حياه المراهقات - علاقه الصداقه بين البنات المراهقات
المراهقات اللواتي يُناقشن بعمق مشاكلهن ويُفضفضن عن أحزانهن مع صديقاتهن يكن عُرضة بشكل عال للمعاناة من أعراض الاكتئاب والقلق. هذا ما توصل إليه الباحثون من جامعة ميسوري في كولومبيا بولاية ميسوري الأميركية. في حين أن المراهقين من الذكور حينما يفعلون نفس الشيء مع أصدقائهم ويُناقشون معهم مشاكلهم، فإنهم يستفيدون بشكل إيجابي ولا يرفع ذلك من احتمالات إصابتهم بأي من الصعوبات العاطفية النفسية. وما حاول الباحثون تسليط الضوء عليه هو مدى تفهم الوالدين لتأثيرات علاقات الصداقة البريئة بين بناتهم وزميلاتهن، وأبنائهم ليس مع الجنس الآخر، بل مع زملائهم في المدرسة أو الحي أو بين العائلات المعروفة لديهم. ولأن من الطبيعي في أحداث الحياة اليومية أن تنشأ مشكلات يُعاني منها أبناؤهم وبناتهم، خاصة في مرحلة المراهقة التي تتميز بعمق التأثر بتعليقات الغير أو سوء معاملتهم، فإن من المتوقع أن تتحدث بناتهم مع صديقاتهن أو أبناؤهم مع أصدقائهم حول المشكلات تلك طلباً للدعم من الصديقة أو الصديق.
وصحيح أن المثل الشائع يقول "الصديق وقت الضيق"، لكن السؤال هو: ما هي التأثيرات النفسية التي سيقدمها الصديق للابن أو ستقدمها الصديقة للابنة؟ وما حقيقة صحة القول بإيجابية الصداقة على وجه العموم؟ وهل من الأفضل للمراهق أو المراهقة أن لا يُناقشوا مشاكلهم إلا مع أحد الوالدين؟
بالرغم من أن الدراسة شملت مراهقين ومراهقات، إلا أن الباحثين قالوا بأن نتائجها تنطبق على البالغين. وهذه واحدة من أهم النتائج التي طرحتها الدراسة.
* تقييم جدوى الصداقات وقال الباحثون في مقدمة دراستهم المنشورة بعدد يوليو من مجلة تطور للطب النفسي، الصادرة عن الرابطة الأميركية لطب النفسي، ان مما يُعتقد منذ زمن طويل أن الصداقات تلعب دوراً مهماً في النمو الاجتماعي العاطفي للناس. وأحد الجوانب التي يُعتقد بأن الصداقة إيجابية فيها هو أن الأصدقاء دوماً مصدر للدعم الاجتماعي من خلال التفكير والتأمل المشترك في المشاكل الشخصية. ومع هذا لا يزال ثمة احتمال أن بعضاً من عمليات الدعم تلك لها سلبيات كما لها إيجابيات. وهو ما لم تتم دراسته من قبل، لأن غالبية الدراسات تبحث بتعمق في الجوانب الإيجابية للصداقة وحدها، دون غيرها.
والواقع أن الدراسات الطبية النفسية أخذت اخيراً في بحث الجوانب السلبية لأنواع معينة من الصداقات مثل الأصدقاء المنحرفين أو ذوي ميول الغيرة من الآخرين. وعلى وجه الخصوص في جانب المراهقين والمراهقات. لكن الباحثين بدأوا ببحث جوانب أخرى في علاقات صداقة عادية مع أشخاص طبيعيين، وذلك بذكر التساؤلات حول تأثيرات سلوكيات المشاركة بين الصديقات وبين الأصدقاء في عرض المشاكل التي يمرون بها، وجعلهم التركيز عليها شيئاً محورياً في التعلق بتلك الصداقة، حيث ان ثمة فرضية نفسية مفادها أن علاقة التواصل الثنائي في الصداقة التي تتميز بنوع من النقاش المستفيض حول المشكلات الشخصية، وبالذات مع وجود حث وترحيب مشترك على حديث طرف وإنصات آخر، من المشكوك أن تكون تلك العلاقة ذات أثر طيب بالمطلق. وعلى سبيل المثال، حديث المراهقة أو المراهق، حين مقابلتها أو مقابلته لاحدى الصديقات أو احد الأصدقاء، عن مشاعر الحزن أو الغضب نتيجة مشاكل علاقتهم بالآخرين. ثم إكمال الحديث على الهاتف حتى ساعات متأخرة من المساء. ولأن ما يفعله هؤلاء الأصدقاء هو مجرد حث بعضهم بعضا على ت. الحديث عن المشكلة، واستحضار تفاصيل أحداث ما قد حصل فيها، واجترار التساؤل عن ما يُمكن أن يحصل لو كان كذا، أو احتمالات ما قد يحصل، وغيرها من التفاصيل المتعلقة بالحزن أو الغضب، فإنهم وإن كانوا سيشعرون، بعد ذلك النوع من التواصل في المحادثة، بقرب أكبر بينهما كصديقتين أو كصديقين، إلا أن من المشكوك فيه جداً أن يكون لذلك أي جدوى في حل المشاكل أو الشفاء من آثارها. بل إن ما تحدث الباحثون من جامعة ميسوري عنه هو الضرر البالغ لذلك خاصة بين الصديقات.
* فحص الفرضية ولفحص صحة هذه الفكرة، قام الباحثون بدراسة نوع من السلوكيات في علاقات الصداقة يُدعى التأمل والتفكر واجترار النقاش بطريقة مشتركة co-rumination . وهو أحد المُصطلحات الحديثة التي تم وضع تعريف وصفي له، منذ عام 2002، في سلوكيات التواصل بين الأصدقاء. ويعني النقاش المتعمق للمشاكل الشخصية ضمن علاقة صداقة ثنائية فقط، باعتبار أن التواصل الشخصي بين الناس هو عملية إرسال واستقبال المعلومات بين شخصين أو أكثر من الناس. وهذا التواصل يُقسم إلى تواصل بين شخصين فقط Dyadic communication. والذي من الممكن أن يتم من خلال المكالمات الهاتفية أو إرسال الرسائل أو الجلوس معاً للحديث، وإلى أيضاً تواصل بين شخص مع إما مجموعات صغيرة من الناس أو مع مجموعات عامة. والفارق الأهم بين النوع الأول وبين النوعين الآخرين هو أن مُرسل المعلومة يتلقى الاستجابة مباشرة من الشخص الذي يتواصل معه. وهو ما يعني أن التواصل يكون بطريقة مصممة بشكل مباشر لخدمة غاية محددة في المناقشة. وكما أن بث الشكوى والحديث عن المشاكل العاطفية النفسية من المحتمل أن يُثير بذاته معاناة في التأقلم العاطفي للشخص، فإنه يظل أيضاً من المهم معرفة هل ذلك التواصل يحمي تلك الصداقة من مشاكل أخرى قد تُعرضها للاهتزاز، أم لا؟
وتابع الباحثون في دراستهم لمدة ستة أشهر، أكثر من 1400 طفل ومراهق، من الجنسين، ممن تراوحت اعمارهم بين طلاب وطالبات الصف الثالث وحتى الصف التاسع. وبعد أخذ موافقة الوالدين على اشتراك أبنائهم وبناتهم في الدراسة، تم تقييم جوانب أربعة مختلفة في صداقات الطلاب والطالبات، وذلك من نواحي ترشيحهم أياً منها كصداقة قوية أو صداقات بدرجات أدنى من ذلك، وأي نوعية في سلوك تواصل المحادثات عن المشكلات الشخصية التي تعترضهم مع أصدقائهم، وتقييم مدى إيجابية صداقات معينة عليهم، ومدى إحساس أي من المشاركين بالإحباط أو الاكتئاب وكذلك شعورهم بالقلق.
وكان تقييم كل هذه النواحي الأربع يتم باستبانات خاصة وفق ضوابط علمية في الطب النفسي. وتتراوح عناصر الاستبانات تلك ما بين 14 إلى 28 عنصرا. وتمت متابعة التقييم لمدة ستة أشهر على مرحلتين.
* نتائج مدهشة وكانت نتائج البحث مثيرة ومدهشة، لأنها وخلافا لما هو متوقع، ليس لدى الوالدين بل حتى لدى الباحثين أنفسهم، إذْ تبين أن ارتباط المراهقة بعلاقة، مع صديقة، يدور الحديث المتكرر فيها عن المشاكل الشخصية واستحضار تفاصيلها سيُؤدي في الغالب إلى نشوء حالة من الاكتئاب أو القلق، مقارنة مع المراهقة التي ليس لديها علاقة صداقة مع فتاة أخرى من هذا النوع، لأن سلوك الحديث والنقاش بين الفتيات بهذه الصفة التأملية والمتكررة المشتركة سيتسبب في إطالة أمد الشعور بالمعاناة من تلك المشاكل والأحاسيس الناجمة عنها. وهو ما يعني أن ثمرة الحديث بين الصديقات هؤلاء ليس هو تخفيف الأحزان ونسيانها بل إثارة الشعور بها بشكل متواصل طوال الوقت! وعلى العكس تماماً تجري الأمور بين الأولاد، إذْ ان حديث الأصدقاء مع بعضهم بعضا يُؤدي إلى تحسين شعورهم وإزالة الحزن والقلق والاكتئاب عنهم. لكن الوضع ليس سلبياً كلياً لدى الفتيات المراهقات، لأن ت. حديثهن يُقوي الصداقة فيما بينهن ويُشعرهن بقرب أكبر مع صديقاتهن. وهو ما يحتاج إلى بحث مستقبلي في جدواه حقيقة لأن الباحثين ذكروا جانباً يتعلق بجدوى ذلك في تقليل الاختلاف بين الصديقات حال بقاء المعلومات الشخصية ضمن العلاقة بينهما، لكن عند إفشاء إحداهن سر مشاكل الأخرى، والتي تعلم الكثير عنها، فإن الاختلاف والتنافر قد يُؤثران إلى حد كبير عليهما.
وهو الواقع المُشاهد في كثير من علاقات الصداقة بين الفتيات، حيث تُعطي بعض الفتيات كثيراً من أسرار حياتها الشخصية إلى فتاة أخرى. وما تلبث المشاكل تنشأ حينما تفشيها للأخريات. ومن ثم تتحدث الفتاة تلك عن فقد الثقة في الأخريات مستقبلاً.
ولم يتمكن الباحثون من وضع تعليل يُبرر هذا الاختلاف في تأثير الصداقة فيما بين [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] وفيما بين الأولاد، لكنهم قالوا بأن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ربما ينظرن ويتحدثن عن الجوانب السلبية في المشاعر لأنهن يحسسن بها كأشياء من المسؤولية الشخصية.
وبالرغم من هذه التأثيرات السلبية لعلاقة صداقة الفتيات فيما بينهن، إلا أن الباحثة قالت بأنه لا يزال من المفيد حث الفتيات على صداقاتهن مع بعضهن بعضا، لكن ليس إلى درجة شديدة من الحديث في المشاكل الشخصية. وهو ما أثارت حوله ضرورة إشراف الوالدين على ملاحظة صداقات البنات، خاصة التي تتميز بالإكثار من الحديث المشترك والمُطول والمتكرر عن المشاكل الشخصية. إذْ ان الباحثة قالت بأن على الوالدين عدم حث [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] على الحديث عن مشاكلهن بتلك الصفة فيما بينهن، بل على الوالدين حث [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] على اللجوء إليهم في عرض مشاكلهن وطلب النصيحة والرأي منهم. [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
حياه المراهقات - علاقه الصداقه بين البنات المراهقات