لا جدال في أن قراءة القرآن الكريم تعد من أطيب الأعمال التي يُستحب أن يقوم بها المسلم في رمضان وفي غير رمضان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، وقال في حديث آخر: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن: ألف حرف ولام حرف، وميم حرف) صدق رسول الله (ص).
لذلك لابد أن نجعل قراءة القرآن عادة ينشأ ويتربى أطفالنا عليها بحيث تصبح طقساً من طقوس حياتهم اليومية، لأنهم حتى وإن تعثروا أثناء القراءة أو تعذر عليهم فهم بعض المفردات القرآنية، سيكون لهم ثواب مضاعف كما قال رسولنا الكريم في حديثه الشريف: "مَثلٌ الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران".
ويجب أن نحث أطفالنا كذلك على تعلم القرآن على يد متخصصين ليدرسوا كيفية قراءته وتجويده بطريقة سليمة وحفظ ما تيسر منه. ومن حسن الحظ أن شهر رمضان المعظم هذا العام يأتي في الإجازة الصيفية، وليس هناك ما هو أفضل من استغلال وقت فراغ أطفالنا خلال هذه الفترة من تعليمهم القرآن.
اذهب إلى مسجد قريب من المنزل واستعلم عن تقديمه دورات متخصصة للأطفال لدراسة القرآن وتفسيره وحفظه، وحث أطفالك على الاشتراك في هذه الدروس والإجادة فيها مع شرح مكانة صاحب القرآن عند الله. وحتى تضمن استجابة الأبناء وتحمسهم للأمر، ابدأ بنفسك وشاركهم الدراسة والحفظ وقم بمراجعة ما درسوه من القرآن معهم وشجعهم كلما أجادوا، ولا مانع من تقديم مكافآت لهم كالأموال أو الألعاب أو التنزه إذا أظهروا تفوقاً في تعلم القرآن حتى تحثهم بشكل عملي على المواصلة والاستفادة.