لم التق يوما بفتاة او امرأة لا تتمني ان تسمع كلاما حلوا من الزوج او الحبيب. هذه الصفة لا تعترف بالعمر. فالشابة كالتي ودعت الشباب سواء بسواء في هذا الامر بالتحديد. ومما يؤسف له ان صنف الرجال الذي يجيد رص الكلام الحلو قد لا يكون هو النوع الصادق المؤتمن. فالكلمة الحلوة قد تكون انعكاسا لما يشعر به طرف تجاه الطرف الاخر وقد تنطوي ايضا علي عنصر المجاملة. والمجاملة كما نعرف هي تجميل للحقائق لكسب رضا الاخر. ومن طبائع البشر ان الكلمة الحلوة كالنغمة الموسيقية لا تترك مجالا للتحليل والتمحيص.
فمن غير المعقول ان يقول لي زوجي : تبدين رائعة اليوم. وبدلا من ان اشكره والسرور يسري من اذني الي دماغي فيترجمه الدماغ الي حالة انشراح عامة- من غير المعقول ان اتجاهل هذا السرور البالغ لكي احلل المجاملة الي دوافعها وجذورها فارجعها الي صفة الميل الي المبالغة او التقديم لشيئ بهدف الحصول علي شيئ آخر. الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat276907.html#post3561275 . اليس من الاسهل والامتع ان اصدق انني فعلا ابدو رائعة احيانا؟
الكلام الحلو مثل البونبون, حلو المذاق ولكن ما ان يذوب في الفم حتي ينسي ويزول اثره تماما. كما ان الافراط في تذوقه يؤدي حتما الي تسوس الاسنان. أقاربي وزملائي واصدقائي يقولون عني انني امرأة عملية للغاية. وقد اكون كذلك الا ان طبيعتي العملية لم تحمني من الرغبة في سماع الكلام الحلو. واذكر انني ذات مرة فعلت ما تفعله كل النساء . فقد دفعني الانفعال الي اتهام زوجي بأنه لا يقول كلاما حلوا. فبانت علي وجهه امارات الدهشة التي تحولت بسعة البرق الي رغبة في عقد هدنة قبل ان تشتعل نيران الحرب فقال: من عيوني. قولي لي ما تريدين ان تسمعيه وانا علي اتم استعداد لقوله.
في تلك اللحظة تحولت ثورتي الي رغبة في الضحك لأن الرجل اعطاني صكا علي بياض ولم يكن علي سوي كتابة الرقم المطلوب. وارتدت بي الذاكرة الي اول الصبا حين كنت استمع الي الاغاني العاطفية واسبح في دني الاحلام بمستقبل من الوصال الدائم والحب المتصل وكأن الدنيا خلت من كل شيء سوي مناجاة الحبيب المجهول. ذات مرة سألت ابن خالتي الذي كان في مثل عمري وكان رفيق اللعب والطفولة فقلت له: هل سمعت اغنية كذا وكذا؟ فرفع عيناه من فوق الكتاب وقال لي: الامتحان بعد اسبوع وانت مشغولة بسماع الاغاني؟ والله ما انت فالحة.والحقيقة ان كلينا فلح والحمد لله. ولكن تلك المحادثة بيننا مازالت تختزل الفرق بين الفتاة والفتي , بين الرجل والمرأة في جميع مراحل العمر. المرأة تحب الكلام والاحلام والرجل يحب الافعال والاشغال.
وقد لا تكون الكلمة الحلوة التي تحلم بها كل منا من افضل ما جادت به قريحة نزار , جويدة أو شكسبير. قد تكون ابسط ما يكون ولكنها تعبر عن تجربة مشتركة او شفرة لا يفهمها سوي الزوجين . . ولهذا السبب جلست اليوم ونبشت في ذاكرتي بحثا عن كلمةحلوة سمعت رجلا يقولها لامرأة. وأتمني من قارئ هذه السطور ان يفعل ما فعلت وان تصلني مساهمات تثري رصيدي من الكلام الحلو الذي يجود به الرجال علي النساء فيزددن سعادة.
كان ابي رحمه الله اذا فاض رضاه عن أمي يقول لها: ست الستوت. قمر البيوت. أما زوج صديقتي المقربة فقد كان يعبر عن معزتها عنده بأن يناديها ب : دبدوبي الجميل. والدبدوب لمن لا يعرف هو تصغير لكلمة دب. فما رأيكم دام فضلكم؟.