إن زيارة الطبيب للمرة الأولى بالنسبة للطفل تمثل ضغطا عليه وعلى الأم وعلى العائلة كلها، فالذهاب للطبيب أمر يبث فى النفس بعض الخوف عند الكبار والصغار الذين يكون الخوف عندهم مضاعفا ومجسما وخاصة أنهم لا يكونون ناجحين في التحكم فى مشاعرهم وخوفهم. وبالنسبة لك كأم فإن التعامل مع فكرة خوف طفلك من الذهاب للطبيب ستكون ضرورية لأن زيارات الطبيب بالتأكيد ستتكرر.
قبل زيارتك أنت وطفلك للطبيب أو للمستشفى، فمن المهم أن تكونى صادقة مع طفلك عن كل ما سيجرى فى الزيارة. فعليك أن تخبري طفلك بسبب ذهابه للطبيب، وعليك أن تشرحي له أيضا بعض المصطلحات الطبية التى قد يسمعها وقد تبدو غريبة بالنسبة له.
كونى صادقة مع طفلك حيال الألم الذى قد يشعر به إذا ذهب للطبيب وتلقى تطعيما معينا. وحينئذ يجب أن تخبرى طفلك عن المكان الذى سيأخذ فيه التطعيم أو الحقنة مع ضرورة أن تشرحى له أن تلك الحقنة ستقيه من الأمراض فى المستقبل. ويمكنك دائما أن تخبرى طفلك أن زيارة الطبيب هذه ستمنع تكرار الزيارات في المستقبل.
يمكنك أن تسألى طفلك عما إذا كانت هناك أغراض معينة تخصه ويود اصطحابها لموعد الطبيب أو للمستشفى معه. فمثلا يمكنه أن يصطحب معه بطانيته أو لعبته المفضلة حتى يشعر بالأمان وبالراحة فى المحيط الغريب بالنسبة له الذي سيتواجد فيه لأول مرة. وهناك مثلا بعض الأطباء الذين قد يسمحون لك أن تأخذى جولة فى المكان مع طفلك قبل أن يبدأ الكشف عليه. اعلمي أنه يجب عليك دائما أن تبقى طفلك على علم بكل ما سيجرى حتى تقوى من ثقته بك وبطبيبه.
امنحى طفلك بعض الوقت قبل الدخول لمكتب الطبيب يلعب فيه حتى يذهب أى قلق ينتابه وبهذه الطريقة أيضا فإنه قد يصبح أكثر هدوءا. وبمجرد دخولكم عيادة الطبيب ودخولكم مكتبه، فعليك أن تكونى بجانب طفلك وامنحيه الحب والحنان حيث يمكنك دائما أن تمسكي بيد طفلك داخل مكتب الطبيب.
إن قلق طفلك قبل الذهاب للطبيب أو المستشفى نابع من خوفه من أن يتألم، فعندما يقوم الطبيب بفحص الطفل، فإن كل تركيز الطفل ينصب على الألم الذى قد ينتابه من فحص الطبيب أو من الحقنة التى قد يأخذها. ويمكنك حينئذ أن تحضرى معك لعبة الطفل المفضلة أو كتابا يحبه حتى ينشغل بها ويركز على النظر إليها أثناء إعطاء الطبيب الحقنة له. وبذلك، فإنك تكونين قد نجحت في تحويل انتباه الطفل عن التركيز على شعوره بالألم.
يجب عليك أن تعلمى أن بكاء طفلك أثناء فحص الطبيب له أو أثناء إعطائه حقنة هو أمر متوقع وطبيعي لأنه يشعر بالألم وبالتالي يصبح رد الفعل الطبيعى هو لجوء الطفل للبكاء. وفى هذه الأثناء يصبح واجبك كأم هو أن تظلى بجانب الطفل وتعملى على طمأنته وبعد انتهائكم من زيارة أو موعد الطبيب فيمكنك أن تخبرى طفلك أنه قد أبلى بلاء حسنا عند الطبيب وأنه اظهر قوة تحمله وشجاعته. دعي طفلك بعد الانتهاء من زيارة الطبيب يتحدث عن كل ما كان يفكر فيه وكل المخاوف التى تكون قد انتابته.
حاولى أن تضعى لطفلك مجموعة من الأهداف اليومية بناء على حالته الصحية ومدة بقائه فى المستشفى. فوجود مجموعة من الأهداف والمهام اليومية ستجعل طفلك يشعر بأنه يحقق شيئا ما وبأنه يقترب من موعد الخروج من المستشفى. ويمكنك مثلا أن تحددى لطفلك بعض الأهداف مثل الاستيقاظ من النوم والتمشية يوميا لبعض الوقت.
أحيانا قد يكون إعطاء طفلك الدواء أو اصطحابه لسحب الدم أمرا صعبا، ولذلك يمكنك أن تعدى طفلك بمكافأة إذا كان شجاعا أثناء زيارته للطبيب. اشرحى لطفلك طبيعة الفحوصات الطبية التى قد يجريها بطريقة تناسب سنه ومصطلحات يفهمها. وإذا كان طفلك سيمكث فى المستشفى لفترة طويلة، فيمكنك أن تطلبى من الأصدقاء والعائلة أن يأتوا لزيارته