ما هو مفهوم الثقافة ؟ ـ من هي المرأة المثقفة ؟ وهل يخشى الرجلالمثقف الاقتران بها ؟ ـ هل ان سلوك المرأة المثقفة سببا في تجنب الرجلالمثقف منها ؟ وهل انه يتجنبها فعلا ؟ ـ هل للمرأة المثقفة القدرة على كشف مناطق الضعف في شخصية الرجل ومن اجل هذا يتجنبها ؟ ـ هل الثقافةسبب في خلق ازمات نفسية واجتماعية في المجتمعات الشرقية ؟ ـ هل هناك فرق بين المثقف والمتعلم ؟ وهل يعني ان كل متعلم هو مثقفا ؟ ـ هل تستقيم الحياة الزوجية بين زوج مثقف وزوجة لا علاقة لها بالثقافة او زوجة مثقفة وزوج لا علاقة له بالثقافة ؟ ـ هل يعتبر التوافق الثقافي شرطا هاما لانجاح العلاقة الزوجية ؟ ـ هل يتحقق التكافؤ العلمي والثقافي من خلال التساوي بالشهادة العلمية الاكاديمية ام هناك مفهوم اخر للتكافؤ ؟ ـ هل تتمكن المرأة المثقفة من الغاء دور الرجلالمثقف في ادارة الاسرة ؟ ـ هل الشهادة العلمية تعني الشهادة الثقافية ايضا ؟ ـ هل يفترض ان يكون زواج المثقفين ناجحا ً ؟ كل هذه التساؤلات اود ان اسلط عليها ضوءاً بنفسجيا ،ً ولكن ا الاختلاف في الراي ارجو ان لا يفسد للود قضية كما يقالـ ـ ـ والتفاعل الصريح ـ وان لا تفسر ارائي على انها دعوة لتحريض النساء او الرجال .. وانما كشف الحقائق ووضع الاصابع على الوقائع بما فيه منفعة الطرفين ... الثقافة بمفهومها العلمي والمركز : هي الذاكرة الموروثة اجتماعيا ( الذاكرة الجماعية ) ، هذه الذاكرة تعبر عن نفسها في النظام والحدود والاعراف بشكلها الاجتماعي ، وهي تشكل طراز ونمط الحياة بشكلٍ عفوي وتلقائي وفقا للظروف والمواقف ـ وهي ليست موروثات اجتماعية فحسب بل انتاج للفكر الانساني ، ولذلك غالبا ما نرى ان هناك تناقض بين المثقفين ومجتمعهم لانهم يشكلون ثورة عليه في كثير من الاحيان لان من اهم صفاتهم القدرة على الحوار وتقبل الاخر ، لذلك نرى بان علاقة وزواج المثقف الحقيقي قادرة
على النجاح والاستمرار حتى لو تفوقت عليه الزوجة في مجالات شتى . والثقافة هي كل ما يطلع عليه الانسان من الافكار والعلوم والاخلاق والاداب وليصبح مميزا بين الاخرين بما يحمله وما ارتسخ في ذاكرته من معلومات . وهي هضم لمدارك و معلومات سابقة يستعملها الانسان كوسيلة للتخاطب مع الاخرين ليكون اجتماعيا ، لان الانسان قبل كل شئ مخلوق اجتماعي ، وان لم تكن لديه القدرة على التخاطب وعلى ان يكون مقبولا فليس هو بمثقف اطلاقا ولو كان يحمل اعلى الشهادات .. والشهادة العلمية لا تعني الثقافة، بل هي درجة يحصل عليها المرء للغوص في سوق الحياة العملية لاحقا ، فليس كل متعلم هو بمثقف، ولكن كل مثقف هو متعلم بطبيعة الحال ،فالمتعلم حاصل على شهادة جامعية ، او ادنى او اعلى ، فهو اكاديمي ان صح التعبير ، اذن الثقافة ليست تخصُص في مجال معين او جمع معلومات . فالثقافة هي ( النور الذي يشع في العقول والضمائر ، وهي يقظة للعقل والضمير الانساني ). انها الاحساس الذي يتفجر في اعماقنا اتجاه الحياة بكل ما فيها من اسرار وخفايا ... سئل احد الفلاسفة ـ كيف تختار زوجتك ؟ فاجاب : لا اريدها .. جميلة .. فيطمع فيها غيري ، ولا .. قبيحة ..تشمأز منها نفسي ، ولا .. طويلة .. فأرفع لها .. هامتي ولا .. قصيرة .. فأطأطئ لها رأسي ، ولا .. سمينة ..فتسد علي منافذ النسيم ولا هزيلة فأحسبها خيال ولا .. بيضاء .. مثل الشمع ولا .. سوداء .. مثل الشبح ولا .. جاهلة .. فلا تفهمني ولا . . متعلمة فتجادلني ولا .. غنية فتقول هذا مالي ولا .. فقيرة فيشقى من بعدها ولدي .. احترت في امري فمن ينصحني ؟؟؟ !! من الجدير بالذكر ،انه غالبا ما ينظر الرجل للمرأة في الوهلة الاولى بأعجاب وأنبهار مهما ارتقى به المستوى العلمي والثقافي، ويشتهي منا قشتها ويحاورها ، يعجب بها يحادثها يتمنى ان يراها ويجالسها ، وعندما تصبح على مقربة منه لأختيارها شريكة لحياته ، يحذفها من قائمة الخيارات ،اذ يهرب منها لكونها ناجحة ومشهورة ويعتقد انها ستكون نقمة عليه لا نعمة ، ، وهذا ليس لان عيب فيه ، لان الثقافة لم تكن في يوم من الايام عارٌ في شخصية الانسان ، ولكن لسببٍ فطري ، لربما ، او لتراكماتٍ تاريخية تجعله يخاف هذه المواصفات ولا يستطيع استيعاب او التكيف الى ثقافة زوجته وذكاؤها . ولربما لحب ِ السيطرة الذي بداخله يخاف ان تغلبه في الافكار والمعرفة .. فالمرأة من وجهة نظر بعضهم ،مهما علتْ وكبرت ،،هي امرأة ،،ويجب ان تقف في حدود علمها وثقافتها في مستوى ادنى من الرجل مهما كانت ثقافته ومستواه ، على ان ذكاؤها يتعدى على رجولته ولربما يخدشها ويكون منافسا لها ، ذلك من منطلق انه يجب ان لا تعرف المرأة اكثر من الرجل لانها ( امرأة ) !! بل لانه يعتبرها فقط عامل ترفيه وراحة لنفسه ، لا يريدها ان تتحدث بالسياسة او الاقتصاد او الثقافة بل في امور تريح عقله ونفسه وان تكون انيسة ماهرة له ، وتتحدث عن اشياء هي في الحقيقة تافهة لكنها فاصلة المنشط الذي يتوق اليه . فبعض الرجال يعتقد ان المرأة المثقفة تشكل
خطرا على الحياة الزوجية ، وعلى الأسرة واستقرارها عندما تباغته وتفهمه وتكون قادرة على التحاور والاستعانة بالمعلومات والخبرات ، لا يستلطفها ولا يشعر بانوثتها ويصفها بانها تهدد عرشه ومن الصعب عليه الاتفاق والتكيف معها كزوجة .. فغالبا ما تقلب المرأة المثقفة كيان الرجل فتبهره وتملأ قلبه وتشغفه وتثير فضوله وتدهشه وتأسر قلبه ، شخصيتها القوية تفرض حضورها العارم عليه ، وقد يعترف بسطوتها ظاهريا ، فهي تعجبه نعم ، وقد يقع في حبها بلا هوادة ،ويحس بنشوة اتجاهها لم يحسها من قبل لربما ، ولكنه يفكر الف الف مرة قبل ان يتزوجها على انها تصلح فقط للحب ولا تصلح للزواج ولربما لا يتقبلها حبيبة ايضا الاّ لفترة محددة . اذن لماذا يخشى الرجل الاقتراب من المثقفة وان اقترب فتثير لديه الحيرة والف الف سؤال !!! والرجل الشرقي يتجنبها لا لانها لا تعجبه بل انه يهيم بها ولكنه لربما يخشى ان تسرق الاضواء عنه . فعندما تكون مثقفة في مجتمع لا يتمتع بالحرية يعتبرها جريئة وقوية لدرجة الوقاحة ، يرنو اليها بطريقة مختلفة يعتبرها تنافي العادات وتخرج عن الطور .. ومهما ارتفعت درجة ثقافته ، لا يعترف بحقها في التفكير والمعرفة ، ولا يعترف بحقها في معرفة ما يدور حولها ، اذا تكلمت في السياسة اعتبرها مسترجلة لان السياسة ( حكرا للرجال ) على ان لها بيتها واولادها لا دخل لكِ في السياسة فانت امرأة !! واذا تكلمت في الحقوق والواجبات والمساواة كانت امرأة فوق العادة وتعدت خطوط الانوثة ـ لا تعرف كيف ومتى ستكون انثى !! المثقفة لها عينان ترى بهما الدنيا وهو لا يريدها الاّ ان ترى من خلال عينيه لانه مازال يعيش في ميراث المجتمع الذكوري والمرأة التقليدية . !!. وغالبا ، لا يهم الرجل الشرقي سوى ا لانوثة في المرأة مهما بلغت درجة ثقافته . واذا تكلمت بالفلسفة ، قال عنها انها تتقمص دور غيرها وتعيش في واقع غير واقعها ،تكون خيالية تعيش بعالم خاص لا يمت الى الواقع بصلة .. واذا برعت في فنون الطبخ وتفانت في خدمة بيتها واولادها فهي جاهلة وغير اجتماعية ولا تقارب مستوى البروتوكولات الاجتماعية والسهرات والندوات وغيرها ولا تلبي طموح الرجل الاجتماعية وقيمته في المجتمع . لقد احتارت واحتار دليلها معها فكيف تكون ؟؟؟ !!!
نقطة في غاية الاهمية ينبغي ان نلقي عليها الضوء جلياً وهي ، احيانا تكون المرأة المثقفة متسلطة ، وتحاول دائما ان تذكّر الرجل بانها مثقفة ،او بانها اعلى منه ذكاءً او شأناً وما الى ذلك ، وهذا خطأ فادح ، ان المرأة المثقفة فعلا هي التي تجعل زوجها لا يحس بهذا الذكاء او التفوق عليه ابداً فهي بذكائها وقوة شخصيتها تشعره انه هو السيد دائما ،،ً وهو المدير ،، وهو الطفل الاصغر المدلل ،، وهي من تعرف متى تتكلم وكيف تصنت اليه وما يريد وما لا يريد وما يحب وما يكره .. الانسان المثقف حقيقة ، متعة للعقل والروح كزوج او زوجة ،ولكن ، من يثمن ؟؟؟ ومن يحسن ادراك هذه المتعة !!! حقيقة ،،هناك شريحة من الرجال المثقفين يستمتعون بالمرأة المثقفة كفكر ، ويجيد ون غواءها ، وقد يتلاشى حتى الجنس وتتطاير تاءات التأنيث من الحوار بينهم ، ويبقى الحوار ممتع بجدليته بغض النظر عن الجنس ، تلك الجدلية التي يفتقدها الاثنان الغير مثقفين ثقافة تؤهلهم للجدل والطرح الراقي واستيعاب الاخر. وللاسف بعض السادة الرجال القوا على المرأة المثقفة عبأ مرارات الحياة الزوجية زيادة على الاعباء التي على عاتقها .. نعم يوجد ( وومن ـ و سوبر وومن ) السوبر من يمكن ان تملأ حياتكم بالورود والعطور ما لذ ّ وطاب من نعم الحياة المادية والمعنوية والوجدانية واساليبها الخاصة . علينا ان نتذكر ونحس ونعترف بما تحسه المرأة ايضا من الم حقيقي عند ارتباطها برجل جاهل وغير مثقف وغير واعي لمتطلباتها ، انه الالم الحقيقي الذي يتركز بانها تملك وفعلا تملك الكثير من القدرات العقلية والثراء العاطفي وكل ذلك بين يدي رجل لا يثمن ولا يقيم ،، نفس ما تشتري احدث جهاز هاتف جوال مثلا فيه جميع المواصفات ،، يتصل ، يصور ، فاكس ، كومبيوتر ، طابعة ، يطبخ ، ينفخ ، فيه فديو ، تلفزيون ، مسجل ، مكيف ،وهو لا يجيد غير الضغط على زرّين )off; on ) ...
على الرجلالمثقف ،،ان يبحث بين كل العيون عن تلك التي تتوقد ذكاءً وفطنة تلك التي تلمح مكنونات صدره دون ان يبوح بها وببريق عينيها يرى حبا ، سحرا ، طموحا ، جرأة ، وجمالا ً، فألمرأة ينبغي ان تكون كائنا ً متكاملا ً ،، ومهما بلغت من اوج نجاحها لم تخرج عن انوثتها ، وهروبها من كل الدنا اليه ،،انه ملاذها وامانها وقفصها الجميل الهادىء الدائم المنشود ، فهو يبقيها انثى رقيقة شفافة لها مهماتها الواضحة ، وهو ايضا العكس .. فالمرأة الذكية هي ما تثير في الرجلالمثقف تمرده ليكون الذكى لكونه الكائن المسيطر والاقوى بيولوجيا ً ،،وهو بالعكس ،،فانه قادر على بناء اسرة لا مثيل لها وحياة امنة لغده ولغدها ، لا ان يرى في ذكائها وثقافتها سيطرة ،،اعلم يا سيدي ـ ان الحياة مملكة مقسومة بينك وبينها فان تركت جزءا ً فيها بلا حاكم فتلقائيا ستتخذ هي دور الحاكم ، لذا لا تشكو نفسك الاً ّ لنفسك فانك انت من فعل بها هذا .. ومن المفروض ان يبحث الرجلالمثقف والواعي فعلا ،عن المرأة العصرية اي التي تجمع بين العلم والثقافة والوعي ، وفي الوقت نفسه تكون امرأة وانثى بنسبة مئة بالمئة ،،ـوهذا ما لا يتوفر في مجتمعنا لاسباب خارجة عن ارادة المرأة ،، ولكن على الرجل ان لا يطلب الكمال كله ،فالكمال لله وحده كما يقال ، ويكفي انه يجد فيها سندا متينا له في حياته وفي مماته من بعده وعقلا مخلصا وثقابا يمكن الرجوع اليه والاستعانة به ومشورته دون جهد وعناء ،، وميزة هذه المرأة انها واثقة من نفسها ، وهذه الثقة تنعكس على علاقتها بزوجها ايجابا بطبيعة الحال .. واخيرا ـ اود ان اشير الى ان ،، عصارة الثقافة في النهاية ،،هي الاخلاق قبل ان تكون مجموعة من العلوم والمعارف من منظور اخر ، والاخلاق مسألة جوهرية في الحياة تنبع منها كل المبادىء والقيم الانسانية الاخرى ،،وعلى الكل الالتزام بها وعلى الكل ان يعاقب ويؤنب اذا اخل بها وخرج عنها رجلا كان ام امرأة دون تمييز لجنس معين ...
ما هو مفهوم الثقافة ؟ ـ من هي المرأة المثقفة ؟ وهل يخشى الرجلالمثقف الاقتران بها ؟ ـ هل ان سلوك المرأة المثقفة سببا في تجنب الرجلالمثقف منها ؟ وهل انه يتجنبها فعلا ؟ ـ هل للمرأة المثقفة القدرة على كشف مناطق الضعف في شخصية الرجل ومن اجل هذا يتجنبها ؟ ـ هل الثقافةسبب في خلق ازمات نفسية واجتماعية في المجتمعات الشرقية ؟ ـ هل هناك فرق بين المثقف والمتعلم ؟ وهل يعني ان كل متعلم هو مثقفا ؟ ـ هل تستقيم الحياة الزوجية بين زوج مثقف وزوجة لا علاقة لها بالثقافة او زوجة مثقفة وزوج لا علاقة له بالثقافة ؟ ـ هل يعتبر التوافق الثقافي شرطا هاما لانجاح العلاقة الزوجية ؟ ـ هل يتحقق التكافؤ العلمي والثقافي من خلال التساوي بالشهادة العلمية الاكاديمية ام هناك مفهوم اخر للتكافؤ ؟ ـ هل تتمكن المرأة المثقفة من الغاء دور الرجلالمثقف في ادارة الاسرة ؟ ـ هل الشهادة العلمية تعني الشهادة الثقافية ايضا ؟ ـ هل يفترض ان يكون زواج المثقفين ناجحا ً ؟ كل هذه التساؤلات اود ان اسلط عليها ضوءاً بنفسجيا ،ً ولكن ا الاختلاف في الراي ارجو ان لا يفسد للود قضية كما يقالـ ـ ـ والتفاعل الصريح ـ وان لا تفسر ارائي على انها دعوة لتحريض النساء او الرجال .. وانما كشف الحقائق ووضع الاصابع على الوقائع بما فيه منفعة الطرفين ... الثقافة بمفهومها العلمي والمركز : هي الذاكرة الموروثة اجتماعيا ( الذاكرة الجماعية ) ، هذه الذاكرة تعبر عن نفسها في النظام والحدود والاعراف بشكلها الاجتماعي ، وهي تشكل طراز ونمط الحياة بشكلٍ عفوي وتلقائي وفقا للظروف والمواقف ـ وهي ليست موروثات اجتماعية فحسب بل انتاج للفكر الانساني ، ولذلك غالبا ما نرى ان هناك تناقض بين المثقفين ومجتمعهم لانهم يشكلون ثورة عليه في كثير من الاحيان لان من اهم صفاتهم القدرة على الحوار وتقبل الاخر ، لذلك نرى بان علاقة وزواج المثقف الحقيقي قادرة
على النجاح والاستمرار حتى لو تفوقت عليه الزوجة في مجالات شتى . والثقافة هي كل ما يطلع عليه الانسان من الافكار والعلوم والاخلاق والاداب وليصبح مميزا بين الاخرين بما يحمله وما ارتسخ في ذاكرته من معلومات . وهي هضم لمدارك و معلومات سابقة يستعملها الانسان كوسيلة للتخاطب مع الاخرين ليكون اجتماعيا ، لان الانسان قبل كل شئ مخلوق اجتماعي ، وان لم تكن لديه القدرة على التخاطب وعلى ان يكون مقبولا فليس هو بمثقف اطلاقا ولو كان يحمل اعلى الشهادات .. والشهادة العلمية لا تعني الثقافة، بل هي درجة يحصل عليها المرء للغوص في سوق الحياة العملية لاحقا ، فليس كل متعلم هو بمثقف، ولكن كل مثقف هو متعلم بطبيعة الحال ،فالمتعلم حاصل على شهادة جامعية ، او ادنى او اعلى ، فهو اكاديمي ان صح التعبير ، اذن الثقافة ليست تخصُص في مجال معين او جمع معلومات . فالثقافة هي ( النور الذي يشع في العقول والضمائر ، وهي يقظة للعقل والضمير الانساني ). انها الاحساس الذي يتفجر في اعماقنا اتجاه الحياة بكل ما فيها من اسرار وخفايا ... سئل احد الفلاسفة ـ كيف تختار زوجتك ؟ فاجاب : لا اريدها .. جميلة .. فيطمع فيها غيري ، ولا .. قبيحة ..تشمأز منها نفسي ، ولا .. طويلة .. فأرفع لها .. هامتي ولا .. قصيرة .. فأطأطئ لها رأسي ، ولا .. سمينة ..فتسد علي منافذ النسيم ولا هزيلة فأحسبها خيال ولا .. بيضاء .. مثل الشمع ولا .. سوداء .. مثل الشبح ولا .. جاهلة .. فلا تفهمني ولا . . متعلمة فتجادلني ولا .. غنية فتقول هذا مالي ولا .. فقيرة فيشقى من بعدها ولدي .. احترت في امري فمن ينصحني ؟؟؟ !! من الجدير بالذكر ،انه غالبا ما ينظر الرجل للمرأة في الوهلة الاولى بأعجاب وأنبهار مهما ارتقى به المستوى العلمي والثقافي، ويشتهي منا قشتها ويحاورها ، يعجب بها يحادثها يتمنى ان يراها ويجالسها ، وعندما تصبح على مقربة منه لأختيارها شريكة لحياته ، يحذفها من قائمة الخيارات ،اذ يهرب منها لكونها ناجحة ومشهورة ويعتقد انها ستكون نقمة عليه لا نعمة ، ، وهذا ليس لان عيب فيه ، لان الثقافة لم تكن في يوم من الايام عارٌ في شخصية الانسان ، ولكن لسببٍ فطري ، لربما ، او لتراكماتٍ تاريخية تجعله يخاف هذه المواصفات ولا يستطيع استيعاب او التكيف الى ثقافة زوجته وذكاؤها . ولربما لحب ِ السيطرة الذي بداخله يخاف ان تغلبه في الافكار والمعرفة .. فالمرأة من وجهة نظر بعضهم ،مهما علتْ وكبرت ،،هي امرأة ،،ويجب ان تقف في حدود علمها وثقافتها في مستوى ادنى من الرجل مهما كانت ثقافته ومستواه ، على ان ذكاؤها يتعدى على رجولته ولربما يخدشها ويكون منافسا لها ، ذلك من منطلق انه يجب ان لا تعرف المرأة اكثر من الرجل لانها ( امرأة ) !! بل لانه يعتبرها فقط عامل ترفيه وراحة لنفسه ، لا يريدها ان تتحدث بالسياسة او الاقتصاد او الثقافة بل في امور تريح عقله ونفسه وان تكون انيسة ماهرة له ، وتتحدث عن اشياء هي في الحقيقة تافهة لكنها فاصلة المنشط الذي يتوق اليه . فبعض الرجال يعتقد ان المرأة المثقفة تشكل
خطرا على الحياة الزوجية ، وعلى الأسرة واستقرارها عندما تباغته وتفهمه وتكون قادرة على التحاور والاستعانة بالمعلومات والخبرات ، لا يستلطفها ولا يشعر بانوثتها ويصفها بانها تهدد عرشه ومن الصعب عليه الاتفاق والتكيف معها كزوجة .. فغالبا ما تقلب المرأة المثقفة كيان الرجل فتبهره وتملأ قلبه وتشغفه وتثير فضوله وتدهشه وتأسر قلبه ، شخصيتها القوية تفرض حضورها العارم عليه ، وقد يعترف بسطوتها ظاهريا ، فهي تعجبه نعم ، وقد يقع في حبها بلا هوادة ،ويحس بنشوة اتجاهها لم يحسها من قبل لربما ، ولكنه يفكر الف الف مرة قبل ان يتزوجها على انها تصلح فقط للحب ولا تصلح للزواج ولربما لا يتقبلها حبيبة ايضا الاّ لفترة محددة . اذن لماذا يخشى الرجل الاقتراب من المثقفة وان اقترب فتثير لديه الحيرة والف الف سؤال !!! والرجل الشرقي يتجنبها لا لانها لا تعجبه بل انه يهيم بها ولكنه لربما يخشى ان تسرق الاضواء عنه . فعندما تكون مثقفة في مجتمع لا يتمتع بالحرية يعتبرها جريئة وقوية لدرجة الوقاحة ، يرنو اليها بطريقة مختلفة يعتبرها تنافي العادات وتخرج عن الطور .. ومهما ارتفعت درجة ثقافته ، لا يعترف بحقها في التفكير والمعرفة ، ولا يعترف بحقها في معرفة ما يدور حولها ، اذا تكلمت في السياسة اعتبرها مسترجلة لان السياسة ( حكرا للرجال ) على ان لها بيتها واولادها لا دخل لكِ في السياسة فانت امرأة !! واذا تكلمت في الحقوق والواجبات والمساواة كانت امرأة فوق العادة وتعدت خطوط الانوثة ـ لا تعرف كيف ومتى ستكون انثى !! المثقفة لها عينان ترى بهما الدنيا وهو لا يريدها الاّ ان ترى من خلال عينيه لانه مازال يعيش في ميراث المجتمع الذكوري والمرأة التقليدية . !!. وغالبا ، لا يهم الرجل الشرقي سوى ا لانوثة في المرأة مهما بلغت درجة ثقافته . واذا تكلمت بالفلسفة ، قال عنها انها تتقمص دور غيرها وتعيش في واقع غير واقعها ،تكون خيالية تعيش بعالم خاص لا يمت الى الواقع بصلة .. واذا برعت في فنون الطبخ وتفانت في خدمة بيتها واولادها فهي جاهلة وغير اجتماعية ولا تقارب مستوى البروتوكولات الاجتماعية والسهرات والندوات وغيرها ولا تلبي طموح الرجل الاجتماعية وقيمته في المجتمع . لقد احتارت واحتار دليلها معها فكيف تكون ؟؟؟ !!!
نقطة في غاية الاهمية ينبغي ان نلقي عليها الضوء جلياً وهي ، احيانا تكون المرأة المثقفة متسلطة ، وتحاول دائما ان تذكّر الرجل بانها مثقفة ،او بانها اعلى منه ذكاءً او شأناً وما الى ذلك ، وهذا خطأ فادح ، ان المرأة المثقفة فعلا هي التي تجعل زوجها لا يحس بهذا الذكاء او التفوق عليه ابداً فهي بذكائها وقوة شخصيتها تشعره انه هو السيد دائما ،،ً وهو المدير ،، وهو الطفل الاصغر المدلل ،، وهي من تعرف متى تتكلم وكيف تصنت اليه وما يريد وما لا يريد وما يحب وما يكره .. الانسان المثقف حقيقة ، متعة للعقل والروح كزوج او زوجة ،ولكن ، من يثمن ؟؟؟ ومن يحسن ادراك هذه المتعة !!! حقيقة ،،هناك شريحة من الرجال المثقفين يستمتعون بالمرأة المثقفة كفكر ، ويجيد ون غواءها ، وقد يتلاشى حتى الجنس وتتطاير تاءات التأنيث من الحوار بينهم ، ويبقى الحوار ممتع بجدليته بغض النظر عن الجنس ، تلك الجدلية التي يفتقدها الاثنان الغير مثقفين ثقافة تؤهلهم للجدل والطرح الراقي واستيعاب الاخر. وللاسف بعض السادة الرجال القوا على المرأة المثقفة عبأ مرارات الحياة الزوجية زيادة على الاعباء التي على عاتقها .. نعم يوجد ( وومن ـ و سوبر وومن ) السوبر من يمكن ان تملأ حياتكم بالورود والعطور ما لذ ّ وطاب من نعم الحياة المادية والمعنوية والوجدانية واساليبها الخاصة . علينا ان نتذكر ونحس ونعترف بما تحسه المرأة ايضا من الم حقيقي عند ارتباطها برجل جاهل وغير مثقف وغير واعي لمتطلباتها ، انه الالم الحقيقي الذي يتركز بانها تملك وفعلا تملك الكثير من القدرات العقلية والثراء العاطفي وكل ذلك بين يدي رجل لا يثمن ولا يقيم ،، نفس ما تشتري احدث جهاز هاتف جوال مثلا فيه جميع المواصفات ،، يتصل ، يصور ، فاكس ، كومبيوتر ، طابعة ، يطبخ ، ينفخ ، فيه فديو ، تلفزيون ، مسجل ، مكيف ،وهو لا يجيد غير الضغط على زرّين )off; on ) ...
على الرجلالمثقف ،،ان يبحث بين كل العيون عن تلك التي تتوقد ذكاءً وفطنة تلك التي تلمح مكنونات صدره دون ان يبوح بها وببريق عينيها يرى حبا ، سحرا ، طموحا ، جرأة ، وجمالا ً، فألمرأة ينبغي ان تكون كائنا ً متكاملا ً ،، ومهما بلغت من اوج نجاحها لم تخرج عن انوثتها ، وهروبها من كل الدنا اليه ،،انه ملاذها وامانها وقفصها الجميل الهادىء الدائم المنشود ، فهو يبقيها انثى رقيقة شفافة لها مهماتها الواضحة ، وهو ايضا العكس .. فالمرأة الذكية هي ما تثير في الرجلالمثقف تمرده ليكون الذكى لكونه الكائن المسيطر والاقوى بيولوجيا ً ،،وهو بالعكس ،،فانه قادر على بناء اسرة لا مثيل لها وحياة امنة لغده ولغدها ، لا ان يرى في ذكائها وثقافتها سيطرة ،،اعلم يا سيدي ـ ان الحياة مملكة مقسومة بينك وبينها فان تركت جزءا ً فيها بلا حاكم فتلقائيا ستتخذ هي دور الحاكم ، لذا لا تشكو نفسك الاً ّ لنفسك فانك انت من فعل بها هذا .. ومن المفروض ان يبحث الرجلالمثقف والواعي فعلا ،عن المرأة العصرية اي التي تجمع بين العلم والثقافة والوعي ، وفي الوقت نفسه تكون امرأة وانثى بنسبة مئة بالمئة ،،ـوهذا ما لا يتوفر في مجتمعنا لاسباب خارجة عن ارادة المرأة ،، ولكن على الرجل ان لا يطلب الكمال كله ،فالكمال لله وحده كما يقال ، ويكفي انه يجد فيها سندا متينا له في حياته وفي مماته من بعده وعقلا مخلصا وثقابا يمكن الرجوع اليه والاستعانة به ومشورته دون جهد وعناء ،، وميزة هذه المرأة انها واثقة من نفسها ، وهذه الثقة تنعكس على علاقتها بزوجها ايجابا بطبيعة الحال .. واخيرا ـ اود ان اشير الى ان ،، عصارة الثقافة في النهاية ،،هي الاخلاق قبل ان تكون مجموعة من العلوم والمعارف من منظور اخر ، والاخلاق مسألة جوهرية في الحياة تنبع منها كل المبادىء والقيم الانسانية الاخرى ،،وعلى الكل الالتزام بها وعلى الكل ان يعاقب ويؤنب اذا اخل بها وخرج عنها رجلا كان ام امرأة دون تمييز لجنس معين ...