الإكراه على[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]: من الأمور البدهية أن توافق المرأة على من تقدم لخطبتها لأنها ستكون شريكة حياته ، لذا لابد من أخذ رأيها ؛ وهذا ـ كما يقال ـ : أقل الحقوق ، فقد يكون العريس المتقدّم لها كبيراً جداً أو ليس بصاحب خلق أو لا يناسبها لأي أمر سَوَّغَ لها الشرع عدم قبوله ، حينئذ يجب على الأبوين ألاَّ يجبراها عليه لأنها هي صاحبة القرار . عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تُنكح الأَيِّمْ حتى تُسْتَأمر ، ولا تُنكح البكر حتى تُسْتَأذن » قالوا : يا رسول الله ، وكيف إذنها ؟ قال : « أن تسكت » . متفق عليه . وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الثيب أحق بنفسها من وليها ، والبكر تُسْتَأمر ، وإذنها سكوتها » . رواه مسلم (1421) . كيف يصح أن يُجْبَرَ الشاب أو الفتاة ممن لا يرغب والحياة حياتهما ، والله خَيَّرَ المرأة ـ فضلاً عن الرجل ـ أن تختار من تريد ، أليس هذا من هضم الحقوق ؟ ، ثم إذا تزوج الشاب أو الفتاة وهما مكرهان كيف ستكون حياتهما ؟ قد يتفقان وهذا قليل ، وقد لا يتفقان وهذا الأكثر لأن كلاً منهما أو أحدهما لم يختر الآخر بمحض إرادته وقناعته أن الطرف الآخر كفؤ له ، لذا لن يطيق أحدهما الآخر وقد ينتهي [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] بمأساة الطلاق لأن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] مزيج روحي وجسدي فلابد فيه من الرضا من الطرفين . ومن صور [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] الـمُرَّة أن يُزَوَّجَ الشاب ممن لا يرغب كابنة العم أو الخال وهذا غالباً ما يقع في أبناء القبائل ؛ بل إن الأدهى والأمر ـ عند البعض منهم ـ أن تُحْجَزَ البنت أو الابن لأبناء العم أو الخال ولا يكون لهم الحق في العدول إلى غيرهم إلا بعوض مالي!. لهذا السبب تفكَّكت أسر كثيرة ، بل وتقطعت أواصر المحبة والألفة بين الأرحام فيجب على الأبوين ألاَّ يُجبرا ولدهما سواء كان ذكراً أو أنثى على من لا يريدون . ومن أسباب [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] : 1ـ العرف القبلي ـ وقد تحدثنا عنه . 2ـ المصالح المادية : كالمال الذي سيجنيه الأب من عريس ابنته الغني وإن كان فيه ما فيه ! . 3ـ حب التسلط وخشية أن تسقـط كرامة الوالـد أو الوالـدة بعصيانهما لما فرضا على ابنهما أو ابنتهما ؛ ماذا يقول الناس : الابن أو البنت فرض السيطرة على والديه ! وعصى أمرهما هذا لا يكون أبداً .