تمنّى كثير من السيدات العودة إلى إحساس شهر العسل، خاصة بعد التغيير الذي يطرأ عليهنّ بعد إنجابهنّ، رغم إحساس الأمومة والدفء الذي يستهوي كلّ امرأة... لكن تبقى مسألة توسيع المهبل هو ما يزعج المرأة ويقلقها على الدوام، خصوصاً أنّه ربما يكون سبباً في إنهاء الحياة الزوجيَّة «الجميلة» التقت الدكتور وائل عواد، استشاري جراحات التجميل النسائيَّة وعلاج سلس البول، ليسلّط الضوء على هذا الجزء الذي لا بدّ من العناية به، نظراً لدوره المهم في استقرار الحياة الزوجيَّة. لماذا يتوسّع المهبل بعد الولادة؟ في بداية الزواج، يكون المهبل محاطاً بأنسجة معيّنة تحافظ عليه وتبقيه مشدوداً وضيّقاً، وهذه الأنسجة غير مرنة وتتمزّق إذا تعرّضت للشدّ، وهو ما يحدث وقت الولادة، فيتمدّد المهبل بدرجة كبيرة حتى يتمكن الجنين من النزول، وبالتالي تتمزّق الأنسجة ويحدث التوسّع. وللتبسيط، يمكن تشبيه ما يحدث للمهبل أثناء الولادة بـ«البالون» الجديد الذي يتمّ ملؤه بالهواء لأقصى درجة، ثم تفريغه منه فيصبح مرتخياً، ولا يعود لشكله الأصلي. كيف يؤثّر توسّع المهبل على الإحساس أثناء العلاقة الزوجيَّة؟ الشعور بالمتعة أثناء العلاقة الزوجيَّة يعتمد إلى حدّ كبير على الاحتكاك بين جدار المهبل والعضو الذكري، ولذلك فإنَّ توسّع المهبل يعيق هذا الشعور، وكلّما زاد عدد الأطفال كلّما زاد التوسّع وقلّ الاحتكاك، و بالتالي يقلّ الإحساس والشعور بالمتعة للمرأة وزوجها. ولكن في بعض الأحيان قد تكون ولادة واحدة فقط كافية لترهّل أنسجة المهبل، خاصة إذا كان حجم الجنين كبيراً، وتزيد أيضاً احتمالات توسّع المهبل مع تعدّي الثلاثين من العمر وزيادة الوزن. هل من أعراض أخرى لتوسّع المهبل؟ من الأعراض الأخرى، خروج هواء من المهبل أثناء الجماع، وزيادة الإفرازات، والإحساس بالرطوبة الزائدة، وأيضاً كثرة التبوّل أو نزول قطرات من البول قبل الوصول إلى الحمام، أو عند السعال أو العطس أو الضحك أو ممارسة الرياضة أو العلاقة الزوجيَّة. ما الفرق بين جراحات تجميل المهبل الحديثة vaginal rejuvenation وجراحة «التضييق» التقليديَّة؟ عمليات التجميل أو «التضييق» التقليديَّة تجرى بطريقة واحدة لكلّ السيدات one-size-fits-all، ولذلك فنسبة فشلها مرتفعة، وكثيراً ما تسبّب حدوث آلام أثناء العلاقة الزوجيَّة. أما في الجراحات الحديثة، فنجري عمليَّة مختلفة لكلّ سيدة حسب حالتها ورغبتها، ونرجع المهبل إلى ما كان عليه قبل أوّل ولادة، كما نقوم أيضاً بعلاج التغيّرات التي قد تحدث من الخارج، وإعادة تشكيل شفّتي المهبل المترّهلتين أو غير المتساويتين، حتى تعود المنطقة من الداخل والخارج كما كانت قبل أوّل ولادة، ليتمكّن الزوجان من الوصول إلى أكبر قدر من الإحساس أثناء العلاقة الزوجيَّة. وقد تطوّرت هذه الجراحات في السنوات الأخيرة وأصبحت تخصّصاً قائماً بذاته، يحتاج لسنوات عديدة من الدراسة والتدريب العملي بعد الانتهاء من التخصّص في أمراض النساء والتوليد. كم تبقى السيدة في المستشفى بعد العمليَّة؟ تتمّ هذه الجراحات بدقّة عالية باستخدام أحدث التجهيزات التقنيَّة ومن دون ألم، ويمكن إجراؤها تحت التخدير الموضعي، ولا تستدعي البقاء أكثر من يوم أو يومين في المستشفى. بعد ذلك يمكن للمريضة إكمال حياتها بشكل طبيعي، من دون حتى أن يعرف أحد أنَّها خضعت لأيّة جراحة. كما يمكن إجراء الجراحة مع عمليات التجميل الأخرى، كشدّ البطن أو الصدر، ويمكن أيضاً علاج مشاكل البول في الوقت نفسه. هل يمكن إجراء تجميل المهبل وقت الولادة؟ الحقيقة أنَّه لا يمكن إجراء هذه الجراحات إلا بعد مرور نحو شهرين من الولادة، وذلك لإعطاء الفرصة لأنسجة الجسم لتعود لحالتها الطبيعيَّة. أما العمليات التي تجرى وقت الولادة، فلا فائدة منها، بعكس ما تعتقد الكثيرات. هل يمكن تجميل المهبل من الخارج؟ بالتأكيد، فاليوم أصبح من الممكن إعادة تشكيل المهبل من الخارج وتجميل الجلد، وهو ما يعرف بـ»الشفرات الصغيرة»، الزائد أو المترهّل أو غير المتساوي عن طريق عمليَّة تسمى labiaplasty. كيف تتم عمليَّة labiaplasty؟ تتطلّب هذه العمليَّة الكثير من الدقة والحرفيَّة، وفيها نقوم باستخدام تقنية حديثة تقوم على «نحت» حواف الشفرات وإعادتها إلى الحجم المطلوب، من دون أيّ غرز مرئيَّة ومن دون التأثير على الإحساس أثناء العلاقة الزوجيَّة، ومن الممكن أيضاًزيادة حجم واستدارة المهبل من الخارج (وهو ما يعرف بالشفرات الكبيرة)، والذي قد يتغيّر نتيجة انخفاض الوزن أو التقدّم في العمر، بواسطة حقنة بمواد طبيعيَّة موجودة في الجلد، لكنها تنقص مع التقدّم في العمر، وهي شبيهة بالمواد التي تستخدم في علاج تجاعيد الوجه وملء الشفاه والخدود. ويمكن إجراء العمليَّة تحت التخدير الموضعي، تخرج بعدها السيدة من المستشفى في نفس اليوم لتمارس حياتها بشكل طبيعي، من دون أن يعرف أحد أنَّها خضعت لجراحة.
من هي السيّدة التي تقبل على إجراء تجميل المهبل؟ هي الأكثر ثقافة، والتي تدرك أهميَّة العلاقة الزوجيَّة ومدى التأثير السلبي لتوسّع المهبل على الاستمتاع بها...