يجب الحذر منه الشك يهدم العلاقة الزوجية ويشرد الأبناء القاهرة - مكتب اليوم - سحر فوزي الشك من الامراض النفسية التي تهدد الحياة الزوجية فمن الممكن ان يصاب به الزوج او الزوجة فتتوتر العلاقة بينهما.. ولكن هل يصل الشك بالزوجين إلى إنهاء الحياة الزوجية والانفصال بالطلاق فقط ام يصل الى اكثر من هذا بكثير. في لقاء لـ (اليوم) مع الدكتورة نهلة السيد ناجي استاذة الطب النفسي والادمان المساعد بكلية الطب جامعة عين شمس ودبلوم الطب النفسي جامعة لندن تحدثت عن الشك قائلة: الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat157688.html#post2089955 معنى الشك في البداية يجب ان نوضح معنى الشك.. فالشك هو تحويل تفكير احد الزوجين الى اتجاه غير سوي.. بحيث يتوقع من الطرف الاخر الاذى والضرر والاضطهاد. وتضيف قائلة: احيانا تكون الفكرة المسيطرة على الانسان منطقية لها مبررات مثل ظهور سلوكيات معينة وتصرفات تستدعي الشك كتغيير المعاملة او الاهتمام الزائد بالنفس او اهمال الطرف الاخر واحيانا تكون غير منطقية مثل افتراض اشياء غير حقيقية يبني عليها احد الزوجين تصرفاته. فلو كانت الفكرة المسيطرة اكبر من حجمها الطبيعي بالنسبة لمستوى الزوجين العلمي والاجتماعي تصبح مرضية. وبالتالي تسيطر هذه الفكرة على تصرفات احد الطرفين.. فيبدأ في مراقبة الطرف الاخر وتفتيش ملابسه ومحاولة سماع مكالماته ومعرفة تحركاته وغير ذلك من التصرفات التي لا يستطيع السيطرة عليها. لهفة وشوق وتشرح د. نهلة الفرق بين الشك والغيرة قائلة: الغيرة هي توقع علاقة عاطفية بين احد الزوجين وشخص آخر وبالتالي يبدأ الخوف من ان يتركه ويذهب لهذا الشخص فالدافع هنا هو العاطفة والحب فقط وهي تولد لهفة وشوق ولكن اذا زادت عن حدها وكانت بدون مبرر فهي مرض نفسي. اما الشك فهو توقع وقوع الضرر من الطرف الاخر في كل شيء كأن تفكر الزوجة ان زوجها سيتركها ويتزوج من اخرى او انه يطمع في اموالها ويحاول حرمانها من اولادها ويحرضهم عليها وغيرها من الافكار. اخطر المراحل واوضحت د. نهلة ان اخطر مراحل الشك هو الوصول لفكرة الخيانة وهنا فلابد من الاسراع بالاستعانة بالطبيب النفسي الذي ينصح بدخول المستشفى في الحال حيث يكون المريض قد وصل الى حالة يفسر فيها الاشياء الطبيعية بطريقة خاطئة. تفسير علمي وتشير د. نهلة الى ان التفسير العلمي لمثل هذه الحالات هي انها عبارة عن ضلالات فكرية تظهر مع مرضى نوع خاص من انواع الفصام هو (البرانويا) حيث تزيد حالة الشك عند المريض نتيجة تغيرات في مادة كيميائية بالمخ هي مادة (الدوبامين) والسبب تعرضه لحدث سيئ او مشكلة نفسية او صدمة اثناء حياته.. ويكون عنده استعداد وراثي للمرض النفسي في سن متأخرة حوالي 40 سنة وفور اصابته بالمرض يبدأ في تذكر احداث قديمة مرت عليه وكانت وقتها عادية فيفسرها كما يراها في خياله ويبدأ في الخلط بين الواقع والخيال الذي يجعله يفسر الامور بطريقة خاطئة. حالات صعبة وتتحدث الدكتورة نهلة السيد عن اصعب حالات الشك التي صادفتها قائلة انها صادفت حالة مريض ظل في المستشفى لعدة شهور.. وكان حيث يتحدث عن زوجته اثناء غيابها يمدح فيها ويذكرها بكل خير وبمجرد وصولها يبدأ في سبها ويرميها بابشع الاتهامات. وحالة اخرى سيدة في الخمسينات من عمرها متزوجة من رجل تعدى الستين وكانت تشك في انه على علاقة بجارتها.. ورغم تقدم العمر بهما الا انها اصيبت بمرض الشك. وحالة اخرى لمريض طلق زوجته وانكر نسب اولاده بعد حياة طبيعية استمرت لعدة اعوام.. ولكنه كان يشك في سلوكها. ومريض اخر كان يعود الى منزله لينظر في عداد الكهرباء ويبدأ في حساب الاستهلاك ليعرف هل عادت زوجته للمنزل بعد خروجه معها وهل اضاءت الانوار ام قامت بتشغيل جهاز التليفزيون.
تفتيش ومراقبة واشارت الدكتورة نهلة الى خطورة التنشئة الخاطئة.. مؤكدة ان حياة الابناء مرتبطة بسلوكيات الاباء والامهات.. فاحيانا تكون الام مصابة بمرض الشك فتقوم مثلا بتفتيش ملابس الاب باستمرار امام الابناء وتحاول التنصت على مكالماته التليفونية.. وتبحث عما يدور بينه وبين رفاقه وتستخدم ابناءها في مراقبة ابيهم ومعرفة ما يدور خارج المنزل.. كل هذا يؤثر في تكوين شخصية الابناء ويختزنونه بداخلهم لينعكس فيما بعد على علاقتهم الزوجية. وسائل الاعلام وتؤكد الدكتورة نهلة على الدور الخطير الذي تلعبه وسائل الاعلام التي تعرض الاعمال التي تبرر الخطأ وتزكي داخل الابناء والبنات الافكار الخاطئة وتؤثر على تصرفاتهم فيما بعد. مشكلة حقيقية وتضيف الدكتورة نهلة قائلة ان المشكلة الحقيقية هي ان الام مثلا لا تدرك خطورة افعالها وتكون مقتنعة تماما بتصرفاتها.. وهنا يمكن ان يصدق الابناء فكرة الخيانة عن ابيهم.. ويكون الحل الوحيد لهذه المشكلة هو ايضاح الحقيقة عن طريق طبيب نفسي متخصص يشرح للابناء حقيقة مرض الام وبالتالي يبعد فكرة خيانة الاب عن ذهن الابناء. خطة العلاج وتؤكد الدكتورة نهلة ان علاج مثل هذه الحالات يتطلب دخول المستشفى وتناول بعض الادوية التي تنظم مادة الدوبامين في المخ لمدة تتراوح بين 4 الى 6 اسابيع.. واذا لم يستجب المريض للعلاج الدوائي يعقد الطبيب للمريض 6 جلسات كهربائية لتنظيم ايقاع المخ وتستمر هذه الجلسات لمدة اسبوعين حتى تنتظم المواد الكيميائية في المخ وتهدأ سلوكيات المريض العدوانية.. وتعتبر هذه الجلسات اسرع تأثيرا من تناول الادوية. وبعد هدوء الحالة يبدأ المريض في انكار الفكرة المسيطرة على تفكيره امام الطبيب ويدرك الفرق بين الواقع والخيال.. ثم يبدأ العلاج النفسي عن طريق الجلسات حيث يتم تحليل كل موقف كان يسبب له الشك والوصول الى ان له ظروفا وملابسات فتظهر الحقيقة امام المريض.. ثم يطلب المريض منه اتباع نفس الاسلوب في كل موقف يقابله بعد ذلك فيتمكن من علاج بنفسه بنفه دون الاستعانة بالطبيب.. ويسمى هذا علاج معرفي عن طريق تغيير الفكرة عند المريض وهو يستخدم مع المريض غير العدواني بعد تناوله الدواء وتحسين حالته.. ويجب ان يتمتع هذا المريض بقدر من الذكاء حتى يستطيع تحليل المواقف بالطريقة الصحيحة.