من أهم القياسات التى يحرص أطباء الأطفال على متابعتها خلال أول عامين من عمر الطفل قياس محيط الرأس.
وأهميته، كما يوضح الدكتور وائل لطفي أستاذ طب الاطفال:
ترجع الي انه جزء رئيسي من الكشف الدوري للتأكد من إتمام عملية نمو الطفل بشكل طبيعي وفق متوسطات محددة تختلف من بلد لآخر,ومتابعة محيط رأس الطفل يساعد الطبيب علي تحديد ما إذا كان الطفل غير طبيعي, كما انها تساعد علي الحد من سوء استخدام الفحوصات كالاشعة والرنين المغناطيسي.. وتتم عملية القياس مع كل زيارات المتابعة الدورية للطبيب وكذلك مع ظهور أي شيء يستلزم الزيارة كالكدمة أو السقوط أو الحوادث التي تؤثر علي رأس الطفل, أما المواعيد الدورية للقياس فتبدأ عند الولادة ثم في الاسبوع الاول والتي يبدأ فيها معدل النمو في البطء وبعدها يتم القياس كل شهرين.
ويوضح الطبيب أنه إذا كان محيط رأس الطفل أصغر من المتوسط الطبيعي فإن ذلك يرجع لسببين:
إما صغر حجم المخ أو أن عظام الجمجمة لا تسمح للمخ أن يكبر نتيجة التحامها مبكرا, وعادة ما تكون عظام الجمجمة منفصلة علي هيئة خطوط منفصلة تلتقي في المنتصف ويقوم الدكتور بالكشف علي هذه الخطوط لمعرفة هل التحم أم لا وهل بشكل طبيعي أم لا. وبناء عليه نقرر عمل أشعة أو فحوصات للتعرف علي السبب.
أما إذا كان حجم الرأس أكبر من الحجم الطبيعي فإن هذا يرجع لعده أسباب وهي:
1 ـ مرض في التمثيل الغذائي يأتي بعد الولادة نتيجة لتراكم مواد غذائية لا يستطيع الجسم تمثيلها.
2 ـ نسيج المخ مكون من أوعية دموية وشرايين وأوردة وكذلك السائل المخي أو الشوكي. ويؤدي انقطاع دورة هذا السائل في المخ إلي تراكمه وبالتالي يكبر حجم الجمجمة.
3 ـ وفي حالة كبر حجم عظام الجمجمة نفسها فغالبا ما يكون ذلك بسبب لين العظام.
4 - أن يكون كبر الجمجمة وراثيا, فالوراثة لها دور رئيسي في جسم الطفل ومنها حجم الرأس, وهنا يكون الأمر مبررا وهي الأسباب غير المرضية.
5 ـ وأحيانا يكون كبر الحجم مستجدا كحادث سيارة مثلا, فنجد تجمعا دمويا تحت الجمجمة يؤدي لكبر حجم الرأس ويضغط عليه يشغل حجم المخ. وهنا تأتي أهمية دور الأم في إبلاغ الطبيب عن أي شيء مستحدث يتعرض له الطفل حتي يستطيع الطبيب معرفة إن كان شيئا مؤقتا أو دائما يحتاج لاستئصال.
وفي النهاية يؤكد الدكتور وائل لطفي أن كبر حجم الرأس لايدل علي ارتفاع معدل ذكاء الطفل كما يعتقد البعض.