البلوغ هو الفترة الممتدّة بين الطفولة والمراهقة، ترافقها تغيّرات جسمانية ونفسية وتتبدّل فيها نظرة الإنسان إلى العالم والأشخاص من حوله. وقد تصحبها تغيّرات في أنماط السلوك اليوميّ (اللبس والأكل واللعب) والعلاقات بالوالدين والأصدقاء والاهتمامات وحتى مواضيع الحديث. بعضهم يتساءل عن موقعه في العالم فيما بعضهم الآخر يواجه مشاكل اجتماعية ومشاكل في التواصل مع الآخرين. في شكل عام، تترافق مرحلة البلوغ مع أحاسيس غريبة وهذا أمر طبيعيّ.
يبدأ البلوغ عندما تبدأ الخصيتان بإفراز كميّات كبيرة من الهرمونات الجنسية. وتُدعى الهرمونات الذكوريّة هذه منشّطات الذكورة وأهمّها التستسترون. ينتج الذكور أيضاً كميات صغيرة من الهرمونات الأنثوية مثل الإستروجين لكنّ كمية الهرمونات الذكورية أكبر بكثير. وينشأ عن الإفرازات الهرمونية تغيّرات جسمانية وتطوّر في الشعور الجنسيّ وأنماط سلوكية معيّنة يتّسم بها الذكور.
يبدأ البلوغ عند الذكور في سنّ الـ13 تقريباً ويرافقه تغيّرات جسمانية ونفسية، من ضمنها:
- يزيد حجم القضيب والصفن وتصبح الخصيتان دقيقتين سريعتي التأثّر
- يحدث الانتصاب مرّات متكرّرة ويكتسب الصبيّ القدرة على القذف. فالقذف أولى علامات البلوغ عند الصبيّ. والقذف هو إطلاق السائل المنويّ (مزيج من المنيّ وسائل لزج يغذّي المنيّ) عبر القضيب نتيجة ممارسة العادة السريّة أو الاستثارة الذاتية، أي تهييج الشعور الجنسيّ بلمس الأعضاء التناسلية.
- قد يحدث الانتصاب أيضاً لاإرادياً أثناء النوم، وهو ما يعرف بالاحتلام أو القذف الليليّ، وهذا أمر طبيعيّ جداً
- قد يزيد حجم الثندُؤة (ثدي الرجل) مؤّقتاً وتصبح دقيقة سريعة التأثر
- ينمو شعر العانة وشعر الإبط
- يزيد الطول بسرعة وترافق الزيادة في الطول زيادة في الوزن
- تبدأ البثور بالظهور على سطح البشرة
- يصبح الصوت أكثر خشونة
- لا يبدأ نمو شعر الوجه في هذه المرحلة وإنّما في السنوات الـ3-5 التالية لها
يرافق التغيّرات هذه تطوّر في السلوك الجنسيّ، فتبدأ التخيّلات الجنسية وتخيّل الشريك المحتمل في العملية الجنسية وبعض التصرّفات الجنسية، وهذا أمر طبيعيّ ومتوقّع. وبرغم أنّ الشعور الجنسيّ شعور فطريّ في الإنسان فإنّ مستوى الدافع الجنسيّ والتعبير الجنسيّ يختلف بين شخص وآخر، فهو قويّ عند بعضهم وضعيف عند بعضهم الآخر. ولكن مهما كان مستوى الدافع الجنسيّ والتعبير الجنسيّ، هو ليس بالضرورة نهائيّ بل معرّض للتغيّر مع الوقت.
ما هي علامات البلوغ؟
- يتسارع معدّل النموّ ويزداد الطول بين عمر 13 و14 عاماً - يكبر حجم الأذنين واليدين والرجلين - يزداد حجم الخصيتين والصفن - تصبح الخصيتان دقيقتين سريعتي التأثر - يزداد حجم الثديّ (نعم الثديّ!) (مؤقّتاً) ويصبح دقيقاً سريع التأثّر - يحدث الانتصاب مرّات متكرّرة - القذف والاحتلام - تنمو العضلات ويزداد عرض الكتفين ويصبح الصوت أكثر خشونة - خمس مراحل لبلوغ الذكور
مراحل بلوغ الذكور
المرحلة الأولى: تكون الخصيتان والصفن والقضيب بالحجم نفسه تقريباً الذي كانت عليه في الطفولة. لا يبدأ نمو شعر العانة في هذه المرحلة.
المرحلة الثانية: يزداد حجم الخصيتين والصفن ويتغيّر مظهر الجلد في الصفن وملمسه، ويضرب لون جلد الصفن إلى الحمرة. ينمو شعر خفيف أملس طويل أو مجعّد قليلاً في أسفل القضيب.
المرحلة الثالثة: يزداد طول القضيب في مرحلة أولى ويزداد عرضه بعض الشيء. ويزداد حجم الخصيتين والصفن. يصبح شعر العانة داكناً وأكثر تجعّداً وخشونة وينتشر قليلاً متفرّقاً فوق ملتقى عظم العانة.
المرحلة الرابعة: يزداد القضيب طولاً وعرضاً وتتكوّن الحشفة. ويزداد حجم الخصيتين والصفن ويقتم لون جلد الصفن. يصبح الشعر شبيهاً بشعر البالغين لكنّ المنطقة التي يغطّيها أصغر. إذ لا يمتدّ الشعر حتى الجانب الوسطيّ من الفخذين.
المرحلة الخامسة: يكتمل نموّ الأعضاء التناسلية الخارجية من حيث الحجم والشكل ويتوقّف نموّها بعد بلوغ المرحلة 5. يصبح الشعر مماثلاً لشعر البالغين في كميّته ونوعه ويتوزّع في شكل مثلّث مقلوب ويمتدّ حتى الجانب الداخليّ من الفخذين.
الانتصاب الانتصاب وظيفة طبيعية تماماً في الذكور وبخاصة في الشبّان في مرحلة البلوغ.
ما هو الانتصاب؟ الانتصاب هو امتلاء القنوات في القضيب بالدم فيصبح القضيب قوياً وصلباً، ويزيد حجمه ويتمدّد خارجاً. وقد تنتهي عملية الانتصاب بمفردها أو بعد القذف: أي إطلاق السائل المنويّ عبر الإحليل، وهو فتحة صغيرة في رأس القضيب.
في بعض الأحيان يحدث القذف في الليل أثناء النوم (ويسمّى ذلك بالاحتلام أو القذف الليليّ)، ويتهيّج الشعور الجنسيّ وينتصب القضيب مرّات عدّة في مرحلة حركة العين السريعة (Rapid Eye Movement)، وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام.
ما العوامل المسبّبة للانتصاب؟ مع العلم بأنّ الاستثارة الجنسية هي قادح الزناد لحدوث الانتصاب، مثل مشاهدة برنامج تلفزيونيّ مثير أو التخيّلات الجنسية، من الممكن أن يحدث الانتصاب بلا سبب معيّن. لذلك إذا حدث الانتصاب في ظروف غريبة ومحرجة – كأن يحدث الانتصاب مثلاً أثناء حصّة تاريخ مضجرة جداً- لا داعي للقلق لأنّ ذلك أمر طبيعيّ في مرحلة البلوغ.
ما المعدّل الطبيعي لعدد مرّات الانتصاب؟ نظراً لأنّ كلّ شخص يختلف عن الآخر، من المستحيل تحديد "المعدّل الطبيعيّ" لعدد مرّات الانتصاب. ففي بعض الشباب يحدث الانتصاب مرّات عدّة في اليوم وفي بعضهم الآخر لا يحدث. وبما أنّ الهرمونات في الجسم تتأثّر بعوامل العمر والنضج الجنسيّ ومستوى النشاط وعدد ساعات النوم، فلا داعي للقلق في شأن عدد مرّات الانتصاب ما لم يكن ذلك مصدر ألم أو إزعاج. وإذا كانت لديك أية تساؤلات أو مخاوف، ننصحك باستشارة طبيبك فباستطاعته الإجابة عن أسئلتك وطمأنتك.
هل من الممكن تفادي الانتصاب المتكرّر؟ بما أنّ من غير الممكن التحكّم بالانتصاب، فلا مجال لتفاديه. وما لم تتمّ استثارة القضيب بالقدر الكافي حتى حدوث القذف، وحده الوقت كفيل بالتخفيف من تكرّر الانتصاب. فكلّما تقدّمت في مرحلة البلوغ تنتظم الإفرازات الهرمونية في جسمك وتقلّ وتيرة الانتصاب غير المتوقّع والاحتلام.
الاحتلام ما هو الاحتلام؟
عندما يبلغ الصبيّ الحلم، قد يستيقظ ذات صباح فيجد ملابسه الداخلية أو ملابس النوم مبلّلة بمادة لزجة. هذه المادة ليست بولاً ولكن ما هي؟ يسمّى ذلك بالاحتلام، وهو أمر طبيعيّ تماماً وإن كان محرجاً ومربكاً للشبّان في سنّ المراهقة. ويعرف الاحتلام أيضاً بالقذف الليليّ. والاحتلام هو خروج السائل المنويّ (السائل الذي تسبح فيه الحيوانات المنويّة) من القضيب خلال القذف أثناء النوم ويحدث في الغالب خلال الأحلام المصحوبة بصور جنسية.
متى يحدث الاحتلام؟ يبدأ الاحتلام خلال مرحلة البلوغ حينما ترتفع إفرازات هرمون التستسترون، أي الهرمون الذكوريّ الرئيسيّ، في الجسم.
كيف تتعامل مع الاحتلام؟ على الرّغم من أنّ بعض الشبّان قد يشعر بالحرج أو الذنب، لا مجال للتحكّم بالاحتلام إرادياً (أي لا يمكن منع حدوثه)- وجميع الشبّان تقريباً يختبرون ذلك في مرحلة ما من البلوغ وحتّى بعد بلوغهم سنّ الرشد.
هل حجم القضيب مدعاة للقلق؟
يختلف حجم القضيب وشكله ولونه اختلافاً كبيراً بين شخص وآخر، فهذه السمات وراثية مثلها مثل لون العينين ومقاس الرِجل ولا سبيل إلى تغييرها، لا بتمارين خاصة ولا بمكمّلات غذائية ولا بنظام غذائيّ خاص.
بدايةً وعلى الرّغم من أنّ القضيب قد يبدو قصيراً عند بعضهم وطويلاً عند بعضهم الآخر، ثمة مجموعة واسعة من الأحجام الطبيعية كما هي الحال بالنسبة إلى أي عضو من أعضاء الجسم. ويختلف شكل القضيب، شأنه شأن أي عضو آخر في الجسم الإنسان، في كلّ مرحلة من مراحل حياة الرجل. فمن الطبيعيّ أن يختلف مظهرك الخارجيّ في سنّ الـ16 عمّا كان عليه في سنّ الـ11.
يبدأ النموّ في الذكور في مراحل مختلفة بدءاً من سن الـ9 أو الـ10 وصولاً إلى سنّ الـ14 أو الـ15 (ومحتمل أن يستمرّ النمو إلى ما بعد ذلك). ويختلف ذلك كلّه من شخص إلى آخر ويتوقّف على سنّ البلوغ وعلى بداية تأثير الهرمونات.
لذلك إذا كنت قلقاً في شأن نموّك الجسميّ، لا تحاول أن تقارن نفسك بشقيقك الأكبر أو بصديقك المقرّب، لعلّهما في مرحلة نموّ مختلفة عنك. ومن المهمّ أن تتذكّر أنّ لا ضرر في أن تكون مختلفاً عن الآخرين. ونصيحتنا إليك في حال كانت لديك تساؤلات أو هواجس ما أن تتناقش في الأمر مع والديك أو تستشير طبيبك.
الرئيسية
