يحق لنا قبل أن نتكلم أو نخوض فى علم القراءات أن نذكر أولا وقبل كل شئ
{فضل قراءة القرآن و آدابها }
فنقول والله المستعان بعد أن نحمد الله حمدا كثيرا ًونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا ًعبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما ًكثيرا ً .. أما بعد : عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأحرفا ًمن كتاب الله تعالى فله حسنة ، و الحسنة بعشر أمثالها " الحديث : رواه الترمذى وعن معاذ بن أنس رضى الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ القرآنوعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا ًيوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس فى بيوت الدنيا ،فما ظنكم بالذى عمل بهذا " رواه أبو داود وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم
وينبغى للقارئ أن يراعى الأدب مع القرآن بأن يستحضر فى نفسه أن يناجى الله تعالى ، وأن يكون على طهارة وفى مكان طاهر نظيف ، وأن ينظف فاه ُبالسواك إذا أراد القراءة ، وأن يستقبل القِبْلَة وأن يجلس بسكينة ووقار وإذا أراد الشروع بالقراءة إستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإذا شرع بالقراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبُر ، قال الله تعالى : " أفلاَ يتَدبرُون القُرآن " ويستحب البُكاء مع القراءة بأن يتأمل ما فى القرآن من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره فى ذلك ، فإن لم يحضُرهُ حُزن وبكاء على ذلك فليبكِ على فقده منهُ، فإنه من أعظم المصائب ... قال عليه الصلاة والسلام : " إقرأوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا " ويُسْتحب الدعاء ُ عقب الختم لأنه مستجاب ورَدَ فى الحديث الشريف : " من قرأالقرآن ثم دعا أمّنَ عليه أربعة الاف مَلك ٍ " وينبغى أن يُلحّ فى الدعاء وأن يدعو بالأمور المهمة وأن يُكثر من ذلك فى صلاح المسلمين ومما يجب الإعتناء به إحترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين فى المُجْتمعات كالضحك واللغط واللعب وشرب الدُخان وغير ذلك . " اللهم اجعلنا من اللذين يستمعون للقول فيتبعون أحسنه ، اللهم أصلح قُلوبنا وأزل عيوبنا وتولنا بالحُسنى ، وزينا بالتقوى واجمع لنا خير الآخرة والأولى ، وارزقنا طاعتك ما أبقيتنا ،" وصلى الله وسلم على سيدنا مُحَمّد ٍ و على آله وأصحابه الأخيار والحمد لله رب العالمين