الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على قدوة الخلق الأمين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. إذا خطب شاب فتاة .. ثم عدل عن خطبته .. وسأله الناس عن سبب عدوله وانصرافه .. فهل يجيبهم , ويكشف ما جعله ينصرف ؟؟؟ وإذا قبل أهل فتاة خطبة شاب لابنتهم .. ثم عدلوا ورجعوا عن قبولهم .. فهل سيجيبون من يسألهم عن سرّ رجوعهم عن عدم قبول خطبتهم ؟؟؟ ثم هل يواجه الخاطب بسبب الرجوع , أو بسبب الرفض بداية ؟؟؟ إن الحكمة تقتضي كتمان تلك التفاصيل جميعها , حفاظاً على كرامة الناس , وستراً للأسر , ودفعاً للضغينة والخلاف . خطب أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنهم جميعاً , وكانت أم كلثوم صغيرة , فأرسل عمر إلى عائشة رضي الله عنهما , فقالت : الأمر إليك . فلما ذكرت عائشة ذلك لأم كلثوم رضي الله عنهما , قالت : لا حاجة لي فيه !! .. فقالت عائشة : أترغبين عن أمير المؤمنين ؟ .. قالت : نعم . إنه خشن العيش , شديد على النساء . وتحرجت عائشة رضي الله عنها من إخبار عمر رضي الله عنه برد أختها أم كلثوم .. فأرسلت إلى المغيرة بن شعبة وأخبرته بما كان فقال : أنا أكفيك – أي أنه يتولى إخبار عمر رضي الله عنه – بما لا يسبب الحرج لعائشة وأسماء رضي الله عنهما .. ذهب المغيرة بن شعبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال له : بلغني أنك خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر ؟ قال : نعم . أفرغبت بها عني , أم رغبت بي عنها ؟ قال : لا واحدة منهما , ولكنها حدثة – صغيرة السن – نشأت تحت كنف خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في لين ورفق , وفيك غلظة , ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك , فكيف إن خالفتك في شيء فسطوت " قهرت " بها ؟! كنت " إن فعلت هذا " قد خالفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق لك . فقال : كيف لي بعائشة وقد كلمتها ؟ قال : أنا لك بها , وأدلك على خير لك منها .. أم كلثوم بنت علي .. رضي الله عنهم .. من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تتعلق منها بسبب " أي نسب " من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])) تأملوا معي ما في هذا من أبعاد حكيمة , ومفاهيم عظيمة : 1- لقد وجنا أم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنهما تفهم حقها في الإسلام في رفض قبول من يتقدم لخطبتها حتى وإن كان أمير المؤمنين وخليفة المسلمين .. بل لا تكتفي بالرفض إنما تعبر عن رأيها فيه .. في شدته على المرأة , وخشونة عيشه بسبب زهده وتقواه رضي الله عنه . 2- ثم نجد حياء عائشة رضي الله عنها في نقل رفض أختها وكلامها إلى عمر رضي الله عنه , فتستعين بالمغيرة بن شعبة لما عرفت فيه من الحكمة وحسن المدخل . 3- وها هو المغيرة يذكر لعمر رضي الله عنه السبب الحقيقي الذي رفضته من أجله أم كلثوم مما يجعل زواجه منها غير ناجح , لكنه لا ينسب هذا إلى أم كلثوم أو عائشة رضي الله عنهما , إنما يجعله مشورة يشير بها عليه لما علم خطبته , ويعرض له السبب في أسلوب حكيم , وينجح في ذلك حتى نجد عمر رضي الله عنه يوافقه إلى درجة يتحرج فيها من إبلاغ عائشة رضي الله عنها بعدوله وقد تقدم إلى خطبة أختها .. ويستمر المغيرة في حكمته فما أن وصل إلى إقناع عمر رضي الله عنه عن خطبة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه حتى يقترح لها وهي أم كلثوم بنت علي وفاطمة رضي الله عنهما , وفي هذا تطييب للنفس وعدم إيلامها .. ثم نتأمل عبارة المغيرة " وأدلك على خير لك منها " فلم يقل " على خير منها " أي إن الخيرة هنا في مناسبتها لك أكثر من الأولى رضي الله عنهم جميعاً .. ومن هذا كله .. نزداد إدراكاً . أمر النبي صلى الله عليه وسلم : " أسروا الخطبة " فيا [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] في هذا الزمان .. [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] من الخاطبين في ذلك الزمان . تحياتي[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]منقول[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]