بسم الله الرحمن الرحيم ------------------------------ أسباب غياب الحب بين الزوجين لقد شرع الله عز وجل الزواج لراحة الإنسان واستقراره، فضبطه بالحقوق والواجبات، وحصنه بالتقوى، وجمله بالخلق الفاضل، وحفظه بالذرية الصالحة حتى يؤتي ثماره اليافعة من إقامة الأسرة المسلمة والمجتمع الصالح، فإذا فقد أحد أركانه وأعمدته الأساسية فإنه سوف ينهار ويحطّم الفرد والأسرة والمجتمع، وعند غياب الوعي بفقه العلاقة الزوجية، ومعانيها السامية،تكثر الخلافات التي قد تنتهي إما إلى الطلاق أو استمرارها بالخلافات التي تؤثر على الزوجين وأبنائهم بشكل سلبي يهز شخصياتهم، ويدمر نفسياتهم. وكثرة الخلافات والمشاكل تسبب فتور المشاعر العاطفية بين الزوجين،وغياب الحب أو زواله، ولهذا بعض الأسباب منها: 1- هناك خلط في فهم بعض المعاني مثل الشهوة والحب، فكثير من الأزواج يعتقدون أن قضاء الشهوة الجنسية هي الحب بين الزوجين، بينما الحب يتضمن مشاعرمتداخلة من الرحمة والمودة والتضحية والبذل والعطاء والإيثار والإخلاص والوفاء،وقضاء الشهوة هي تصريف طبيعي لطاقة مخزنة في الجسم الإنساني، لذلك كثير من الأزواج يشعر بالسعادة في سنته الأولى بسبب قوة الشهوة وتوهجها، ولكن الحب الحقيقي هو الذي يبقي ويتولد مع الأيام من حسن المعاملة والعشرة الطيبة. 2- كلنا نردد أن الحياة الزوجية شركة بين طرفين، بينهما حقوق وواجبات مترتبة على كل طرف منهما، ولكن لو تأملنا قليلاً لوجدنا أن كثيراً من الأزواج يطالب الزوجة بكل حقوقه، وهو مقصر في إعطائها حقوقها، أو قد يكون العكس تطالب الزوجة بكل حقوقها وهي مقصرة في أداء واجباتها نحوه، وهنا يدب الخلاف بينهما، لأن كل واحد منهما يريد أن يأخذ حقه كاملاً، ومع التقصير من أحدهما أوكلاهما ومرور السنوات تتأزم الخلافات بينهما ويقسو القلب، وتتجمد العواطف ، وتمتلئ القلوب كمداً وغيظاً، لأنها مثقلة بالألم من الطرف الآخر لأنه لا يرد بالمثل أوأفضل مما أخذ. 3- عندما تتزوج المرأة الرجل أو العكس ، فإن كل واحدٍ منهما يبني تصوره عن الحياة المقبلة من خلال الوعود والأماني التي يعدها كل طرف للآخر ، فمثلاً تعيش الزوجة معه في انتظار تحقيق هذه الحياة السعيدة التي وعدت بها.. فتمضي الأيام .. والسنوات .. فلا تجدها ، فتنقلب الأحلام والأماني والوعود إلى أوهام وخداع وكلام فتصطدم فيه وفي حياتها معه ، فيخف حبها له أو قد يزول هذا الحب نهائياً إذا كانت تعيسة معه لأنه خيب آمالها وكذب عليها. 4- يعتقد البعض من الأزواج أو الزوجات أن عدم بوح أحدهما للآخر بمشاعره ومكنونات قلبه من حب وشوق وهيام قد يقلل من حبهما لبعض.. وفي اعتقادي أن أي زوج أو زوجة يسعد بسماع كلمات الغزل . وعدم بوح أحدهما للآخر لا يعني موت هذا الحب أو اختفاءه وإنما يصيب العلاقة الزوجية نوع من الملل والفتور والرتابة ، وسماع كلمات الحب والشوق يجدد الحب والشوق بينهما ، ويزيد من السعادة والسرور بينهما.