معادلة صعبة بالنسبة للرجل حينما يقف حائرًا بين طرفين هامين في حياته أمه وزوجته.. كثيرا ما نسمع عن الحرب الباردة بين الزوجة وأم الزوج ( حماتها) ، وكثيرا ما نسمع عبارات "أنها تكرهني"، "أعتقد أنها غاضبة لأنني تزوجت ابنها بدلا من قريبتها أو بنت صديقتها" . الحماة اسم مشتق من الحميمة أي العلاقة الوطيدة التي تربط بين الأم و زوج ابنتها أو زوجة ابنها ولكن لم يعد من لفظ الحماة عند الكثير سوى (نكد وهم وخراب بيوت).
( سلى) لها قصة مع حماتها، تقول" حماتي متسلطة جدا وتحب تمشيني كما تشاء وتلبسني كما تشاء وهي عنيدة لا تقتنع ولا تفهم ودائماً ما تتدخل بيني وبين زوجي، حتى في أشياءنا الشخصية، ترتيب غرفتي الخاصة، وتربية طفلي". وتضيف أم حلمي " ثلاث سنوات من العذاب.. لم أعد أستطيع تحمل الضغط النفسي أكثر من هكذا، ولولا حبي لزوجي لعدت إلى أهلي ".
* استيعاب يوقف الغيرة:
وفاء ياسين تعتقد أن " العنف يولد العنف، والغضب يولد الغضب، أما الهدوء فإنه يطفئ الغضب كما يطفئ الماء النار". تصف حالها " أنا هادئة في تعاملي مع أم زوجي، واستخدمت كافة الوسائل لكسب رضاءها من البداية، مع أنها صعبة الطباع، وكانت بداية الزواج تعاملني بقسوة ، إلا أنها غيرت نظرتها حين راتني أقدر مشاعرها بالغيرة على ابنها الوحيد رغم اختيارها لي لأكون زوجته .
كما أنني أعطيها من أي شيء اشتريه، وأتحدث معها حين تجلس وحيدة. هذه نظرة الزوجة أما نظرة أم الزوج لحماتها فتقول أم نجيب (50عاما): أعامل نساء اولادي الثلاثة معاملة واحدة كي أتجنب أى لوم أو ضغينة من احداهن، فعندما تخطئ واحدة منهن ألومها بأسلوب الأم وليس الحماة المتسلطة وعندما يختلفن فيما بينهن لا أتدخل أبدا، واتخذ موقف الحياد حتى لا أخسر اي منهن.
وتنصح ام نجيب اي حماة ان لا تتدخل في حياة ابنها وزوجته باي شكل من الأشكال كي تريح نفسها من المشاكل وان تعتبر نفسها رقم 2 في حياة ابنها بعد زوجته وان تتعامل الحموات مع زوجات أبنائهن معاملة الأم و البنت وليس الحماة و زوجة الابن لكي تضمن حياة هانئة وسعيدة لكل عائلتها.
* غيرة تؤدي إلى طلاق من الطبيعي ان يحصل في قلب ام الزوج غيرة من ناحية زوجة ابنها، لكن من غير الطبيعي ان تقلب الأم حياة ابنها وزوجته الى جحيم يؤدي الى الطلاق والظلم ، وهذا ما حصل لروضة والتي تؤكد أن أم الزوج هي النقطة الهامة في حياة كل امرأة مُقدمة على الزواج فإذا نالت رضاءها فإنها محظوظة وإلا فانها ستخسر.
وتضيف : كانت دائماً ما تخلق بيني وبين زوجي المشاكل، وأحاول أنا بقدر الإمكان ان اطفئ ما أشعلته لكن دون فائدة حتى في ابسط الأخطاء التي ارتكبها في الطبخ فإنها تبقى ساكتة حتى قدوم ابنها لتعلمه دون ان تنبهني لذلك.. كانت تقول اني لا أستمع كلامها واني أخالفها في كل شيء واني قليلة أدب حتى ضاقت بي الحياة ذرعاً فذهبت إلى أهلي ولم أتوقع ان تكون النتيجة الطلاق.
(([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]))
وفي المقابل التقينا بأم طليق روضة والذي أكدت لنا أنها لم تكن راضية عن زوجة ابنها الأولى (روضة) لكنها الآن اختارت لابنها الاختيار الصحيح وهذا ما يجب أن يكون من البداية . وتضيف : أنا أحب ابني كثيراً وأريد سعادته لكن مع من اخترتها له وليس من اختارها هو، فهو أخطأ كثيراً بزواجه من الأولى والآن اصبحت راضية عن ابني وزوجته الجديدة .
* التفاهم وراء العلاقة الجيدة: ومن جهتها تبدي إيناس رأيها وتقول : بالنسبة لي علاقتي بحماتي علاقة ودية ومنذ سبعة أعوام لم يحدث ان تطاولت عليها او العكس.. أحيانا كثيرة تحدث اختلافات في بعض الأمور الحياتية لكنها لا تؤثر على حياتنا ولا يتم إخبار زوجي بها، بل ان هناك مواقف اضطر فيها للتأمر مع حماتي ضد زوجي وذلك بهدف معالجة مشكلة ما أو حادثة عجزت حماتي او انا في التعامل معها. وتضيف هناك مثل قديم يقول: " إن نقطة من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصيد برميل من العلقم وكذلك الحال مع البشر".
ومن ناحيتها بشرى متزوجة منذ سنتين تشيد بحماتها: أنا لا أقول لأم زوجي حماتي بل أناديها بـ (ماما) أنا لا أعرف أمي توفيت وأنا صغيرة وهي أصبحت بالنسبة لي مثل أمي.. إذا كانت الحماة قاسية مقبولة لكن إذا كانت الحماة سليطة اللسان فهذا غير مقبول.
على الرغم من تعدد وجهات النظر إلا أن النظرة السائدة هي أن الحماة غيورة ، تقول سامية حتى الان لا استطيع التنبؤ بشخصية عمتي لاني لم أراها سوى مرة واحدة أثناء فترة خطوبتي.
تضيف " سأبذل قصارى جهدى بعدم القيام بأي عمل يستفزها أو يثير غيرتها، كما سأساعد زوجي على طاعتها.. سأشعرها أنها كسبت بنتا جديدة ولم تفقد ولدا قريبا من قلبها وحياتها".
خالد العميسي يقول أن الفكرة السائدة بأن الحماة شخصية شريرة تضايق زوجة ابنها بسبب او دون سبب فكرة خاطئة ومغلوطه لأنها في نهاية المطاف الأم مهما كانت قاسية على أبناءها لن تكون سببا في تدمير وخراب بيته.
ويشير إلى أن هناك الكثير من المشاكل التي تعترض حياة زوجة الابن مع الحماة بسبب الجهل وعدم الحكمة في التعامل مع هذه المشاكل او تفادي وتمرير كثير من الأمور دون اثارتها واشعال نيرانها في المنزل عن طريق ايصال كل ما حدث الى الزوج أو تسريبه الى أهل الزوجة وهذا يسبب شرخا كبيرا في الحياة الزوجية.
ويضيف العميسي " عشر سنوات منذ زواجي لم يحدث بين زوجتي وأمي أي خلاف كبير يؤدي الى الخصام بل على العكس كلاً منهما تحب الأخرى" . * الزوج المسئول الأول والأخير في إدارة البيت: أسماء صبرة باحثة اجتماعية ولها دراسة تتضمن عدة مواضيع في العلاقات الأسرية والاجتماعية ترى أن الزوج وراء أية مشاكل تحصل بين أمه وزوجته لأنه الوحيد من يستطيع ضبط المسألة .
أما بالنسبة للزوجة فتحثها على ان تبذل قصارى جهدها للانسجام مع البيئة والظروف الجديدة التي توضع فيها أما أن تدخل كمحاربة فهذا لا ينبغي لها و يجب عليها التكيف مع الوضع واحترام الآخرين كي يحترمونها . وتضيف صبرة : أقول للحموات اتركي زوجة ابنك تأخذ فرصتها في ترتيب حياتها كما فعلتي في بداية حياتك ولا تتدخلي في شؤونها إلا اذا طلبت منك وثقي انك اذا عاملتيها بالطيب فستعاملك بأحسن منه .