ماذا أريد من الزواج؟ سؤال مشروع غير وارد والاتهامات متبادلة
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
هل فكرت كل مقبلة على الزواج وسألت نفسها: لماذا ترغب بهذه الحالة، وما الذي يجبرها على العيش في هذه المؤسسة؟ أي بوضوح: «ماذا تريد من هذا الزواج؟»، [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] قد يبدو دون معنى عند الكثيرات، على أساس أن الزواج حالة بديهية، لكن القرن«21» لا يقبل بهذا الاعتقاد، ولأن هذا السؤال لا جواب واضح المعالم له عند الكثيرات، تراهن بعد الزواج يبدأن بسرد قصصهن التي يعتبرن أنفسهن ضحاياها، وغالبيتها تبدأ بجملة: «لا أعرف من أين أبدأ قصتي.. تزوجته منذ سنوات عن حب»! فما أسباب تغير الأزواج؟، سوء في الاختيار أم عدم تقدير للمواقف من الزوجات. وهذه آراء الطرفين، واتهام كل منهما للآخر.
أيام زمان كانت المرأة عندما تتزوج رجلاً تتزوج معنويًا معه عائلته كلها، وإذا أحست الحماة في فترة الخطوبة أن العروس تريد هذا العود من الحزمة، كما يقول المثل، تلغي الزواج فورًا، لكنه أمر لم يعد مقبولاً هذه الأيام، عندما يغلق الباب على اثنين لهما وحدهما حرية حل مشاكلهما وتحديد علاقاتهما الاجتماعية.
فأحد الممثلين الإماراتيين حدثنا بخجل عن انزعاجه من الأجواء العائلية المكشوفة، لذلك اختار الزواج من أميركية وابتعد! لكنه عندما أتى بها إلى الإمارات افتقد عمق العلاقة الزوجية التي كانت تجمعهما هناك، علّق بسخرية: «أصبحت زوجة العائلة»، هذا أمر وضعت به خولة إلياس، موظفة في غرفة تجارة عجمان، وأم لطفلين، ذلك أن المشاكل الأسرية أصبحت جزءًا من حياتها، وبات غرضها إيجاد حل يرضي الطرفين؛ أي هي من جانب وزوجها وعائلته من جانب آخر، وبينما الطلاق يقف كالشبح على بابهما لأربع سنوات كانت عائلة الزوج لا تنفك تتدخل في شؤونها الداخلية، حتى طالت مواعيد خروجهما من البيت. تعلّق خولة: «ليتني اشترطت من البداية أن أستقل في بيت وحدي، عرفت متأخرة أنني [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] حريتي معه».
كذلك الاتفاق على طريقة تربية الأولاد غالبًا ما يكون مشروعًا مؤجلاً لدى الكثيرين، ومتروكًا للمصادفات، حتى أن فاطمة الصلاقي، موظفة في جمعية الإرشاد في عجمان، رغم مرور 27 عامًا على زواجها، مرت فيها بمتغيرات ومشاكل، منها: المصروفات والأهل وتربية الأولاد، حتى فترات الملل والفتور بينهما اعتبرتها عادية، ولم تقف عندها على أساس أن استمرار الحياة بين الزوجين أفضل من الطلاق، لكنها إلى الآن لم تتفق مع زوجها على طريقة معتدلة لتربية الأولاد، فهو شديد عليهم كما تقول، وهي تمتلك أسلوب حياة أكثر ليونة، تعلّق فاطمة: «سقف بيتنا يهتز من تحدي أحدنا للآخر، وقد نختلف حتى على مواصفات زوج البنت وعروس المستقبل للأبناء. ليتني حسمت الأمر من البداية؛ أنت هذه حدودك وأنا هذه مساحتي»!
«الإنجاب للزوجات والحب للعشيقات»، أو كما يقول المثل الفرنسي، «كل النساء جميلات إلا زوجتي»، هذا ما اكتشفته سميحة محمد، ربة منزل، بعد 10 سنوات من الزواج، لم تستطع خلالها أن تقنع زوجها بالإقلاع عن السهر أمام كمبيوتره الخاص على المواقع الإباحية كل ليلة، حسب قولها، زوجها يقوم بارتكاب الفاحشة والزنا، ويصورها على الفيديو مع النساء، ويحضرها إلى البيت؛ ليشاهدها مرة أخرى ويخزنها داخل الكمبيوتر، حتى أنه لم يلمسها خلال السنوات الثلاث الأخيرة أبدًا، فكل منهما ينام في غرفة منفصلة، تتابع سميحة: «كان عليّ الزواج من رجل متدين يخاف الله»!
شخصيتي كثيرة هي الدراسات التي تتناول معرفة شخصية المرأة من عينيها أو أصابع يديها أو قوامها ومشيتها، كلها مجرد دراسات تثير الرجل لمعرفة شريكته التي تقف أمامه، وقد يستخدم تفاصيل الدراسة للوصول إلى هذه المرأة في البداية، ثم يصبح الأمر عنده سيّان، غير أن امرأة مثل سعاد صالح، موظفة في ( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 )، دون التعرف لشخص زوجها فضلت أن تغير هي في شخصيتها، فأصبح همّها أن تطيعه وتوافقه دائمًا، وتتنازل عن راحتها من أجله، وتقدم رغباته على رغباتها، وتتكلم بلسانه وتردد أفكاره، وتترك له زمام المبادرة حتى أصبح هو الذي يقرر كل صغيرة وكبيرة في حياتهما، لكن صدمتها كانت قاسية حين ثار عليها مرة واحدة بدون سبب واتهمها بالسلبية وعدم الاهتمام أو إبداء الرأي، تستطرد سعاد: «مرت الأيام وهو على هذا الحال، وتطورت الأمور حتى أصبح ينام في غرفة منفصلة، ولهذا التصرف أعتقد أنه ارتبط بامرأة أخرى، وعدت بذاكرتي إلى تلك الأيام التي كنت فيها فتاة تجرؤ أن تقول نعم ولا! وتساءلت: «ما الذي أجبرني على إلغاء شخصيتي؟ لم أكن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ذلك»!
بينما أم بدرية ربة بيت، متزوجة منذ سنتين ونصف السنة تستغرب كيف ولماذا انقلب حالها، فقد كان زوجها، حسب تعبيرها، يموت على الأرض التي تمشي عليها، يتمنى رضاها، حتى إذا رفعت صوتها عليه يحاول أن يرضيها ويعتذر لها، ولكن الزوج أصبح فجأة رجلاً بشاربين، وبدأ يردد: «أنا لست عبدًا مطيعًا» وصار يغضب ويتهمها بالتقصير، فاضطرت أن تعينه على سداد ديونه لتغير حاله ولكن دون جدوى! حتى الآن لا تعرف أم بدرية سبب هذا التغيير، لكن نغمة نومه بعيدًا عنها أتعبت فكرها، وعادت إلى أيام موافقتها على زواجها، وتساءلت: «لم أكن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] محو شخصيته، لكنه لم يكن رجلاً يجرؤ على أي تصرف منذ البداية، ما الذي أجبره أن يكون بشخصيتين»؟
رجال وأسباب: الاعتقاد السائد هو أن المرأة بحاجة لرجل واحد؛ حتى تفهم كل الرجال، لكن الرجل لن يتمكن من فهم ما يدور في عقل امرأة حتى لو تعرّف إلى ألف واحدة!
غير أن نساء هذا العصر، بتن يدركن أن المسألة انقلبت، ربما لازدياد الضغوطات وتغير حال الرجال، حيثُ لم يعد هناك مقياس واضح، فأحمد حمدان طبيب يعمل في عيادة خاصة، ويرى أن المرأة التي تلزم بيتها أفضل، رغم أن الإحصاءات العربية تثبت تفضيل الزوج للمرأة الموظفة، وفي القطاع العام تحديدًا، يتابع أحمد: «تزوجتها بدون عمل، ولكنها بدأت تبحث عنه، ووجدته في إحدى الشركات الخاصة، وصارت تترك البيت منذ الصباح وأنا فيه، بينما الخادمة تقوم بكل الواجبات من تحضير إفطاري، إلى تجهيز الأبناء لتحضيرهم للخروج معي إلى الروضة، وفي الظهر لا تعود زوجتي إلى المنزل حيثُ يتكرر المشهد مرة أخرى، فالخادمة تجهز الطعام بينما زوجتي لا تأتي إلا في الرابعة عصرًا، وأنا أحضر نفسي للذهاب إلى عملي مرة أخرى»، وملخص مشكلة أحمد يراها في عمل زوجته الذي أصبح من أولوياتها، من وجهة نظره! وباعتقاده أنها مشكلة أغلب الرجال!
(([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]))
لكن محمد عبده، محاسب في ( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ) خاصة، مشكلته أنه لا يجد امرأة في عينيها الحنان، وبين يديها الراحة والاطمئنان، وفي قلبها الحب والأمان، وتتعايش مع أحلامه؛ لتعرف تصوراته وآراءه. وبرأيه أن المرأة العربية فشلت، حتى اللحظة في إسعاد زوجها الذي يتطلع دائمًا إلى السعادة المفقودة، يستطرد محمد: «كلهن ينظرن إلى الرجل بتحدٍّ، وزوجتي المدرسة مشغولة دائما بالكراسات والتحضير، وأنا في آخر سلم أولياتها، وهذا حال معظم الرجال، فهم مغلوبون على أمرهم أمام نسائهم».
فيما عبدالله الراز، موظف في اتصالات، يرى مشكلة الرجل العربي مع المرأة في تربيته، فقد تعلّم أنها غبية وتفكيرها سطحي، ويجب ألا يحترمها ويأخذ برأيها، وقمة الرجولة هي أن يصفعها على وجهها؛ حتى القانون يقف في صفه بينما المرأة إذا فكرت في الدفاع عن نفسها وأخذ حقها فهي في نظر المجتمع متمردة، والحل الوحيد عند عبدالله أن تبقى تحت جناح الزوج المتسلط، وقد فشلت تجربته في الزواج بسبب إصرار زوجته، حسب قوله، على الخروج من البيت لأي سبب، وبرأيه أن المرأة التي لا تحسب حسابًا لزوجها، فإن مصيرها الطلاق، يعلّق قائلاً: «لذلك قررت الانفصال عنها».
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ماذا أريد من الزواج؟ سؤال مشروع غير وارد والاتهامات متبادلة