الأطفال هم أمل و مستقبل الأمة وبقدر ما كان نموهم وترعرعهم وتربيتهم سليمة بقدر ما كان مستقبل الأمة مشرقاً ومشرفاً،فسلوكنا مع أطفالنا وطريقة معاملتهم هما اللذان يحدان مستقبلهم ، فكلما كان سلوكنا مع الطفل صحيحاً نشأ الطفل سليماً من غير عقد نفسية ، يثق في نفسه وفي قدراته ويثق فيمن حوله وكان إيجابياً في تعامله مع مجتمعه .
تسأل قارئة: أنا مطلقة وأعيش مع ابنى وهو يبلغ من العمر 4 سنوات ونصف، ويفكر فى أمور غريبة فيقول لى دائما "أنا وأنتى عائلة واحدة لكن لماذا هى صغيرة؟، خايف تموتى وأنا فى البيت بدون أحد معى؟"
ودائما يخاف وقت النوم لدرجة أنه ينزل أسفل الغطاء عند قدمى على الرغم أنى لا أشعره بأنى خائفة أو متوترة، ويقوم بالسؤال دائما عن والده ولماذا لا يعيش معنا فى المنزل ؟ ويكون إجابتى عليه أن عمل والده يضطره إلى السفر كثيرا، فكيف أتعامل معه وأقوم بتربيته بشكل صحيح؟، وما الحل فى أسئلة الكثيرة والغريبة؟ تجيب على هذا التساؤل دكتورة نبيلة السعدى أخصائية التواصل بالمركز المصرى للاستشارات الزوجية والأسرية، قائلة: "حتى تتعرفى على طفلك لا بد أن تعلمى أن هناك سبع صفات لدى الطفل إذا تفهميتهم جيدا سوف تكونى أمهر أم فى العالم، وبالتالى لا يكون لدى طفلك سلوك غير مرغوب فيه أو مشكلة سلوكية وهذه الصفات هى: • الأطفال لا يهتمون بالمال، أى أن النقود ليس لها قيمة لديهم فما هى إلا وسيلة وليس غاية. • إذا مرض الأطفال لم يعترضوا على قضاء الله وقدره. • الحقد لا يجد سبيلا إلى قلوبهم. • أنهم يسارعون للصلح دائما. • أنهم يأكلون مجتمعين أى فى وسط جماعة. • أنهم يخافون لأقل شىء يمكن أن يخيفهم. • عيونهم تدمع بسرعة جدا. وتضيف دكتورة نبيلة قائلة: "إذا عرفت الأم هذه الصفات الموجودة لدى طفلها سوف يكون معها مفاتيح التعامل معه أمام أى مشكلة، حتى ولو كان فى مرحلة المراهقة لأنها بذلك عرفت مفاتيح شخصيته منذ نعومة أظافرة وقمتى ببناء شخصية قوية مؤثرة وليست متأثرة بأى شىء ليس ذى قيمة، وكأنة ورقة فى مهب الريح، لذا هناك أشياء مهمة تضعها الأم أمام عينيها وهى تربى أطفالها وهى : • لا تجعلى رأس طفلك مثل مقبض الباب بمعنى يستطيع أن يديرة كل من يشاء وقتما شاء وبالتالى سوف تصبح شخصيته ضعيفة، ولكى تبدئى فى تكوين الشخصية السليمة لابد من أن تتركى له حرية إختيار ملابسة ثم قومى بتدريبة على أسلوب المناقشة والحوار ثم إعطية حرية إبداء الرأى فى المواقف التى تمس حياته الشخصية وإجعليه يختبر هذا أمام عينيك وإذا أخطأ لا تلوميه بقدر ما تفسرى وتحللى معه الخطأ. • وضحى لابنك أمر هام وهو أن جميعنا مثل القمر له جانب مضىء وآخر مظلم حتى لا يرى العالم متناقض، ودائما ينتقد بأسلوب لازع وفى بعض الأحيان أسلوب يحرجك أما الآخرين. • علمى ابنك أن يقف على الخطأ ويعرف السبب ويتعلم أنه لا يكرره مرة أخرى. • واعلمى أن دموع الأطفال توسلات فإذا لم تلبى طلباته أصبح الأمر بينكم عبارة عن أوامر، لذا أنصح بأن تتطلبى من الطفل الكف عن البكاء وتوضيح سبب الرفض بطريقة فيها ذكاء وإقناع أكثر مما هو رفض وتعند منك، وإما سوف يصير البكاء وسيلة للضغط للوصول إلى ما يريد".
أما عن كيفية التصرف أمام أسئلته الغريبة تقول دكتورة نبيلة: "الطفل هنا ذكى جدا، لذلك لابد أن توضحى له الأمر، حيث إنك ووالده منفصلين وتبدأى فى تبسيط موضوع الانفصال له بطريقة يستطيع من خلالها تفهم الوضع دون الإساءة للطرف الآخر، لأن الطفل عبارة عن نصفين نصف لأمه ونصف لأبيه فإذا حاولنا أن نجعلة يكره واحد منهم فكأننا نجعله يكره نفسه، وعليكى أن تقومى بزيارات للعائلة والأصدقاء وهم أيضا يتبادلون معك الزيارات، وادمجى طفلك فى عمل جماعى حتى يشعر أنه واحد من جماعة، واجعليه لا ينام إلا إذا كان يريد هذا مع قيامك برواية قصة لطيفة له ".