بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي سلم ميزان العدل إلى أكف ذوي الألباب وأرسل الرسل مبشرين
ومنذرين بالثواب والعقاب وأنزل عليهم الكتب مبينة للخطأ والصواب وجعل الشرائع كاملة لا نقص فيها ولا عاب أحمده حمد من يعلم أنه مسبب الأسباب وأشهد بوحدانيته شهادة مخلص في نيته غير مرتاب وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله وقد سدل الكفر على وجه الإيمان والحجاب فنسخ الظلام بنور الهدى وكشف النقاب وبين للناس ما أنزل إليهم وأوضح مشكلات الكتاب وتركهم على المحجة البيضاء لا سرب فيها ولا سراب فصلى الله عليه وعلى جميع الآل وكل الأصحاب وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الحشر والحساب وسلم تسليما
كثيرا

أما بعد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرحب بجميع أعضاء و زوار مكسات , يسعدني أن ألتقي معكم من خلال هذا الموضوع
و لا أخفي عليكم بأن هذا الموضوع اعتبره احد اهم المواضيع التي كتبتها و تطرقت لها حتى الان ستعلمون لماذا قلت ذلك عندما تقرؤونه فدعون نبدأ و الله اسال ان يوفقني فيه و يجعله ذا فائذة لمن قرأه
سؤال

كيف تجعل حياتك كلها لله ؟؟؟

قال الله تعالى مخبرا على لسان خليله إبراهيم
'' قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين''
ستقول هذا صعب ان لم يكن مستحيل كيف يمكنني أن أجعل حياتي كلها لله فأنا
لا يمكنني أن أقضي حياتي كلها في العبادة فكيف يمكنني أن أكسب عيشي و أنام
و أقضي حوائجي و .... غيرها من الأمور


سأقول لك يمكنك أن تحول تلك الأعمال إلى عبادات

و
ذلك بأن تحتسب الأجر في كل صغيرة وكبيرة في تبسمك وغضبك... في نومك... في
أكلك و شربك ... وفي ذهابك إلى المسجد وإيابك في كل شيء... كل شيء...

فللنية دور هام في هذه المسألة فقد روي عنه
صلى الله عليه و سلم انه قال "إنما
الأعمال بالنيات. وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها.
فهجرته إلى ما هاجر إليه" متفق عليه.


فإن من قصد بكسبه وأعماله الدنيوية والعادية الاستعانة بذلك على القيام بحق
الله وقيامه بالواجبات والمستحبات، واستصحب هذه النية الصالحة في أكله
وشربه ونومه وراحته ومكاسبه انقلبت عاداته عبادات، وبارك الله للعبد في
أعماله، وفتح له من أبواب الخير والرزق أموراً لا يحتسبها ولا تخطر له على
بال، ومن فاتته هذه النية الصالحة لجهله أو تهاونه فلا يلومن إلا نفسه.
وفي
الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنك لن تعمل عملاً تبتغي فيه وجه الله إلا أجرت عليه، حتى ما تجعله في فيّ امرأتك.



سبحان الله حتى اللقمة التي تضعها في فم امرأتك إذا ابتغيت بها وجه الله
فانك تأجر على ذلك العمل ولو كان في منظورك بسيطا لكنك لما ابتغيت به وجه
الله عظم عنده سبحانه وتعالى و قس على ذلك بعض الأمور التي لا يمكن ان نحيط
بها جمعاء لكن حسبنا ان نذكر بعض الأمثلة لكي نقرب الصورة قدر الإمكان


مثلا عندما أنام اذا نويت بنومي أن اريح جسدي من اجل ان استعين به على طاعة الله فإنني اؤجر نيتي على عكس من نام فقط من اجل النوم


و كذلك اذا أكلت أكلة لكي ازود جسدي بالطاقة اللازمة وذلك لكي استعين به
على طاعة الله فانني أؤجر على هذه النية على عكس من ياكل فقط ليشبع بطنه و
نهمه


وقس عليها باقي الأمور فالموضوع هنا لا يكفي للاستطراد و العاقل بالإشارة يفهم فالاعمال يختلف ثوابها باختلاف النيات

حتى المصائب التي قد تصيب الإنسان فإنه اذا صبر ورضي و احتسبها للهفان ذلك في ميزان حسناته ليس هذا فقط بل حتى اذا كان المرء مريضا و كان من عادته انه يقوم بأحد العبادات كصلاة الليل مثلا أو صيام أو غيرها لكنه حبسه المرض عن القيام بها فانه من رحمة الله
و كرمه انه يحتسب له أجر ذلك العمل كاملا
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما.
فرحمة الله واسعة و فضله كبير وكرمه لا حدود له جل جلاله



إذا أخي الغالي أختي الغالية فل نبدأ من الآن باحتساب الأجر في كل صغيرة
وكبيرة و ذلك ابتغاء وجه الله فتتحول عاداتنا اليومية إلى عبادات و بذلك
نأجر عليها


أسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا و أن يوفقنا للعمل بما علمنا و أن يجعل أعمالنا كلها
خالصة لوجهه الكريم و أن لا يجعل فيها حظا لأحد سواه


هذا ما تيسر إيراده و تهيأ إعداده وأعان الله على كتابته

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ولا تنسوا أخاكم من خالص دعوة كريمة يكون لكم مثلها.