الاهتمام بشباب البشرة من الأمور الأساسيّة في حياة امرأة اليوم، لأنه أصبح يشكلّ جزءاً من أسلوب العيش، وضعت قوانينه التغيرات التي طرأت على ثقافة العصر التي تقدس الشباب والجمال. هذا عدا ان المرأة لم تعد تقدم على الزواج قبل سن الخامسة والعشرين في معدل وسط، والسبب هو الرغبة في إكمال الدراسة الجامعيّة عموماً ودخول معترك العمل، لذلك قد يحتاج البعض منهن الى قليل من الدعائم الجمالية في يوم زفافها على الأقل. وبعد ان تصبح زوجة وأمّاً عاملة تولي إطلالتها أهمية كبرى بهدف التفاعل بثقة مع محيطها. من هنا تأتي البرامج التجميليّة والتقنيات الحديثة كمكمّل يمنحها فرصة التلاعب بعقارب الزمن، لتعيده في غضون دقائق الى الوراء دون ألم يذكر أو من دون الاضطرار للتغيّب عن مسؤولياتها. يقول الدكتور شادي فضول، الاختصاصيّ في الطب التجميليّ، ان المرأة أصبحت تأتي الى العيادة وهي مدركة تماماً ما تريده، والأمر اللافت أنها في الآونة الأخيرة أصبحت أكثر ميلاً الى تبني المظهر الطبيعي، واختبار التقنيات التجميلية في سن صغيرة، كنهج وقائي يبقي بشرتها فتية، لتشع نضارة واشراقاً. ويتابع ان الطب التجميلي انتقل من مبدأ معالجة الشوائب التي تصيب البشرة الى مرحلة استباق حدوث أي خلل فيها، باستخدام التقنيات الحديثة التي تهدف الى إزالة التجاعيد مثلاً وقطع الطريق أمامها كي لا تصبح عميقة مع مرور الزمن، مما يصعب إزالتها فلا يمكن ذلك إلا بواسطة تقنيات قاسية وخطوات جذرية. في هذا الاطار يبرز دور الحقن بمادة البوتوكس. ويؤكد الدكتور فضّول انه يبقى الإجراء الأكثر شيوعاً بين السيّدات، بسبب النتائج المذهلة التي أظهرها على مرّ السنين. وخزات بسيطة من هذه المادة في العضل في أجزاء معينة من الوجه تمنع العصب المرسل من إيصال معلومات التقلّص الى الدماغ، فيمتنع الأخير عن ترجمة ردّة الفعل الطبيعيّة ويبقى العضل في حالة ارتخاء لمدة تتراوح بين 4 و6 أشهر، تمحى على اثرها التجاعيد التعبيريّة القاسيّة. وقد أصبح الأطباء متمرسين بشكل كاف يسمح لهم بالتحّكم في كثافة المادة فلا تبدو الملامح جامدة والطلة غير طبيعيّة. وهذه الحقن تستخدم حالياً كعلاج للعديد من المشاكل الجماليّة، لرفع الأنف وإزالة انكماش الجلد عند جانبيه، يسمح أيضاً بشدّ الترّهل البسيط في منطقة العنق، يفيد في رفع زاويتي الفمّ ورفع الخدود. ويشير فضّول أيضا الى أن إعادة قولبة الوجه أمر مطلوب بكثرة، خصوصاً ردم التجويفات عند مستوى الخديّن. ويقول:«الاتجاه الحالي يقوم على حقن مواد قابلة للتلاشي تماماً في غضون أشهر، معظمها آمن وسليم لأنها مركّزة من مادة حمض الهيالورنيك وهو كناية عن مركّب من السكريّات يتوافر أصلاً بشكل طبيعيّ في الجسم. ويتمّ حالياّ تصنيعه في المختبرات الطبيّة. ويتميّز حمض الهيالورونيك بقدرته الهائلة على تخزين الماء بنسبة تفوق وزنه 1000 مرّة، مما يمكّنه من ملء التجاعيد العميقة ورفعها لتصبح بمستوى البشرة. وهو فعّال جدّاً فيما يخص التجاعيد المحيطة بالفمّ، التي تظهر بشكل فاضح عند المدخنّات، على وجه الخصوص. وهو يساعد أيضاً على تصحيح شكل الأنف عن طريق ردم التجويفات ليصبح مستقيماً وغير نافر، مع العلم ان الأطباء يلجأون إليه أيضا بهدف تصحيح شوائب صغيرة قد تظهر لاحقا بعد العمليات الجراحيّة، أو في إعادة التوازن الى قسمات الوجه، خصوصاً عند منطقة الذقن بدفعه قليلاً الى الأمام عن طريق زيادة حجمه». ويضيف:«تتوافر حالياً في الأسواق منتجات عديدة من مركّب حمض الهيالورونيك والتي قد تختلف في الأسماء الاّ أنها تتشابه في التركيبة، منها «جوفيديرم»، «ريستالين»، «فولوما» و«سورجيديرم»، وهي بمعظمها حائزة موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركيّة FDA. ومن حسنات هذه المنتجات أن نتائجها فوريّة، تسبب توّرما طفيفا يزول في غضون يومين أو ثلاثة على أكثر تقدير». ويتابع فضوّل قائلا «ان الجيل الأوّل من هذه المنتجات كان يصمد ستة أشهر فقط، اما المركبّات الجديدة فهي تدوم أكثر من 18 شهرا». ولتحسين نسيج البشرة، ينصح بتقنيّة الحقن الوظيفي المعروفة بـ«ميزوثيرابي»، اذ يتمّ حقن البشرة بمزيج من العناصر المغذّية والرادمة للتجاعيد، هي مزيج من الفيتامينات إي واي، وسي وكاي وغيرها. بعضها يساعد في عملية توسيع الأوعية، مما يسمح بوصول الأوكسجين الى الخلايا، والبعض الآخر يعمل على ابطال مفعول الجذريات الطليقة وتحفيز عملية انتاج الكولاجين، ومنها أيضا ما يكبح عمل الميلانين المسبب لتصبغات الجلد. كما تعمل المعادن والأملاح الأمينيّة على اعادة بناء بروتينات نسيج البشرة وتنظيم نشاط الأنزيمات. وتتوافر تقنيات عدة في عملية التطبيق واستخدام الكمية المناسبة، لكن عموما يحقن المزيج في سطح البشرة، فتحصل المرأة بعدها على نتائج فورية، إذ تصبح البشرة زهريّة تشّع نضارة وشباباً، خصوصاً إذا أدخل حمض الهيالوروينيك ضمن التركيبة. مدة العلاج تكون عادة جلسة واحدة كلّ أسبوع طوال شهر. وللمحافظة على النتيجة يعاد الحقن بعد مرور 3 أشهر. وتستعمل هذه التقنيّة أيضا في الحدّ من تساقط الشعر عن طريق حقن فروة الرأس بالفيتامينات والأملاح المعدنيّة المنشطة لبصلة الشعر. بالنسبة للمرأة التي تعاني اللطخات الداكنة والعدّة الورديّة ومسامات بشرة واسعة فإنه ينصح بجلسات الومض الضوئي القويّ Intense Pulse Light (IPL)، وذلك بالخضوع لخمس أو ست جلسات بفاصل أسبوعين بين الجلسة والأخرى. أمّا الليزر المجزأ كنوع «فراكسيل»، فيعطي نتائج جيّدة تنعكس على البشرة، بحيث يساعد على التجانس ويزيل التجاعيد. ويخترق شعاع الليزر سطح الجلد ويرفع من حرارة الطبقة الداخليّة فينشط إنتاج الكولاجين، وتكون النتيجة شد البشرة التي تكتسب نضارة وشبابا، وذلك بعد ثلاث أو أربع جلسات بفاصل شهر واحد بين الجلسة والأخرى. وتعمل جميع هذه التقنيات، بشكل متناغم ومتكامل، ولا تلغي اللجوء الى الجراحة التجميليّة إنما تؤخرها لسنوات عديدة. ويبقى التشديد على وجوب اختيار طبيب معالج متخصص في الطبّ التجميليّ يتمتع بمهارة عالية خصوصاً في تقنيات الحقن.