نوادر جحا الطريفة ================== من يخشى زوجته
• يقول جحا : كنت جالساً يوماً في مجلس أحد الحكام فقال لي: إني أريد أن اكافئك على ذكائك. فقلت له : أرجو أن تأمر بأن آخذ حماراً من كل رجل يخشى زوجته، فوافقني على طلبي. وبعد مضي عدة أيام مررت به وأنا أسوق قطيعاً من الحمير فاستوقفني وقال لي: من أين لك هذا ياجحا؟ فقلت له: لقد أخذت كل هذه الحمير من رجال يخشون نساءهم في أنحاء البلاد، وكان أعجب ما رأيت في رحلتي هذه امرأة لم أر مثل جمالها في حياتي ففوجئت به يقول: اخفض صوتك يا جحا فإن زوجتي بالقرب منا وأخشى أن تسمعنا فيحدث ما لا يُحمد عقباه، فعجبت من هذا الحاكم الجبان فقلت له: إذا كنت آخذ حماراً من كل إنسان يخشى زوجته فيجب أن آخذ كل حميرك.
حساب الجرة • كان الناس في بلدنا يختلفون في حساب أيام شهر رمضان فأردت أن اعتمد على نفسي في حساب أيام الشهر، فاشتريت جرة وكنت أضع حصاة في الجرة عقب مرور يوم من أيام الشهر وكان ابني الصغير يريد أن يعبث بالجرة فزججته وقلت له: إياك والاقتراب من الجرة. وأتاني بعض أهالي بلدتنا قبل نهاية الشهر وقد اختلفوا في عدد أيام الشهر وجاءوا ليحتكموا إلي فقلت لهم: انتظروا فإني سوف آتيكم بالخبر اليقين. فدخلت وأحضرت الجرة وعددت الحصى فبلغت مائة وعشرين فاستعظمت العدد وقلت لنفسي: لو صدقتهم بعدد الحصى لحسبوني أبله، لذلك سأقسم العدد إلى قسمين ثم خرجت وقلت لهم: هذا هو اليوم الستون من الشهر فضحكوا وتعجبوا لما قلته وقالوا: ومتىكان الشهر يزيد على ثلاثين يوماً؟ فقلت لهم : ما بالكم تهزأون ؟ لو قلت لكم الحقيقة على حساب الجرة لكان هذا اليوم هو اليوم المائة والعشرون من الشهر فاقنعوا بما قلت فإنه خير لكم.
أصل الأنذال • يسألني أحد الأنذال : هل الناس من أصل واحد ودم واحد؟ فأجبته مغتاظاً من حذلقته: لا بالطبع .. فإن منهم الأخيار الذين خلقوا من ماء دافق ومنهم الأنذال الذين خلقوا من ماء مهين فبهت وانصرف.
قفا جحا • كنت ماشياً في السوق يوماً فجاء رجل من خلفي وضربني على قفاي.. فالتفتُ إليه غاضباً وقلت له: ما هذا أيها الرجل: فقال: لا تؤاخذني يا سيدي فقد ظننتك صديقا لي اعتدت مداعبته بمثل ذلك ولكني أصررت على ألا اتركه وذهبنا إلى القاضي وعندما ذهبنا عرفت أن هذا الرجل من اصدقاء القاضي فلما سمع حكايتنا حكم بأن يدفع الرجل لي عشرة دراهم جزاء صفعي فاغتظت من هذا الحكم الظالم. فلما حان وقت الدفع اعتذر الرجل للقاضي بأنه ليس معه مال فأمره أن يذهب للبيت ليحضرها. فلما مضت مدة طويلة ولم يعد الرجل أدركت أن القاضي قد مكن الرجل من الهرب وبينما كان القاضي مشغولاً ببعض القضايا اقتربت منه وصفعته على قفاه فالتفت مذعوراً وقال: ما هذا يا جحا؟ فقلت له : لقد صفعني صاحبك صفعة كهذه وقد حكمت عليه بعشرة دراهم، ولكنه أبطأ وأنا مضطر للانصراف الآن، فإذا جاء فخذ أنت الدراهم!
جحا يفتي • سألني رجل : إن الكلب احتك بحائطي فكيف يطهر؟ فقلت له : يهدم ويبني سبع مرات. فقال : ولكنه الحائط الذي بين داري ودارك. فقلت : إذا كان الأمر كذلك ، فيكفي قليل من الماء ليطهر الحائط.
الجزاء العاجل • تسلط على أحد الثقلاء وكان دائم المضايقة لي حتى انه كسر عصاي العزيزة التي اتوكأ عليها فقلت له: اسأل الله أن يكسر رجلك كما كسرت عصاي، وسترى أثر ذلك قريباً، لا أدري بعد أربعين يوماً أم أربعين اسبوعاً فالله ـ سبحانه وتعالى ـ سيجازيك وهو المنتقم. فضحك الرجل وانصرف وما سار إلا بضع خطوات حتى زلقت قدمه وانكب على وجهه وكسرت ساقه فخاف عاجلاً فما هذا؟ فأجبته : إن هذا الجزاء الذي نلته هو جزاء ما أذيت غيري منذ أربعين يوماً، وأما ما فعلته معي فستجازى عليه بعد اربعين يوماً وتكسر ساقك الأخرى وتأتي زاحفاً إلي.
• كان صديقي الحاكم يشكو من تدخل زوجته الدائم في شئونه فأخذت أبصره بأن الرجل الذي يطيع زوجته رجل ضعيف. وبعد فترة دعاني الحاكم لأقضي وزوجتي عدة أيام في قصره فأرسلت زوجة الحاكم لزوجتي وقضت معها بعض الوقت. وفي مساء ذلك اليوم جلست أتسامر أنا وزوجتي فقالت لي: ألا ترى هذه البردعة الموضوعة إلى جانب الجدار؟ فقلت: بلى. فقالت: هاتها نلعب بها. فأحضرتها فطلبت أن اضعها على ظهري ثم قالت لي: دعني أركب على ظهرك فأخذت أجري في الحجرة وأنا أحملها على ظهري وفجأة وجدت الحاكم وزوجته يضحكان من هذا المنظر الغريب فأدركت أن هناك مؤامرة دبرتها زوجة الحاكم بالاتفاق مع زوجتي فقال لي الحاكم: ما هذا يا جحا؟ أتنصحني وأنت أحوج لنصيحتك؟. فقلت له محاولاً أن أرد هذه المؤامرة : الحمد لله لقد رأيت بنفسك ما أصابني بسبب مطاوعتي لامرأتي فلا تطع زوجتك أبداً فضحك الحاكم وباءت زوجته بالخيبة والفشل.
تناول الطعام • قال جحا لصديقه : ألا تؤمن بالتعاون في الحياة؟ فرد صديقه : نعم بكل تأكيد . فقال جحا : إذن سأعاونك في تناول الطعام في منزلك اليوم.
• اشترى جحا بعض البضاعة ووضعها في قفة على كتفه وركب حماره قاصداً بيته فقابله صديق وسأله بدهشة؟ لماذا لا تضع القفة أمامك على ظهر الحمار؟ فأجاب جحا بشهامة : إن حماري كما ترى متوعك بعض الشئ فحملت عنه القفة حتى لا يتعب.
• قال جحا لأمه : اخبزي . قالت : ليس لنا دقيق. قال : فاخبزي فطير. ===========================