قد تكون هذه مقولة غريبة جدا على كل من يتبع نظاما غذائيا لإنقاص وزنه. ولكن الغريب هو أن الدهون النافعة وهي دهون أوميجا 3 وأوميجا6 تكون ضرورية جدا للجسم ويؤدي نقصها لزيادة الوزن، كما يؤدي اتباع نظام غذائي لا يحرم الجسم هذه الدهون النافعة إلى تحقيق الوزن المثالي مع الانتباه إلى العادات الخاطئة التي تعيق هذا النظام.
الخلايا الدهنية البيضاء والخلايا الدهنية البنية :- لا تتساوى الخلايا الدهنية في وظائفها بل توجد الخلايا الدهنية البيضاء وهي تلك الانواع التي تقوم وظيفتها على تخزين الطاقة وعزلها وهي توجد تحت الجلد مباشرة وخاصة حول الأرداف والفخذين وعلى البطن وتمثل 90% من الدهون الموجودة بالجسم. أما الخلايا الدهنية البنية فهي التي توجد بشكل أعمق في الجسم حول العمود الفقري وحول أعضاء الجسم الداخلية ووظيفتها هي عمل نظام استخدام واستهلاك للطاقة المخزنة فهي تحول السعرات الحرارية إلى حرارة. وهي بذلك تمدنا بمصدر للطاقة مستخدمة الدهون التي نتناولها.
التقدم في السن والدهون
إن توزيع الدهون البنية والدهون البيضاء في أجسادنا هو نظام يتحدد بواسطة الجينات، ولكن نسبة الدهون البيضاء إلى الدهون البنية تتغير بالتقدم في العمر. فالخلايا البنية يتناقص عددها كلما تقدمنا في العمر بينما يزداد عدد الخلايا البيضاء. وهذا يفسر ميل الجسم إلى الزيادة الثابتة في الوزن كلما تقدمنا في العمر. فعندما ننقص من أوزاننا فإننا نقلل من كل من الخلايا الدهنية البنية والبيضاء معا. أما عندما نكتسب وزنا فإن الخلايا البيضاء فقط هي التي تزداد. كيف نحول أجسادنا من تخزين الدهون إلى حرق الدهون؟
إن من يعانون من زيادة الوزن تميل أجسادهم إلى تحويل السعرات الحرارية الزائدة إلى دهون مخزونة (خلايا دهنية بيضاء) بدلا من تحويلها إلي طاقة (عن طريق الخلايا البنية). فالنتيجة هنا هي استغلال غير كفء للمواد الغذائية يتضمن التعب وشعور بالبرودة والعرض الأكبر هنا هو زيادة الوزن. ولكن عندما تستقبل الخلايا الدهنية إشارات المخ الملائمة فإن السعرات الحرارية الزائدة تستهلك وتتحول إلى حرارة وطاقة ولكن عندما لا تكون الخلايا الدهنية البنية غير فعالة أوغير كافية فإن السعرات الحرارية تتحول تلقائيا إلى دهون بيضاء وتتخزن ويزداد الوزن ولكي نعالج أنفسنا يمكن اتباع العلاج بإحدى الطرق التالية.
1) الكارنيتين (حارق الدهون): قادت الأبحاث في الأربعينيات العلماء إلى تصنيف الكارنيتين كعضو من عائلة فيتامين (ب) المركب وأطلق عليه اسم فيتامين (bt). وتعني كلمة فيتامين أنه مركب لا يستطيع الجسم تكوينه بمفرده. لذا يعتمد الجسم في الحصول عليه من الوجبات الغذائية. ولكن في الحقيقة الكارنيتن ينتجه الجسم ولهذا فهو يعتبر مادة غذائية غير فيتامينية ترتبط بشدة بالأحماض الأمينية (البروتينيات). ولقد وصف براين ليبوفيتز الخاصية الحارقة للدهون للكارنيتين في كتابة (الكارنيتين ظاهرة ال (bt) بالوصف الآتي: ( أن الكارنيتين هو المكوك الذي يحمل الدهون إلى أفران الجسم لكي تحترق) وله ثلاثة أدوار علاجية تتلخص فيما يلي: 1) تدعيم الطاقة الحرارية والوظائف المختلفة للجسم. 2) تحسين كفاءة العضلات وقوتها. 3) تطبيقه في التحكم في الوزن. ويتوقف معدل حرق الجسم للدهون على قابلية الكارنيتين لتحويل الدهون لطاقة. تناول الدهون المحتوية على البروستوجلاندين قد يبدو ذلك نوع من التناقص وهو تناول الدهون من أجل تخفيض الوزن ولكن تخفيض الوزن يمكن تحقيقه بتناول دهون كالبروستوجلاندين. فالكثير ممن يعانون من زيادة الوزن لديهم في أجسادهم نسبة من الدهون البنية منتشرة وموزعة خلال الأعضاء والعمود الفقري ولكن مشكلتهم هي مدى كفاءة هذه الدهون البنية ومعدل نشاطها. فكفاءة هذه الدهون البنية تتوقف على مواد معينة تسمّى البرستوجلاندينات (pgs) وهى كيماويات قوية تشبه الهرمونات وتعمل على تنظيم نشاط خلايا الجسم وهي تزيد على 30 نوعا مختلفا وكلها قصيرة الأمد ولكل منها وظيفة موحدة. وهي أيضا مصنوعة من الأحماض الدهنية الأساسية (efs) وهي تتواجد في الأحماض الدهنية الأساسية المصنفة تحت أنواع أوميجا(3) وأوميجا(6). وظائف البروستوجلاندين 1 تحد من الجلطات الدموية وبهذا تقل احتمالات مخاطر أمراض القلب والسكتات الدماغية. 2 تقلل مقاومة الأنسولين مما يساعد على التحكم في سكر الدم. 3 تعمل كمضاد طبيعي للتورم ولذا تكون لها قيمة خاصة في حالات الالتهاب وما يصاحبها من أمراض. 4 تحسن من كفاءة الجهاز المناعي. 5 تعمل كمدر للبول بإزالة الصوديوم (الملح) والسوائل الزائدة بواسطة الكليتين. 6 تحسن من الدورة الدموية وتحد من مشكلات ضغط الدم المرتفع والتشنجات والاختناق الصدري وتشنج العضلات بسبب كثرة الاستعمال. 7 تساعد على تنظيم الجسم للكالسيوم. معوقات وظائف البروستوجلاندينات للأسف الشديد فإن إنتاج البروستوجلاندينات من زيوت أوميجا (3) وأوميجا (6) لا تعمل دائما بكفاءة حيث ان هناك عوامل كثيرة تتدخل للحد من هذه الكفاءة وأحيانا يتوقف عملها تماما وهذه العوامل هي: 1 الوجبات عالية السكريات. 2 النقص في عنصر الزنك والكروم في الغذاء. 3 نقص المناعة والعدوى الدائمة بالأمراض. 4 كبر السن. 5 الوجبات المحتواة على نسبة عالية من الدهون عالية التشبّع. 6 مرض السكري. 7 الأطعمة المقلية. 8 تعاطي الكحول. 9 تناول الوجبات الغنية بالدهون المحولة (كالسمن الصناعي والزيوت المهدرجة). 10 الزيوت المطهوة (المعالجة). 11 الوجبات عالية الكولسترول مثل البيض ومنتجات الألبان واللحوم الحمراء. ونتيجة احد أو مجموع هذه العوامل هو الحد من أو إعاقة تحول الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة في أوميجا 3، أو أوميجا6 إلى بروستوجلاندينات تقوم بالوظائف الحيوية السابق توضيحها. ما هو الحل إذن؟ الحل هو التغيير من أسلوب الحياة وأسلوب الغذاء، فهذه هي الإجابة المثلى وتأتي في المقام الأول. أما تناول فيتامينات ومواد مساعدة تحتوي على هذه المواد فيأتي في المرحلة الثانية. فالبداية هي أن نبدأ بتغيير طريقة تعامل أجسادنا مع الدهون فنجعلها تحولها إلى طاقة بدلا من تحويلها إلى دهون بيضاء أي تغيير نظام التمثيل الغذائي. وهو لن يتغير إلا بتغير أسلوب الطهو وأسلوب تناول الغذاء وأنواع الدهون التي اعتدنا عليها وإلا سيبقى الحال على ما هو عليه. وبالنظر إلى البند رقم 11 سنجد أننا من السهل تغييره بأيدينا، حيث يكون تناول اللحوم الحمراء والبيض والألبان بالنسبة للكثير من الناس في غذائهم هو أمر روتيني دائم يومي بدون أن نشعر. حتى أن مكونات هذه الأغذية قد تدخل في تركيب أغذية أخرى مثل الحلويات التي تحتوي على البيض الداخل في تصنيع الكيك كما يدخل اللبن الدسم والقشدة في تصنيع الكريمة التي تزين بها الحلويات. وهكذا يمكننا اكتشاف أكثر من ذلك كلما دققنا فيما نتناوله ومن هنا يبدأ التغيير الفعلي. فنحن السبب الأساسي في إعاقة ما قد يفيدنا، ولكن المهم هو أن ندرك ونبدأ التغيير الفعلي فورا.