تعريف هشاشة العظام : هشاشة العظام هو نقص في كثافة وكتلة (المكونات العضوية وغير العضوية) وقوّة العظام وبالتالى تغير فى كمية ونوعية العظام رغم بقاء الحجم الخارجى للعظم طبيعيا مما يؤدي إلى ضعف وهشاشة العظم ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالكسور.
سبب هشاشة العظام يوجد نوعين من الخلايا العظمية الرئيسية : النوع الأول هو خلايا بنائة للعظام osteocytes والنوع الثانى هو خلايا أكولة للعظام osteoclast ودائما يوجد توازن بين عمل هذين النوعين من الخلايا فما تأكله الخلايا الأكولة تعوضه الخلايا البنائة. ولكن ما يحدث فى مرض هشاشة العظام هو إختلال التوازن حيث تزايد نشاط الخلايا الأكولة للعظام مما يؤدي إلى ضعف وهشاشة العظم رغم بقاء حجم العظم طبيعيا.
أكثر العظام عرضة للإصابة بهشاشة العظام عظام منطقة الفخذ (ويحدث بها كسر بعظمة عنق الفخذ) وعظام منطقة الرسغ (ويحدث بها كسر أسفل عظمة الكعبرة= كسر كوليز) ومنطقة العمود الفقرى (ويحدث تحدب للعمود الفقرى).
الأشخاص الأكثر عرضة : أكثر المراحل العمرية التى يكون فيها العظام فى أقوى حالته بين سن 25 و 35 سنة ولكن بعد سن 40 سنة تبدأ كثافة العظام فى الإنخفاض تدريجيا وخاصة فى النساء وذلك بسبب نقص هرمون الإستيروجين وخاصة بعد إنقطاع الدورة الشهرية ولذلك نجد أن معدل حدوث الهشاشة فى النساء أكثر من 4 أضعاف حدوثها فى الرجال.
حجم المشكلة: حوالي 30% من النساء فوق سن الخمسين مصابات بالفعل بهشاشة العظام وترتفع هذه النسبة الى 70% فى السيدات فوق سن 80 سنة.
وتمثل الكسور ومضاعفاتها التى تحدث بسبب هشاشة العظام السبب الرئيسى وراء زيادة الإهتمام العالمى بهذه المشكلة. مثلاً نسبة حدوث كسر في عنق عظمة الفخذ بسبب هشاشة العظام عند النساء تفوق إجمالي نسبة حدوث سرطان الثدي وعنق الرحم والرحم والمبايض مجتمعة ، وأن واحدا من بين خمسة أشخاص أى 20% من الذين يتعرضون لكسر في عنق عظمة الفخذ يموتون خلال سنة واحدة وفى بحث آخر وجد أن 12% من حالات كسور عنق عظمة الفخذ يموتون فى خلال 5 سنوات فى أحسن البلاد المتقدمة طبياً.
وكسور عنق عظمة الفخذ الناتجة عن مرض هشاشة العظام ليست فقط مؤلمة ، وإنما قد تسبب الإعاقة الشديدة للأنشطة الأساسية جدا في الحياة الطبيعية. فإن حوالي 80 في المائة من الناس المصابين بكسر في عنق عظمة الفخذ يكونوا عاجزين عن السير بعد ستة شهور. والأخطر من ذلك فإن ما يصل إلى 20 في المائة من الناس يتوفون خلال سنة واحدة بعد تعرضهم لكسر في عنق عظمة الفخذ.
العوامل التى تؤدى الى زيادة نسبة الاصابه بهشاشة العظام:
* تقدم السن والشيخوخة * بلوغ سن اليأس وإنقطاع الدورة الشهرية للسيدات. * انقطاع الطمث قبل سن الخامسة و الأربعين سواء كان انقطاع الطمث طبيعي أو ناتج عن استئصال جراحي للمبايض. * وجود اضطرابات متكرره بالدوره الشهرية. * عدم ممارسة الرياضه وأيضاً النساء اللاتى يكثرن من ممارسة الرياضة مما يؤدى الى اضطراب أو انقطاع الدورة الشهرية . * النحافة و قصر القامة الشديدين. * نقص تناول كميه مناسبه من الكالسيوم طوال الحياة (أقل من جرام واحد يوميا). * قلة التعرض لضوء الشمس التى تساعد على تصنيع فيتامين د من الجسم وهو فيتامين ضروري لإمتصاص الكالسيوم من الأمعاء وترسيبه فى العظام. * عوامل وراثية: على الرغم من أن هشاشة العظام ليست مرضا وراثيا ولكن وجد زيادة احتمالات الاصابه إذا هناك تاريخ عائلى للاصابه بهشاشة العظام أو الكسور. * تدخيِن السجائر وتناول القهوة بكميات كبيرة وتناول المشروبات الكحوليه بانتظام. * تَناول بعض الأدويه لمدد طويلة مثل: الكورتيزون وبعض أدوية الصرع ؛ الاستعمال المفرط لهرمونات الغدة الدرقيّة والأدوية المسيلة للدم مثل الهيبارين و مضادّات الحموضة التى تحتوى على الألومنيوم. * بعض الأمراض المزمنة مثل الروماتويد المفصلى، فرط نشاط الغُدَّة الدرقية، فرط نشاط الغُدَّة الجار درقية، و بعض أنواع سرطان العظام. * الأمراض النفسية التي تؤدي إلى اضطراب الشهية وعدم انتظام تناول الطعام.
أعراض هشاشة العظام: هشاشة العظام مرض صامت يصاب به المريض بدون أي أعراض أو علامات جديرة بالملاحظة وغالبًا ما تكون العلامة الأولى هى كسر فى عظام الفخذ أو المعصم أو العمود الفقري ومن أعراض هشاشة العظام: * نقص الطول تدريجياً بسبب انحناء الظهر. * إستدارة الأكتاف. * آلام فى الظهر والساق.
التشخيص :
1- قياس كثافة العظام (Bone Densitometry) بواسطة أجهزة قياس كثافة العظام (جهاز دكسا DXA = dual x-ray absorptiometry) ويستخدم جرعة بسيطة من الأشعة السينية لقياس كثافة العظام فى عدة أماكن من الجسم - وهى آمنه تماما وغير مؤلمه وتعتبر الوسيلة الوحيدة المؤكدة لتشخيص هشاشة العظام ولا يحتاج المريض الى تحضير أو الى أى حقن - ويوجد نوع نقالى يمكن حمله والتنقل به الى العيادات والمناطق النائية ويستخدم الموجات فوق الصوتية لقياس درجة الهشاشة عن طريق عظمة الكعب أو الساعد.
2- دلائل هشاشة العظام (Bone Markers) فى الدم والبول (مثل CTX =NTX or Osteomark®) وتستخدم أساساً فى المتابعة.
الوقاية من هشاشة العظام ومضاعفاته: 1- نظام غذائى متوازن غنى بالكالسيوم والبروتين مثلْ: * اللبن الحليب (سواء كامل أو منزوع الدسم) و منتجات الألبان كالجبن و الزبادى. * المأكولات البحرية: السمك، المحار و الجمبرى. * الأغذية المصنعة المضاف لها كالسيوم مثل بعض العصائر. * الخضروات و البقوليات.
2- الالتزام بالبرنامج الرياضى الذى يقرره طبيبك وخصوصا رياضة المشى لمدة تتراوح بين ربع الساعة و نصف الساعة يوميا 3 أو 4 مرات أسبوعيا على الأقلّ.
3- الامتناع عن التدخين و عن المشروبات الكحوليه والإفراط فى شرب القهوة.
4- قياس كثافة العظام بصفة دورية ( مرة واحدة سنويا) واستشارة طَبِيبكَ لمعرفة ما اذا كنت بحاجه للادوية التى تقى من هشاشة العظام و خاصة في الأحوال التاليه: * قبل و أثناء استعمال الأدوية التى تؤدى الى هشاشة العظام و خاصة الكورتيزون. * قبل وأثناء استعمال الأدوية التى تعالج هشاشة العظام وذلك لتقدير مدى فاعليتها. * فى السيدات بعد انقطاع الطمث و بصفة عامة بعد سن الخمسين.
5- اتخاذ احتياطات للوقاية من الكسور مثل: * استعمال أحذية بكعب منخفض و مضادة للانزلاق ذات نعل كاوتشوك. * إزالة أى سلوك أو حبال فى طريق المشى. * إزالة السجاجيد الصغيرة السائبة ولصق حوافى السجاجيد الكبيرة بالأرض بواسطة بلاستر لاصق عريض. * استعمال درابزين على السلالم وأيضاً فى دورات المياه وعمل مقابض للإتكاء بجوار المرحاض. * عدم الأنحناء لحمل الحاجات و انما يتم ذلك بواسطة ثني الركبتين و ابقاء الظهر مستقيما. * استعمل عصا للمشى أو مشاية عند الضرورة. * توفير اضاءة جيدة في الأروقة، الحمّامات، والسلالم وجعل مفتاح الإضاءة فى أول وآخر السلم أو الطرقة حتى تضاء من الناحيتين. * المحافظة على النظر والتأكد من سلامةالنظارة أو العدسات اللاصقة. فإن الإبصار الجيد يقلل من فرصة التعثر في أحد العوائق غير المرئية. * الحذر فى حالة إستعمال المهدئات أو غيرها من الأدوية التي تسبب النعاس والتى قد تعيق التحكم العضلي والتقدير وخاصة عند الإستيقاظ أثناء الليل للذهاب إلى دورة المياه.
علاج هشاشة العظام:ملحوظة هامة : لا تستخدم هذه الإدوية إلا تحت إشراف الطبيب.
1 - مجموعة البيسفوسفونات Bisphosphonates : وهو علاج غير هرموني ويعمل على وقف نشاط الخلايا الأكولة المسؤولة عن تآكل العظام وبالتالى منع المزيد من فقدان المادة العظمية . ومن الأمثلة لهذه الفئة من الأدوية أقراص الألندرونات Alendronate مثل أقراص فوزاماكس Fosamax - وأقراص الريزيدرونات Residronate مثل أقراص أكتونيل Actonil.
2 - مجموعة الإسترونشيوم مثل حبيبات بروتيلوس Protelos وهذا العلاج فى صورة حبيبات تذوب فى الماء وهو يعمل على وقف نشاط الخلايا الأكولة المسؤولة عن تآكل العظام وتنشيط الخلايا البنائة للعظام.
3 - العلاج الهرموني الاستبدالي Hormone Replacement Therapy - HRT وذلك لتعويض الإستروجين الذي يتوقف جسمك عن إفرازه بمجرد أن تخطي سن اليأس. والعلاج الهرموني الاستبدالي له العديد من الفوائد على سبيل المثال فإنه سيمنع حالات الهبوة الساخنة hot flushes (احمرار مفاجئ) والتعرق الليلي الذي تعاني منه بعض السيدات عند سن اليأس. والعلاج الهرموني الاستبدالي له أيضا آثار تفيدك على المدى البعيد مثل الوقاية من هشاشة العظام ومن النوبات القلبية heart attacks والسكتات الدماغية strokes - وفى المقابل له بعض الأعراض الجانبية ولذلك فإن العلاج الهرموني الاستبدالي لا يناسب كل إنسان ويجب إعطاؤه تحت الإشراف الطبى الدقيق وقد تحتاج المرأة إلى تجربة عدة أنواع مختلفة قبل أن نحصل على النوع الذي يناسب المريضة.
4 - الإستبدال بمعدلات مستقبلات الهرمون Selective Estrogen Receptor Modulators (SERMs): وهو علاج يعمل كأنه هرمون على العظم وليس له تأثير هرمونى على الرحم والثدى وبالتالى أقل فى الأعراض الحانبية عن الهرمونات. ومن أمثلته أقراص رالوكسيفين (Raloxifene).
5 الكالسيتونين Calcitonin وإسمه التجارى مياكالسيك Miacalcic: الكالسيتونين هو هرمون موجود في أجسامنا جميعا. وهو يعمل على وقف نشاط الخلايا الأكولة المسؤولة عن تآكل العظام وبالتالى منع المزيد من فقدان المادة العظمية كما أنه أيضا يخفف بعض الألم وخاصة فى العمود الفقرى. وحيث أن الكالسيتونين يتكسر في المعدة ، فيجب أن يعطى عن طريق الحقن أو الرزاز الأنفي - وهو أكثر المستحضرات أماناً ويستخدم فى السيدات والرجال على السواء.
6 - أدوية منشطة للخلايا البنائة للعظام : مثل مركب تيريباراتايد Teriparatide والإسم التجارى له فورتيو - Forteo.
7 - فيتامين د النشط : Active vitamin D metaboliteمثل كالسيتريولCalcitriol و الفا كالسيدول Alfacalcidol و وان ألف One Alpha و بون وان Bon one وهي تساعد على امتصاص الكالسيوم بالاضافة لتأثيرها على خلايا العظام والكلى لتقليل إخراج الكالسيوم مع البول.
8 -الكالسيوم : يفضل إعطاء جرعات جيدة من الكالسيوم للنساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام. وتتوافر هذه الإضافات عادة في شكل أقراص للبلع أو للمضغ أو مشروبات فوارة.
والعلاج الغذائي كالتالي
الاهتمام بتناول الكالسيوم من مصادره الغذائيه التاليه
اللبن ومنتجاته بما فيها منتجات الألبان المصنعه من الحليب البودره
الخضروات الورقيه الداكنة الخضره مثل الملوخيه والورق العنب والجرجير والفجل و اوراق الخس
الحبوب مثل السمسم فهو غني جدا بالكالسيوم الى جانب انه غني بالهرمونات الأنثويه والزنك كمصدر هام لنشاط هرمون النمو
المكسرات مثل البندق واللوز والفستق
وهناك عوامل تحفز من امتصاص الكالسيوم ألا وهي التعرض للشمس يوميا من الساعه الثامنه الى الساعه العاشره بمعدل نصف ساعه وهذا كفيل بتكوني فيتامين د المرافق للكالسيوم في الجسم
ايضا تناولي الأسماك العظميه مثل السردين والسالمون والماكريل والتونه
ولا ننسى يا حبيبتي دور فيتامين ج في تحسين عملية الامتصاص والهضم وهو متوافر في جميع الحمضيات والفواكه والخضروات الفريش
9 - الستيرويدات البناءة : تعمل الستيرويدات البناءة على تحفيز تكوين العظام فتؤدي إلى نمو المادة العظمية وتستخدم فى العادة بواسطة الرياضيين. وهي نادرا ما تستعمل في النساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام ، وذلك لان لها العديد من الآثار الجانبية ، وتشمل خشونة الصوت ، وانخفاض نغمة الصوت ، وزيادة الشعر في الجسم. وهي مختلفة عن الستيرويدات المضادة للالتهاب anti-inflammatory steroids التي تؤدي عند كثرة إستخدامها إلى هشاشة العظام.
10 - الفلوريد Fluoride : يعمل الفلوريد على زيادة الكتلة العظمية في الهيكل العظمي وقد أبدى بعض النجاح في علاج النساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام وكسور العمود الفقري وهو يزيد من كمية العظم ولكن بجودة أقل . والفلوريد يستعمل نادرا ، يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد فوائده. والسلام