فتح عينيه فجأة مستيقظا ... مانمت ذاكرته بعد وقد استانس بالاهل ومن هم في سنه من الاقران يلعب ويمرح معهم ..
يكلؤه الوالدان بعينيهما ويحيطه اخوانه الكبار بفرط عنايه .... وقد استمر الحال ولبه قد زكى وفي مراحل نموه يرى تشجيعا منهم وسعادة ملأت مابين جنبيه الصغيرين فرحا فراح يسعى وراءه ... وفي كل مرة يعلم شيئا جديدا فيملؤا تلك الذاكرة الصافيه ...
وتستمر الايام .. ماذا بعد ؟!
قد نما ذاك العقل ليبدأ بالتفكير في تلك المعطيات التي قد حازها يوما وراء ءاخر فألى اين هو ذاهب ..؟
................................
وفي غمرة هذا قد تلقاه من يفكر فيه يحظه على نيل ما يشتهي قلبه وتلذ نفسه ويمنيه ويعده ... فترى ذاك العقل تائها لا يعلم ما يروم ولا ما يحاذر !
فؤلئك الذين اترفوه صغيرا يدعون لشيء وذاك الداعي في نفسه يدعو لشيء ءاخر ..
ومازال وهو كذلك وكأنه في ربع النهار في ظلمة ليل حالك , قد نزل برد الرياح بجنبيه عقله فأوجعهما كما يفعل الزمهرير بالجسد القليل الثياب فظلمة وبرد وسعادة ظاهرة قد فارقها انشراح المكامن !
وبينما هو على تلك الحال ولا يزال قلقا مايدري _أمامه_ مايخال ...
وقد اختلط السراب بأرضه فما عاد يعرف له سبيلا ... بينما يتصارع كل هذا في قلبه اذا بالمكان الدافيء يلوح في الافق واذا بالنور الساطع تلألأ غير بعيد !
ووقف متسائلا ماالذي يجعل ذاك المكان بالذات بين كل تلك الظلمات التي الفيتها اينما يممت ؟ واذا بصوت قد طرق مسامعه وقد نظر حوله فما وجد من احد الا انه قد انطلق من قلبه لاذنه ولربما تلقاه من أذنه لقلبه من زمن أخر أيام التعبئة والتخزين .. لقد قال ذاك الصوت : أنها شمس الوحي التي تقود لك الدفئ والبصائر ...
فرح مستبشرا وقال وكأن نفسه جمع غفير _من هول ما يلقى_ هلم بنا لا نبغي بذاك المكان بدلا ....
ولا يزال في طريقه اليه الا وقد يراه مكان سور بصرح عتيد وامامه ذاك الباب الشامخ ومفتاحه واحد وقد اطرق مسامعه ايضا : هذا وفتح الباب ليس بممكن .... الا بمفتاح على اسنان مفتاحه بشهادة اللاخلاص و ..... التوحيد تلك شهادة الايمان اسنانه الاعمال وهي شرائع..... الاسلام والمفتاح بالاسنان
وبينما يستحضر هذه الابيات بحث في جيبه ... فنظر نظرة ما أتبعها بكلام ... ولا ادري أتراه وجد مفتاحا واسنانا ام انه د ضيع احدهما ولا يزال ساكتا الا وصوت ذاك الحريص يوقظه مالك وهذا الصرح الشاهق ومالك ومال جهد المفتاح العاجل العاجل وهاهي الدنيا امامك لا تزال صغيرا ..........
فوقف بين هذا وذاك وبكى بكى بكاء اسمع من بجانبه ...
...........................................
فقال له: أي اخي ! استيقظ ولا تزجع ما الخطب ؟ فتبسم بما وجد وقص عليه القصص ...
فنظر ايضا اليه باسما وقال لو علمت ماوراء الصرح لاستليت سيفك على من يظهر النصح لك ولالفيت امرا ماخطر على قلب بشر ....
رد قائلا : وا عجبا ألخير في ما اجد في قلبي من ذاك النعيم الصعب المنال والشر ما ينصحني به ذاك الناصح في عاجلي .. ان هذا لشيء عجيب !
رد الصاحب قائلا: (( كلا بل تؤثرون الحياة الدنيا واءلاخرة خير وأبقى ))
استشعر الفتى تلك الشمس من هذه الكلمات التي تليت عليه وأخذ يكررها على ذهنه لتعود له تلك الصوره وبينا هو كذالك اذ بتلك الحفيظة الطيبة مما ملأه به ابواه تراجعه ويتزود منها ...