في هذا الشهر الشريف الكريم تحبس الشياطين عن أن تؤدي مهامهم الشيطانية في الغواية الإنسية ... و كأنما هناك باعث و نداء لنا لأجل التفرغ من اجل العبادة الروحية ... السؤال الذي يتبادر للذهن إذا كانت الشياطين مقيدة و مغله فمن أين تأتي المشاكل و الفتن و اقصد هنا تحديدا و حصرا المشاكل البيتية ؟؟؟ إن تغليل الشياطين الخارجين نوع من أنواع الحد لها و لحركتها و لكن هناك شياطين النفس و الشرور الأنانية التي تكون باعث لفساد كل جو روحي كريم نعيشه في بيوتاتنا و ليتحول الجو الروحي و الصفاء الذهني الذي يصاحب روحية الصائم إلى باعث للنفرزة و المشاكل التي تكون أتفه من التافهات ... من هنا يجب علينا أن نعيش في هذا الشهر الشريف في أجواء استثنائية مستغلين تقيد الشياطين و أجواء الصيام الروحية في ترويض النفس من أطماعها و السعي من حد الانغماس في ملذاتها حتى نصل إلى سنام الشهر و نحن في أعلى درجات الاستعداد في نيل حضنا منه ... الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat32843.html#post514077 و اعني هنا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر و التي من خلالها يؤسس الإنسان لعام قادم جديد يبني على الشيء مقتضاه ... إن ليلة القدر يبدأ الاستعداد لها مبكرا ... في حده الأدنى مع غرة الشهر الفضيل و نبدأ في أجواء الصيام و القيام و التعبد و ترويض النفس هذا كله على جانب الصعيد الروحي و النفسي و لكن تبقى هناك حاجة مهمة و عنصر و حجر زاوية في ذلك و تأمين الاستقرار العائلي خاصة على صعيد علاقتنا مع أزواجنا سواء كنا ذكور أو إناث ... و لتكن الدعوة من أنفسنا نحن الذكور و نبدأ في العمل على تهيئة الأجواء بالالتزام ببعض الأمور مثالا لا حصر و التي أرى فيها مدخل للوصل إلى جو روحي ونفسي رائع يجعلنا نستثمر فضائل هذا الشهر إلى أن نصل إلى تلك الليلة التي هي خير من ألف شهر : 1. غض طرفك عن صغائر الأمور و توافهها و تكيف مع الصيام و ابتعد عن كثر الانفعالات لأتفه الأسباب و اشغل لسانك بالذكر و الحديث مع أهلك ما يجلب لهم السعادة و الابتسامة الدائمة على محياهم فهذا مدخل مهم ... و لا يكون الصيام نقمة عليك و على من حولك في حدة المزاج و تقلباته و تذكر أنك لست الصائم الوحيد في هذا الكون بل هناك الملاين وهم لا يسلكون سلوكك ... 2. تذكر أن الصوم هو رائحة للجسم و المعدة من شراهة شهوة البطن التي باعث على الكثير من الأطماع و المفاسد ... فلا يكون إفطارك انتقاما من نهارك فتسارع لإرهاق زوجتك في إلهائها و طمرها من مطلع الفجر إلى مغيب الشمس في أروقة المطبخ تعد لك ما يكون مصيرها بلا مناقشة في الكثير منه إلى اقرب برميل قمامة ... إنّ إرهاق زوجاتنا و دفنهم أحياء طوال شهر كامل يفترض منه أن يكون عضة للبطن لهو من أكبر المفاسد التي تجلب المشاكل الزوجية بين الطرفين فأنت في شراهة دائمة لا تمل و لا تكل و هي منهكة تحاول إرضائك بكل وسيلة حتى إذا لا سمح الله و أخطأت في إعداد صنف أو زاد شيئا من ملحه أو نقص قامت قيامتك و زلزلت الكون من حولك ... تذكر أن الصيام فسحة وراحة لكي يتفرغ الإنسان لبعض الوقت بشكل صافي و هادئ لربه و لتقويم نفسه ... فكثر الالتفاف للبطن منافي للغاية التي شرع لها الصيام ... كما يجب على المرأة أن لا ترهق زوجها في كثر الطلبات للإعداد للأكل فلا تقاس المحبة بكثر ما يعد و يصرف من وقت لذلك ... 3. هناك أمر آخر باعث على إشعال المشاكل الزوجية و تنغصي الأجواء الروحية و هو عدم تنظيم الحاجات الجنسية للزوجين لذلك يجب مراعاة أن الزوجة تصرف جزء كبير من وقتها في الاعدادت المطبخية فلنراعي ذلك و لا نكون لحوحين في إرغامها و إرهاقها جنسيا فالأيام بين الزوجين كثيرة والفرص متاحة و تقنينها في الشهر الفضيل مراعاة للزوجة باعث كبير على خلق أجواء الوئام و اللحمة بين الزوجين فتنصرف شيطنة النفس و تكبل كما كبلت الشياطين الخارجية ... 4. تذكر أنّ مائدة الإفطار مناسبة لا تتكرر في العام إلا شهر واحد فاحرص على المداومة على حضورها و أنت بين عائلتك و سكنك ... كن أنت رب الأسرة الذي يضفى جو من البهاء و الجمال على تلك الساعة و هم حولك مجتمعين و خفف من العزائم خلال هذا الشهر و تذكر أن انس عائلك و اكتمال بهجتها يكمن بوجودك بينها أنت رب الأسرة حتى عبادتك و نوافلك اقتصر على اوجب واجباتها و أكثرها فضيلة و كن مع عائلتك وقت الإفطار فلديك متسع من الوقت تتنفل و تتعبد و لكن هذه المائدة التي أنت نجم و من حولك تدور كواكب الأسرة لا تتكرر في هذا الزمان كثيرا فالعمل يسرق الكثير من وقتك ظهرا وقت وجبة الغذاء و الإفطار الصباحي سائر أيام السنة في الكافتير أو على طاولة العمل ... فكن معهم يرونك أنت و حرمك المصون ليستمتعوا بوجودكم و يقضوا أحلى ساعات الشهر معكم و ليعلوا أن في هذا الشهر من الأوقات التي تسمح بشمل الأسرة ما لا يسمح بها وقت آخر ... 5. اغتنم فرصة عادة السهر المنتشرة في هذا الشهر و قم و أنت و عائلتك ببعض الزيارات العائلية إلى أرحامك و أرحام زوجتك لتوطد علاقات المحبة بينكم و ليرى الأبناء صلة الرحم التي عندكم و تزرع في نفوسهم غدا عندما يكبرون ... هذه مجموعة من الأمور كفيلة بخلق جو آخر في هذا الشهر الفضيل ينقلك إلى مزيد من الاستقرار الأسري و العائلي و يؤمن لك أجواء روحية و عبادية تساعدك على أداء فروضك و نوافلك فيه بأحسن الأجواء النفسية و لتأتي ليلة القدر و أنت على أتم الاستعداد للعيش في أجوائها و اغتنام فرصها التي من غنمها غنم العمر كله ... __________________