادةً حساسية عند تناولها؟ يحتل الحليب المرتبة الأولى بين هذه الأطعمة ويأتي بعده الفريز(الفراولة)والكيوي والبيض والقريدس. أما الأطعمة الأخرى فتكون الحساسية حيالها اكثر ندرةً كالمكسرات، خصوصاً الفستق،كما قد تظهر لدى الطفل أعراض حساسية لدى البدء بتناول الخبز، فتكون عندها حساسيةً تجاه القمح.
ما الأعراض التي يمكن أن تلاحظها الأم في حال إصابة طفلها بالحساسية؟ ثمة أعراض مختلفة لحساسية الطعام. ففي الحالات الأكثر حدةً يظهر تورّم في مختلف أنحاء الجسم مع احمرار. وفي هذه الحالة تحصل ردة فعل قوية وخطيرة. وفي الحالات الأقل حدةً يعاني الطفل إسهالاً وتقيؤاً. وفي بعض الحالات قد تسبب الحساسية إمساكاً حاداً يستمر خلال أيام، لكن هذا يحصل في حالات نادرة. كما يمكن أن تظهر لدى الطفل طفرة جلدية.
كيف يمكن تناول نوع من الطعام خلال فترة طويلة قبل أن تظهر أعراض الحساسية ضده؟ قد تظهر الحساسية من الأسبوع الأول، كما يمكن أن تظهر بعد شهر أو حتى بعد ستة أشهر أو بعد أيام قليلة. إذ أن الأعراض تظهر عندما لا يعود الجسم، وتحديداً الأمعاء، قادراً على تحمل المزيد من نوع الطعام المسبب. وعندها يلاحظ أن الجسم لا يعود ينمو بشكل طبيعي.
هل تظهر الأعراض بسرعة بعد تناول الطعام؟ تظهر أعراض الحساسية عند تناول الطعام، فقد تظهر الطفرة الجلدية عندها. كما يمكن أن يُرجع الطفل الأكل أو يتقيأ أو يعاني تورّماً حاداً.
كيف يمكن أن يعرف الطبيب ما إذا كان الطفل يعاني حساسيةً تجاه نوع معين من الطعام؟ في أنواع أخرى من الطعام غير الحليب، وعند إدخال الأطعمة الصلبة في غذاء الطفل قد تظهر طفرة جلدية. وعندما يخبر الأهل الطبيب بذلك، يجب تحديد أنواع مختلفة من الأطعمة، ثم يتم إدخالها تدريجاً واحداً بعد الآخر حتى يتم كشف النوع المسبب للحساسية.
هل من إجراءات وقائية معينة يمكن اتخاذها لتجنب حساسية الطعام؟ ينصح بتأخير موعد تناول الطفل الأطعمة الصلبة حتى الستة أشهر. فتلك هي الطريقة الأكثر فاعلية لتجنب الحساسية لديه. كما يجب عدم إعطاء الطفل أياً من الأطعمة المسببة للحساسية قبل السنة.
هل يمكن أن يشفى الطفل من حساسيةالطعام أم هي مشكلة دائمة يعانيها؟ تشفى حساسية الحليب في نسبة 95 في المئة من الحالات. كما أن حساسيةالطعام تشفى عادةً في سن السنة أو سنة ونصف السنة، باستثناء الحساسية ضد الفستق.
في حال إصابة الطفل بحساسية الطعام، هل يمكن إعطاؤه النوع المسبب بكميات صغيرة؟ ليس للكمية التي يتم إعطاؤها للطفل تأثير، إذ أن ردة الفعل تكون نفسها إذا كان الطفل يعاني حساسية.
حساسية الطعام في حقائق:في حال الإصابة بحساسية طعام، يكون للجسم ردة فعل تجاه نوع معين من الطعام في المرة الأولى التي يتم تناوله فيها، فيتحرك جهاز المناعة ويطلق الأجسام الضدية لمكافحة الطعام المسبب، وفي المرة الثانية يطلق الجسم مواد كيميائية ليحمي نفسه مما يؤثر على جهاز التنفس والجهاز الهضمي والبشرة أو حتى على الشرايين،وقد يؤدي ذلك إلى طفح جلدي وحكاك وسيلان في الأنف وتورّم وآلام في المعدة وتنميل في اللسان والشفتين.
يمزج البعض ما بين حالة عدم تقبّل نوع معين من الطعام وبين حساسية الطعام. في الواقع قد تسبب الحالة الأولى الغازات وعسر الهضم والإسهال وآلاماً في الرأس والتوتر. لكن حالة عدم تقبّل الطعام لا ترتبط بجهاز المناعة، وتنتج عن عدم قدرة الشخص على هضم بعض المواد كاللاكتوز، وصحيح أنها قد تكون مزعجة لكن نادراً ما تكون خطيرة، بعكس الحساسية. * أكثر أنواع الأطعمة المسببة للحساسية شيوعاً هي الحليب والبيض والفستق والصويا والكاجو والجوز والسمك وثمار البحر كالقريدس.. * تشفى معظم حالات حساسيةالطعام تلقائياً كحساسية الحليب والبيض والقمح والصويا. أما في الحالات الأخرى كحساسية الفستق فيتم الشفاء منها بنسبة أقل. وبالنسبة إلى حساسية السمك وثمار البحر فتظهر لاحقاً ونادراً ما تشفى. * تظهر أعراض الحساسية في الجلد فتسبب احمراراً أو تورماً في الوجه أو حكاكاً وتورماً في الشفتين واللسان والفم، أو تظهر آثارها في الجهاز الهضمي فتسبب آلاماً في المعدة أو غثياناً أو تقيؤاً أو إسهالاً . كما يمكن أن تظهر آثارها في الجهاز التنفسي من خلال سيلان الأنف أو الرشح أو السعال أو ضيق التنفس أو من خلال الدوار والإغماء. * قد تكون ردة الفعل الحساسية حادة لدى البعض وأقل حدة لدى آخرين * تظهر ردة الفعل خلال دقائق إلى ساعة من تناول الطعام المسبب.
ما الذي يزيد فرص إصابة الطفل بحساسية الطعام؟ * وجود حالات حساسية في العائلة أو إكزيما أو ربو * الإصابة سابقاً بحساسية طعام إذ أن الطفل قد يشفى من حساسيةالطعام لكن تزيد احتمالات ظهورها مجدداً لاحقاً. * وجود انواع أخرى من الحساسية: تؤدي الإصابة بحساسية ضد نوع معين من الطعام إلى زيادة فرص الإصابة بحساسية ضد أنواع أخرى من الأطعمة. حتى أن الإصابة بنوع آخر من ردات الفعل الحساسية تزيد احتمالات الإصابة بحساسية الطعام. * السن: تعتبر حالات الحساسية أكثر شيوعاً لدى الأطفال. ويقل احتمال ظهور ردات فعل حساسية مع التقدم في السن، يشفى الأطفال من الحساسية ضد الحليب والبيض والصويا والقمح، لكن نادراً ما تشفى أنواع الحساسية الحادة والحساسية ضد الفستق وثمار البحر.
كيف تشخّص حالة حساسية الطعام؟ في حال الشك بإصابة الطفل بحساسية الطعام، تتم استشارة الطبيب الذي يطرح على الأهل الأسئلة الآتية: * ما الأعراض التي ظهرت لدى الطفل؟ * كم تتكرر ردة الفعل هذه لديه؟ * ما المدة ما بين تناول طعاماً معيناً وظهور الأعراض الأولى لدى الطفل؟ * هل يعاني أي من أفراد العائلة حساسية أو مشكلات صحية معينة مرتبطة بها كالإكزيما والربو؟
ويمكن أن يتأكد الطبيب من عدم وجود مشكلات أخرى مسببة للأعراض فعلى سبيل المثال إذا عانى الطفل إسهالاً بعد تناول الحليب، قد يتحقق الطبيب من حالة عدم تقبّل مادة اللاكتوز لدى الطفل،كما قد يكون مرض Celiac Disease هو المشكلة، حيث لا يتقبّل الطفل مادة الغلوتين الموجودة في القمح ومشتقاته.