على الرغم من تناقض الشقاوة مع النعاس إلا أن أطباء في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال يؤكدون أن العديد من الصغار، الذين يظهرون مشكلات سلوكية، وخصوصا الشقاوة ما هم إلا نعسانين، وفي حاجة ماسة إلى النوم، ولكن بطرقهم الخاصة.
وأظهرت البحوث الجديدة أن الأطفال، الذين لا ينامون جيدا، بسبب اضطرابات الشخير أو النوم أو صعوبات التنفس أكثر ميلا لإظهار مشكلات سلوكية، تترافق مع ما يعرف باضطراب عجز الانتباه، وفرط النشاط أي عدم قدرة الطفل على الانتباه والتركيز في الضجيج والأصوات العالية.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الدراسات ليست الأولى، التي تربط النوم بالمشكلات السلوكية عند الأطفال وبالتالي فإن الإثباتات على هذا الارتباط تقوى شيئا فشيئا.
وبالرغم من أن مشكلات التنفس الانسدادية الحادة المرتبطة بالنوم غير شائعة عند الأطفال إلا أن حوالي ثلثهم يعانون من أشكال بسيطة من هذه الحالة فيصدرون شخيرا عاليا، أو صوتا عاليا للتنفس أثناء النوم.
ووجد الباحثون في دراستهم، التي نشرتها مجلة "طب الأطفال" بعد إجراء مسح لآباء ثلاثة آلاف طفل، في سن الخامسة وتسجيل عادات نومهم وسلوكياتهم أن الأطفال المشخرين، أو من أظهروا أعراضا أخرى لاضطرابات التنفس، أثناء النوم كانوا أكثر عرضة للشعور بالنعاس أثناء النهار من الأطفال السليمين كما كانوا أكثر ميلا للسلوكيات المرضية كفرط النشاط، والعدوانية، وضعف التركيز والانتباه مشيرين إلى أن هذا الارتباط استمر حتى بعد ضبط العوامل الأخرى المسيطرة على سلوك الطفل.
ويرى الخبراء أن تحديد مشكلات النوم وأسبابها، ومن ثم معالجتها، في سن مبكرة يقلل معدلات الشقاوة وعدم الانتباه بين الأطفال منوهين إلى أن اضطرابات التنفس أثناء النوم، قد تتسبب إما عن حالات حساسية أو ربو أو انتانات تنفسية أو تضخم اللوزتين والغدد، أو التهابات الجيوب لذا فإن التدخل الطبي في هذه الحالات كالجراحة وغيرها، تصحح الخلل عند غالبية الأطفال، وتسمح لهم بنوم وافر ومريح.
وكانت دراسة سابقة أجريت في جامعة ميتشيغان الأمريكية قد بينت أن الشخير ومشكلات التنفس، خلال النوم، تضاعف خطر الإصابة بمشكلات سلوكية، ترتبط بعجز الانتباه وفرط النشاط