- - انتبه - - - أنت محاسب من الله - - - تعاني كثير من الزوجات من ابتعاد أزواجهن عن البيت ، وسهرهم خارج البيت كل ليلة أو أغلب ليالي الأسبوع إلى ساعة متأخرة ، وهذه ظاهرة - للأسف الشديد - لم تعد نادرة بل أصبحت منتشرة بين قطاع غير قليل من الأزواج بمختلف مستوياتهم التعليمية ، الأمر الذي جعل زوجات هذا النوع من الرجال تضج وتغضب ثم تثور ، وثورة المرأة المقهورة في بيتها تسبب زلزالاً يهدد أركان الأسرة ويجعل بناءها متداعياً آيلاً للسقوط ، لأن المرأة تطلق لعاطفتها العنان وتطلق لخيالها العنان خاصة إذا كان الزوج من النوع غير المبالي بها ، لا يعبر عن احترامه لها ، ولا يراعي حقوقها ولا يدرك مدى خطورة انتهاك هذه الحقوق.
أما إذا كانت الزوجة حكيمة حليمة صبورة فإن حكمتها بعد صبر طويل تصطدم بهوى الزوج فتتحطم وحلمها ينضب بسبب اللامبالاة وقلة التقدير وتبدأ في البيت حرب (لا معركة) المنتصر فيها هو الخاسر.
والمرأة تتحمل غياب زوجها ليلة في الأسبوع للسهر مع أصدقائه والترويح عن نفسه ، وقد تبالغ بعض الزوجات في الكرم فترضى أن يغيب ليلة أخرى أيضاً إذا كان الزوج قائماً بحق الأسرة في الخروج معطياً زوجته وأطفاله حقهم من الوقت داخل البيت وخارجه .. يتحدث إليهم ويداعبهم ويصحبهم إلى حيث يريدون قضاء الوقت معه.
إن أسعد أوقات الزوجة والأطفال هي الساعات التي يقضيها معهم رب الأسرة داخل البيت أو خارجه فإن حُرموا منها أحسوا أنهم فقدوا نعيم الدنيا كله ، فمهما أعطاهم من مال أو وفر لهم من سيارة وسائق لا يستطيع تعويضهم عن وجوده معهم ، فليست الأرملة من مات زوجها لكن الأرملة التي تفقد زوجها وهو على قيد الحياة ، والأيتام هم الذين يعود أبوهم ليلاً وهم نائمون ويخرجون صباحاً إلى مدارسهم وهو نائم فلا يرونه ظهراً إلا لماماً وقد لا يرونه ولا يجدون فرصة للحديث معه أو الجلوس معه على مائدة واحدة.
إن هذا الكلام ليس المقصود فيه الزوج المشغول عن بيته بانحرافه الأخلاقي مثلاً ولكنه أيضاً يشمل الزوج المشغول عن بيته بعمله أو بتجارته أو بوظائفه ، نقصد ذلك الزوج الذي يضع مسؤولية الأسرة وحق الزوجة والأولاد في آخر اهتماماته ويعتقد أن هذه المسؤولية الوحيدة التي إذا قصر فيها لا يستطيع أحد أن يعاقبه فهو سيد البيت ورب الأسرة وقادر على زوجته المسكينة.
ينسى هذا النوع من الأزواج أن العقاب يأتي متأخراً وكبيراً ويؤدي إلى تدمير بيت الزوجية وتشتت الأسرة إذا نشأ أطفال بغير رعاية أب وتوجيهه فانحرفوا ، ووجدت الزوجة نفسها تبات وحيدة وتسهر الليالي بلا أنيس أو جليس فثارت وطلبت الطلاق أو استمعت لهمسات الشياطين وضاعت في بحر لا يرحم ، من دخله يصعب عليه الخروج منه إلا بهدى من الله ورحمة ، فمن المسؤول عن هذا كله إذا حدث - الجواب - الزوج. *************** خرج سليمان بن عبدالملك ومعه سليمان بن الملهب بن أبي صفرة متنزهين في دمشق ، فمرا بمقبرة ، وإذا امرأة جالسة على قبر تبكي ، فهبّت الريح ، فرفعت البرقع عن وجهها ، فكأنها غمامة جَلَتْ شمساً ، فوقفنا متعجبين ينظران إليها فقال لها ابن المهلب : يا أمَة الله ، هل لك في أمير المؤمنين بعلاً؟ فنظرت إليهما ، ثم نظرت إلى القبر وقالت : الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat29585.html#post480059 فإن تسألاني عن هواي فإنه بملحود هذا القبر يا فتيان وإني لأستحييه والتراب بيننا كما كنت أستحييه وهو يراني. فانصرفا متعجبين .. فلو لم تكن معه سعيدة لما فعلت ذلك !