ينتظر الكثير من الآباء والأمهات بشغف مرحلة التدريب على استعمال القصرية أو النونية (وعاء خاص بالأطفال للتبوّل والتبرّز) كأحد مراحل تطور طفلهم والتوقف عن استخدام الحفاض إن لم يكن لأي سبب آخر. لكن يبدو أن القليل من الأمهات والآباء على استعداد لتقبل الفترة الزمنية التي قد يستغرقها هذا التدريب. صحيح أن بعض الأطفال يتعلمون في غضون أيام قليلة، إلا أن الكثير منهم يحتاج إلى عدة أشهر للتعلم. سيكون لديك أنت وطفلك فرصة أفضل للنجاح إذا تعرفت على أسس التدريب وتمكنت من إيضاح العملية جيداً لصغيرك.
قدّري مدى استعداد طفلك
يبدأ معظم الناس بتدريب أطفالهم في سنّ الثانية من العمر، إلا أن البعض منهم لا يكون على استعداد لتقبّل التدريب قبل عامهم الرابع. عليك إذاً مراقبة العلامات الصحيحة كتقليد عادات استخدام الكبار للحمام على سبيل المثال. ولا يجب أن تضغطي على طفلك للبدء قبل أن يكون مستعداً تماماً. من الأفضل مراجعة قائمة النقاط الأساسية التي توضح لك مدى استعداد طفلك.
اشتري الأدوات اللازمة للتدريب
يعني هذا في المقام الأول شراء قصرية (نونية) ذات حجم مناسب للأطفال أو مقعد حمام خاص يمكن وضعه فوق قاعدة التواليت العادية. مهما كان اختيارك، تأكدي من أن طفلك قادر على حفظ توازنه باستخدام قدميه للاستعانة بهما في الدفع أثناء التبرز أو التغوّط. قد ترغبين أيضاً في شراء كتاب توضيحي بالصور أو فيلم فيديو لطفلك كي تحفّزينه على عملية التدريب.
اجعلي طفلك يجلس على القصرية (النونية) بملابسه كاملة مرة يومياً- فليكن بعد وجبة الفطور الصباحية، أو قبل الاستحمام، أو في أي وقت آخر من اليوم يحتمل فيه أن يتبرّز. هذا سيعوّده على القصرية (النونية) وتقبلها كجزء من الروتين اليومي الخاص به. أما إذا لم يقبل الجلوس عليها، فلا بأس بذلك. لا تجبريه أبداً على ذلك أو تدفعيه بالقوة للجلوس عليها. ولا تفرضي الموضوع خاصة إذا أظهر الخوف منه. وفي كلتا الحالتين، يفضل وضع القصرية (النونية) بعيداً أو على الأقل وضعها جانباً لعدة أسابيع أخرى أو شهر أخر، ثم تكرار المحاولة بعد ذلك. لو أقبل على الجلوس عليها، فهذا شيء حسن. لكن في هذه المرحلة، لا تحاولي حتى شرح أسباب استخدامها لأن الهدف هو التعوّد عليها فقط. احرصي على وضع القصرية (النونية) دائماً في مكان مناسب. وبما أنه يمكن حملها، تستطيعين استخدامها في غرفة اللعب.
تخلصي من الحفاض
دعي طفلك يجلس على القصرية (النونية) بدون حفاض. عليك تعويده على فكرة الجلوس عليها بهذه الطريقة. والآن، يمكنك البدء بشرح ما يفعله ماما وبابا (وأي أخوة أو أخوات أكبر منه سناً) كل يوم. أوضحي له أن خلع الملابس قبل الجلوس في الحمام هو ما يفعله الكبار. إذا فهم الفكرة وقام بإخراج شيء، فهذا حسن. ولكن لا تضغطي عليه للقيام بالأمر. انتظري مرة أخرى حتى يكون مستعداً ويبدي لك رغبة واضحة في استخدام الحمام وحده.
اشرحي له المسألة
قد يساعد طفلك أن تدعيه يرى أين يذهب البراز الذي قام بإخراجه. في المرة المقبلة التي يقوم فيها بالإخراج في الحفاض، خذي طفلك إلى القصرية (النونية) واجعليه يجلس عليها ثم فرّغي الحفاض من تحته داخل القصرية (النونية) أو مقعد الحمام. من شأن ذلك أن يساعده على الربط بين الجلوس والتبرّز. بعد إفراغ محتويات القصرية (النونية) داخل مقعد الحمام الكبير، اتركيه يشدّ شطّاف الماء (السيفون أو الفلاش) إذا أراد ذلك (ولكن لا تجعليه يفعل ذلك إذا كان خائفاً) حتى يرى أين يذهب البراز. علّميه أن يرتدي ملابسه بنفسه ويغسل يديه بعد الانتهاء من عملية التبرّز.
شجعي طفلك على استخدام القصرية (النونية) كلما شعر بالحاجة إلى ذلك. لكن أكّدي له أن بإمكانه أن يطلب منك أيضاً إذا رغب في استخدامها، وأنك سوف تصطحبينه إلى الحمام كلما أراد. لو تستطيعين جعله يلعب ويجري في المكان أحياناً بدون حفاض (أو أي ملابس أخرى تحت منطقة الوسط)، مع وجود القصرية (النونية) في الجوار، بادري بالأمر. قولي له أن بإمكانه استخدامها كلما احتاج إليها، وذكّريه بين الحين والآخر أنها بالقرب منه لو أرادها.
اشتري بعض الملابس الداخلية التدريبية
قد ترغبين في تجريب الملابس الداخلية التدريبية. فبعض الأطفال يحبونها وتساعدهم كثيراً، بينما يعتقد الأطفال الآخرون أنها مجرد نوع آخر من الحفاضات، مما يفقدها قيمتها التدريبية. كما يتشّجع البعض الآخر عبر ارتداء الملابس الداخلية الحقيقية بدلاً من ذلك.
تعاملي مع "الانتكاسات" بحكمة
في واقع الأمر، يمر كل طفل بعدة حوادث قبل أن يصبح مدرباً تماماً سواء أثناء النهار أو الليل. لا تغضبي أو تعاقبي طفلك، ففي النهاية، لم تنضج عضلاته إلا مؤخراً بالصورة الكافية التي تسمح له بالسيطرة على المثانة أو إبقاء الشرج مغلقاً. سيستغرق إتقان تلك العملية وقتاً. عند وقوع حادثة من تلك الحوادث، نظّفي آثارها في هدوء واقترحي عليه استخدام القصرية (النونية) في المرة المقبلة.
ابدئي بالتدريب الليلي
حتى إذا كان طفلك جافاً ونظيفاً طوال النهار، قد يتطلب الأمر عدة أشهر أو عدة سنوات قبل أن يتمكن من التدريب الليلي ، فلا تتخلصي من جميع الحفاضات بعد. ففي هذا السن، لا يكون جسمه ناضجاً بالصورة الكافية التي تجعله يستيقظ أثناء الليل للذهاب إلى الحمام. بإمكانك التخفيف من ليالي البلل عبر منعه من شرب الكثير من السوائل قبل الخلود إلى النوم ليلاً، واطلبي منه أن يناديك ليلاً إذا استيقظ من النوم لمساعدته على الوصول إلى قصريته (نونيته). كما يمكنك أيضاً ترك القصرية (النونية) بالقرب من سريره في حال أراد استعمالها.
افرحي وهلّلي من السعادة-- لقد انتهيت من هذه المرحلة!
صدقي أو لا تصدقي، عندما يكون طفلك مستعداً لتعلم هذه المهارة الجديدة الخاصة بالكبار، فإنه سيتعلمها. إذا انتظرت حتى يكون مستعداً فعلاً، فإن العملية لن تكون مؤلمة كثيراً لأي منكما. سيتدرب في نهاية المطاف، ولن يكون عليك التفكير في الأمر بعد ذلك – أو على الأقل، لن تحتاجي للتفكير في الأمر حتى يأتي الطفل التالي.