الربيع هذا الفصل الرائع الذي تتراقص على أنغامه المنعشة الدنيا بأسرها , هل جربت صديقي القارئ أن تصحو من نومك فجرا فتصلي ثم تفتح نافذتك , فتملأ صدرك هواء نقيا وتنتشي بنسيم الربيع العليل , هل جربت أن تنزل من بيتك فتتمشى في هذا الجو الرائع مع شريكة حياتك فتداعبكما الطبيعة البكر , هل جربت أن تدخل بيتك وفي يدك وردة ناعمة الملمس زكية الرائحة فتداعب بها وجه زوجتك وهي تعد لك الطعام , حقا إننا في زمن نفتقد فيه الرومانسية , نفتقد فيه طعم الحياة , زمن الريموت كونترول كل شيء في حياتنا قد تحول إلى كبسة زر , حتى المشاعر الإنسانية , المطلوب من الزوجة رغم كل المعاناة التي تفترسها بسبب إهمال زوجها لها أو انشغاله عنها أن تتلقاه بمرح رغم تمزقها الداخلي بمجرد كبسة زر , المطلوب منها أن تتحول من كم الصراعات النفسية التي تموج في صدرها إلى ضحكات عالية ترضي زوجها بمجرد أن يقترب منها , كيف بالله عليكم هذا ؟ إن المرأة مزيج من المتناقضات , وليس من السهل احتواؤها , أن أعظم فلاسفة العالم قد احتاروا في أمرها , ورغم طبيعتها المتمردة فهي دائما تتناغم مع الحب الصادق , وتفعل المستحيل للحفاظ عليه , ولكن كثيرا ما تفتقد المرأة الدفء فالرجل دائما مشغول , ولم يضع ضمن مسؤولياته شريكة حياته لأنه يعلم جيدا أنها ضمن ممتلكاته مثل السيارة التي يحركها بضغطة زر , هل فكر هذا الرجل يوما أن يتمشى مع زوجته في الصباح الباكر مع أول خيط من خيوط النور , إن الطبيعة الساحرة تناديك سيدي لتحلق مع زوجتك في أجواء الخيال والرومانسية , فلتنسى أعمالك ولو للحظات ترضي فيها زوجتك تقترب منها تنصت لهمساتها , تداعب خيالها , تحتوي تمردها بحنانك , إن الزوجة هذه الأيام تفتقد لغة الحوار مع زوجها فما بينهما ليس سوى ما قل ودل من طلبات والتزامات من الطرفين , حتى الحب أصبح ضمن الواجبات ولا يهم الاستعداد النفسي , ثم نفاجأ أحيانا بامتعاض احد الطرفين , وتتساءل الزوجة أين ذهب دفء الحب ؟ لماذا أنا مثقلة وأنا أؤدي واجباتي , ويصرخ الزوج لماذا أصبحت زوجتي مملة ؟ لماذا تحولت حياتنا إلى ألواح ثلج مرصوصة , فلتحاسب نفسك سيدي قبل أن تحاسبها , ولتبدأ من جديد وتخطو مع زوجتك خطوات حياتكما ببعض الحب وبعض الدفء حتى يذوب الجليد . فكما قالت سندريلا الشاشة العربية الفنانة سعاد حسني :" الدنيا ربيع والجو بديع قفلي على كل المواضيع." " دي الحياة بقى لونها بمبي وأنا جنبك وانت جنبي ."هذا هو فصل الحب فلتعيد سيدي الرجل الرومانسية إلى حياتك , ولتعطي زوجتك جزءا من أولوياتك ولتشعرها بمدى حبك لها , صدقني سترتاح أنت وهي . وبكدة يا حبايب قلبى تبقى الحياة بقى لونها بمبى بمبى بمبى يا حبيبى