بالعربي, أفهم, الحب, والتفكير, كيف, تضيء, المصابيح,بالعربي, أفهم, الحب, والتفكير, كيف, تضيء, المصابيح [img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عندما نضغط على زر التشغيل فإنها تستمد الطاقة والكهرباء بواسطة الأسلاك من مزود الطاقة, وهكذا تضيء وتبعث النور في الأرجاء.
هل الحب أبسط من ذلك؟
في بعض الأحيان عندما تضغط على الزر فإن المصباح لا يضيء, ربما سبب ذلك أنه لا تصله الطاقة, أو بسبب عطل فيه. بعض المصابيح تبعث نوراً أقوى من غيرها, وأحيانا تتسبب في التماس قد يصل إلى الحريق!
كذلك الحب!
لولا وجود الطاقة فإن نور الحب لن يضيء مهما ضغطت على الزر, قد تكون الأسلاك مقطوعة أو المصباح معطلاً, وقد تجد الضوء خافتاً بسبب ضعف المزود. المصادر التي تمد الحب بالطاقة تحتاج إلى رعاية واعتناء, وإلى قوة وتوازن. لا يولد الحب من العدم, بعض الناس تجدهم غير مهيئين للحب, لا يستطيعون حتى الشعور بشعاع الحب. بإمكانك إصلاح المصابيح في المباني؛ لكن من الصعب أن تصلح قلوب البشر. تستطيع أن تجد مهندس كهرباء في أي مكان, ولكن أين ستجد مهندسا للقلوب؟
لا يمكنك حتى أن تزود البشر بمعدات وأسلاك وتيار كهربائي مثل الأبنية. بعضهم تجدهم يستخدمون كلمة الحب كثيراً دون معرفة ماهيتها, ويظنون أن التعود على الشيء أو الحاجة له حباً, وهو ليس كذلك, والأسوأ من ذلك أنهم غير قابلين للتصليح! بالنسبة لهم عرض المساعدة يعد نوعاً من أنواع الإهانة. المحب هو من يغار على من يحبه, ويحترمه ويهتم به كثيراً, ويخاف من أن يجرحه أو ينجرح بسببه بل يعده جزءاً من نفسه ويحميه, ويتمنى قربه دائماً, ويتفهمه ويحاول أن يبذل مجهودا كي يسعده, باختصار يشاركه عالمه الخاص.
هل من المعقول أن تكون علاقة الحب مثل شراكة عمل؟ شراكة يسودها صراع داخلي؟ المخاصمة وعدم التفاهم هي صفات الشركات وليست العلاقات الودية. لماذا لا يكون باستطاعة الأشخاص الطبيعيين التفاهم في الأمور العادية؟ إذن لابد أن هناك نقصاً أو خللاً ما في تلك العلاقة هو "عدم التفاهم" و"الصراع" وما إلى ذلك من الكلمات, ليست من مصطلحات علاقة الحب!
الحب والاحترام معاً أساس للحياة الزوجية السعيدة والمستمرة, والعلاقة الزوجية لا تدوم مع احترام سطحي, بينما الحب يشمل الاحترام أيضاً.
الحب في الزواج إما أن يكون موجوداً من بدايته أو ينشأ مع الأيام وإلا فإن تلك العلاقة ستعيش في الظلام.
إذا كان أحد الأطراف صابرا ويملك قلبا واسعا مستعداً لقبول الآخر فإن العلاقة ستنجح مع الأيام, ولكن إذا لم تكن هناك تضحيات أو تنازل من أحد الأطراف فسيكون أول من يتضرر من تلك العلاقة هم الأطفال.
الحب نوع من أنواع التعليم, الشخص الذي ينشأ في محيط لا يوجد فيه محبة فإنه لن يتعلم كيف يحب. الحالات النفسية الغريبة للناس تكون ناتجة من أسر منفصلة أو تعاني من كثرة المشكلات. لقد شاهدت في حياتي أشخاصا طيبين لكن لم يعرفوا معنى الحب؛ هذا الذي تتوفى زوجته ولا يصدم أو يحزن بل يتزوج بعد عدة أيام ويستمر في حياته بشكل طبيعي, أو ذلك الذي لا يتأثر من مشهد درامي, لا تدمع عيناه ألبتة, ولا يحزن إذا تذكر شخصاً فقده.
أعرف شخصاً قد انفصل عن زوجته السابقة وما زال مستمراً في رؤيتها وكأنها صديقة, فكما قلت سابقاً: إن الموضوع مثل شراكة عمل, بمعنى: أقفلنا الشركة ولم نربح منها, لكن دعنا نستمر في صداقتنا!
أذكر أننا بكينا عندما تخرجنا, وفي السنة الثالثة أتى صديق لنا كي يودعنا بعدما تحدد سفره بسبب عمل والده وقال:" أستودعكم الله أيها الأصحاب.. أتمنى لكم التوفيق", لقد بقينا في حالة اكتئاب حتى مساء ذلك اليوم.
عندما أقابل أناساً بلا أحاسيس أتعجب منهم ولا أستطيع التأقلم معهم, ولو أنك بحثت في ماضيهم ستجد سبب ذلك عدم وجود روابط ودية .
بغياب الحب يغيب التفكير وليست السعادة فقط لا يمكن لذلك الشخص الخالي من الحب أن يتطور ولا حتى بمقدوره التقدم في الظلام.
الإنسان الذي لا يحب ولا يفكر ينجرف في تيار مشاغل الحياة بكل انصياع حتى يصبح ذلك الشخص يوما ما سيئاً أو على الأقل غير مفيد نتيجة انعدام المحبة, بالطبع ستصيبه واحدة من هاتين الحالتين وقد ترى حدوث الحالتين معاً.
يجب أن يكون التعليم الفكري مصاحباً للتعليم المعنوي وإلا فلن ينتج من هذا التعليم أي نتيجة إيجابية, ومن ثمّ ستجد حتى بين خريجي الجامعات كثيراً ممن يستخدمون العنف ويعيشون بلا عاطفة أو وعي؛ بعكس ذلك لن تجد في العلاقات الزوجية- بين من هم منفتحين للتعامل بعاطفة وتفكير- الافتقار إلى الحب.
ومن يظن الحب مجرد إعجاب تفكيره سطحي ولا يفهم شيئا في الجمال الحقيقي, وستجده متخبطاً في حياته, وعاجزاً عن فهم نفسه.