"علي أصبح عمره 7 سنوات وتريد أمه أن تعوده على الصيام ، ولكن يدور بذهنها مجموعة من الأسئلة حول صيامه مثل هل عمره مناسب للصيام، وكيف أبدء معه الأمر وماهي العناصر الغذائية التي يجب أن أقدمها له عند الإفطار وغيرها من الاسئلة التي تدور في ذهن الكثير من الامهات التي يصوم أولادهم في هذا العام لأولمرة ". في البداية نوضح أنه عندما سئل ***** محمد بن صالح العثيمين عن صيام الصغار قال " أوجب الله الصيام أداء على كل مسلم مكلف قادر مقيم ، فأما الصغير الذي لم يبلغ فإن الصيام لا يجب عليه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رفع القلم عن ثلاثة : وذكر : الصبي حتى يبلغ ) ، ولكن يجب على وليه أن يأمره بالصيام إذا بلغ حدّاً يطيق الصيام فيه ؛ لأن ذلك من تأديبه وتمرينه على فعل أركان الإسلام ، ونرى بعض الناس ربما يترك أولاده فلا يأمرهم بصلاة ولا صوم وهذا غلط ، فإنه مسؤول عن ذلك بين يدي الله تبارك وتعالى ، وهم يزعمون أنهم لا يُصَوِّمون أولادهم شفقة عليهم ورحمة بهم ، والحقيقة أن الشفيق على أولاده والراحم لهم هو من يمرنهم على خصال الخير وفعل البر ، لا من يترك تأديبهم وتربيتهم تربية نافعة ". ومن جانبه يقول الدكتور عصام قربي أخصائي طب الاطفال أنه لا ينصح بالسماح للطفل الذي يقل عمره عن عشرة أعوام تقريباً بصيام شهر رمضان كاملاً، فالهدف من السماح للأطفال بالصيام هو التدرج معهم ليعتادوا على أداء الفروض والقيام بالعبادات وليس إسقاط الفريضة، خصوصاً عند الحديث عن أطفال السادسة والسابعة، فهم قد لا يجدون في أنفسهم القدرة على القيام بهذا الأمر، إلا أنهم يصرون على استكمال الصيام حتى لا يكونوا من "المفطرين"، لذا لا بد من توجيههم بشكل سليم، والسماح لهم بصيام بعض أيام الشهر. ومن وجهة نظره فإنه يمكن الاستعانة بالطريقة التي تسمى في بعض الدول "بصوم العصفورة" حيث يصوم الطفل من الفجر وحتى آذان الظهر، ليتناول الطعام والشراب طوال فترة ما قبل العصر، ومن ثم يستكمل الصيام حتى المغرب، ويجتمع مع أفراد العائلة وهو يشعر بأنه قد صام كالكبار، فيستحق الجلوس إلى المائدة الرمضانية. أما عن الأطفال ممن هم دون الخامسة من العمر فلا ينصح د. القربي بالسماح لهم بالصيام الكامل طوال ساعات النهار، بل التمهل حتى يبلغ عمراً يمكن له أن يصوم بعده بضعة أيام من الشهر المبارك، فنتجنب بذلك تعريض الطفل لعواقب صحية غير مأمونة. وعن كيفية تهيئة الأطفال للصيام تقول الدكتورة علياء أحمد أخصائية طب الأطفال أن الصيام عبادة روحانية ينبغي شرحها للأطفال؛ إذ إنه ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو كذلك تدريب على ضبط النفس وأداء الصلاة وفعل الخيرات، وكذلك السيطرة على الجسد والعقل. وبناءً على ذلك، ينبغي قبل الصيام للمرة الأولى أن يكون الطفل ناضجاً بقدر كافٍ يتيح له فهم هذه الغايات السامية. وعندما يشرع الأطفال في الصيام، ينبغي على الآباء أن يراقبوا بشكل صارم العادات الغذائية لأطفالهم بعد الإفطار؛ إذ ينبغي أن يكون النظام الغذائي للأطفال ــ شأنهم في ذلك شأن الكبار ــ متوازناً وصحياً، أي أن تتضمن قائمة الطعام مواد غذائية تحتوي على كربوهيدرات مركبة، والكثير من الألياف، وتوليفة متوازنة من البروتينات والدهون الصحية. وعن الأطعمة التي يجب أن يحتوى عليها غذاء الطفل الصائم، أكدت أخصائية التغذية نبيلة عزب، على أهمية العناية بتغذية الطفل الصائم في رمضان، "من خلال التركيز على تناول السكريات مثل التمر لمنح الطفل الطاقة، والبدء بالمشروبات الساخنة لتهيئة المعدة للطعام، والتقليل من الأطعمة الدسمة والمقليات والأطعمة التي تحتوي على كمية من الدهون، وتقسيم الوجبات من بعد الإفطار وحتى السحور إلى ثلاث أو أربع وجبات، وتناول الطفل على الإفطار التمر والشوربة، وبعد الإفطار بساعتين يتناول الطفل وجبة تشمل اللحوم والخضار، أما الساعة 12 ليلاً فيتناول الطفل سلطة فواكه وكوب عصير وتوضع المكسرات على الفاكهة لإضافة قيمة غذائية عالية، وتحفيزه على تناول السلطة لارتفاع قيمتها الغذائية وقطع دجاج مشوي، مع إضافة ذرة أو فاصوليا حمراء لتحقيق قيمة غذائية عالية، ويجب أن يحتوي السحور على النشويات والكالسيوم مثل الخبز والأرز والزبادي، وتناول خمس حبات تمر قبل الفجر". وأضافت عزب: "يجب التركيز على السوائل؛ لأنها مصدر الفيتامينات، والاهتمام بتناول الطفل للعصائر الطبيعية الطازجة والابتعاد نهائياً عن الأطعمة المعلبة، وعقب الإفطار لا ينصح بتناول كميات كبيرة من الماء حتى لا ترهق المعدة، ولا بد أن تراعي الأم التنوع في طريقة طهي الوجبات؛ حتى لا يمل الطفل، ويجب أن يتعلم الطفل من خلال الصيام السلوك الغذائي السليم والابتعاد عن الإسراف في تناول الطعام".