(سليم) رجل في السابعة والأربعين من عمره. يعمل موظفاً بسيطاً في إحدى الشركات. عقد قرانه خمس مرات ولم يوفق بأيّ منها. فقد كانت الزيجة تفشل في كل مرة حتى قبل الدخول والتمتع بسرير الزوجية. إلا أنه وفي آخر مرة نجح بإكمال مراسم الزواج وتخلّص من عزوبيته. بعد زواجه بعشرة أيام, استأنف (سليم) دوامه بال( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ) وانهالت عليه عبارات التهنئة والمباركة بزواجه من قبل زملائه, بعد أن كانوا يتوقعون بقاءه عازباً ما تبقّى له من العمر. والذين غالباً ما كانوا يمازحونه بلقب (العازب الخالد). زميلته (أم سعيد) في المكتب والتي تصغره بخمس سنوات, كانت أكثر المهنئين اغتباطاً له. استقبلته بحفاوة صادقة قائلةً: - ألف ألف مبروك.. تتهنّى يا سليم.. صدّقني أنني مبسوطة من صماصيم قلبي.. إنشاء الله بالرفاه والبنين يا ربّ! - شكراً لكِ يا أم سعيد! وبلهفة الأخت المُحِبّة أردفت بعفوية: - مم, لم تقل لي, كيف رأيت الزواج ؟ فتل سليم شاربيه والبسمة تعلو وجهه وأجاب متمهّلاً: - بصراحة يا أم ّسعيد! لم أكن أتوقع الزواج بهذه الروعة. وبصراحة أكبر, وجدت أن أجمل ما في الزواج هو الجنس.. ممممّه أبوس روحه أنا.. ما أروع الجنس.. طارت ابتسامتها فجأة وتضرّج خدّاها بحمرة الخجل والحياء, وتشاغلت ببعض الأوراق أمامها..
* * * في اليوم التالي وقبل نهاية الدوام بساعتين قال لزميلته أم سعيد: سأهرب إلى البيت لأمرٍ ضروري جداً. إذا سأل أحدٌ ما عنّي أرجوكِ الاتصال بي هاتفياً وإعلامي.. - خير أخي سليم؟ - كلّه خير, لا تنسي أنني ما زلت بشهر العسل .. وبيني وبينك لا أستطيع الصمود حتى نهاية الدوام.. الجنس يا أم سعيد زينة الحياة الدنيا.. تصوّري! رغم مضي أكثر من عشرة أيام على زواجي, لا أستطيع النوم قبل أن أمارس الجنس مع عروسي, على الأقلّ أربع خمس مرات..! بشرفي صرت أتمنى لو توجد عقاقير طبية تثبط غريزتي وأتخلّص من شرورها..! تصوّري! جرّبت الكافور واليانسون و... ولم أستفدْ شيئاً! دخيل اسمك يا ربّي! ما هذا؟!! رمقته بنظرة زاجرة واحتدمت في أعماقها براكين الغضب وكادت أن تقذفه بحممها وتضع حداً له على قلة ذوقه.. إلا أنها تمالكت نفسها وعدّت للعشرة..
* * * في اليوم الثاني وفور وصول سليم إلى مكتبه, نهضت أم سعيد مغادرة الغرفة, خوفاً من إسماعها ما يخدش حياءها. وتذرّعت بأنها ستقضي بعض الوقت في المكتب المجاور لشرب القهوة, وقد تتناول الفطور.. فاستوقفها قائلاً: - اسمعي آخر حزّورة يا أم سعيد ثم اذهبي.. - حزورة! ما هذه الحزورة؟ - علّق رجلٌ على باب محلّه كرتونة كتب عليها: (ممنوع الشمّ واللحس واللعق وإدخال الإصبع...) برأيك ماذا يعمل هذا الرجل؟ تغيّرت سحنتها فجأة وامتقع وجهها ونظرت إليه مسددة نظرة عابسة والشرر يتقافز من عينيها. ولم تستطع كظم انفعالها فأجابته موبّخةً دونما إبطاء: - لا حول ولا قوة إلا بالله, يا فتاح يا عليم.. يا عيب الشوم منك يا سليم! والله ما بعرف شو بدّي احكي معك؟! فعلاً الذوق فُضّل على الدين.. - لَهْ يا أم سعيد لَهْ! لا يروح فكرك للبعيد... يا ستي هذا الرجل يعمل بائع عسل..!
* * * في اليوم الثالث دخلت أم سعيد المكتب وهي عابسة وبالكاد حرّكت شفتيها بتحية الصباح. حاول سليم ممازحتها إلا أنها صدّته معتذرة عن عدم رغبتها بالكلام مع أحد, فهي غير رائقة ولا تتحمّل أية كلمة. امتثل سليم لرغبتها وقرر ألا يكون البادئ معها بالكلام وبقي صامتاً حتى نهاية الدوام .. وكرر ذلك في اليوم الرابع.. وفي اليوم الخامس وبينما كان جالساً خلف طاولته يشرب الشاي.. نظرت إليه أم سعيد بطرفها, وجدته ساهماً ناظراً إلى اللا شيء. أحسّت بحنوّ اتجاهه وظنت أن زعل اليومين الماضيين كافيين له وأنه لا شك قد تلقّى درساً. فأرادت أن ترطب الجو قليلا وتفتح معه صفحة جديدة. فهو زميلها منذ أكثر من عشر سنوات ويتمتع بسلوكٍ نظيفٍ وفهمٍ عالٍ لعمله.. قالت بينها وبين نفسها: (الزعل بين الزملاء ليس لمصلحة أحد.. سأكون أحسن منه وأصالحه). حمحمت للفت انتباهه, إلا أنه ظلّ سادراً لا يلْوي على شيء. وأيقنت أنه لا مجال لكسر هذا الجليد بينهما إلا بالحديث. حمحمت ثانيةً وسألته: - أيه سليم بماذا تفكر..؟ أجابها بعد تنهيدة دون أن ينظر إليها: - يا ستي أراقب تصاعد الأبخرة من الشاي... - تراقب الأبخرة؟! - نعم, ولمعان سطح الشاي أيضاً... هل تعلمين بماذا ذكّرني هذا البخار وذاك اللمعان؟ - بماذا؟!! - تصوري! لم أكن أعلم أن الجنس يطلق كل هذا البخار عندما نهتاج..! يا ربّي ما أدهش إبداعك! إن ذلك البريق واللمعان، يا أم سعيد يخلبان اللبّ ويحطّان العقل بالكف!... أيه يا دنيا كم تملكين من أسرار وعجائب..! على السيرة.. هل تعلمين بأنني في ليلة الزفاف ندمت ندامة (الكسعي) لأنني حلـ..؟ لم تستطع أم سعيد سماع ما تبقّى من محاضرته, فانتفضت من مكانها وغطّت وجهها براحتيها وهرعت مغادرةً الغرفة على عجل. الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat13837.html#post249223
* * *
في اليوم السادس طلبت أم سعيد نقلها إلى قسم آخر في ال( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ), لتبتعد عن سليم وتتخلّص من بذاءته وزفارة لسانه.