أن تكوني أم متفرغة، فأنت تقومين بأعظم الأعمال على الإطلاق، فقد عظّم الله الأم وجعل الجنة تحت قدميها، فلا تعتقدي – عزيزتي الأم – أن دورك محدد بإنجاز الأعمال المنزلية والاهتمام بأطفالك، بل دورك أسمى من ذلك بكثير. فعندما يوجّه لك ذلك السؤال من أي شخص .. ماذا تعملين؟ قولي بكل ثقة: أعمل أمّا متفرغة لأولادي، فمهنة الأم المتفرغة لبيتها وتربية أولادها ليست بالشيء المهين، أو الذي يجعلك تشعرين بالخجل.
فعلى الرغمن من أن معظم السيدات العاملات هن في الأصل أمهات، ويستطعن الموازنة بين العمل والبيت والأولاد، وهذا شيء عظيم، ولكن تخليك عن فرصتك في العمل لتتفرغي لبيتك وتربية أولادك شيء أعظم، فلا تشعري أبدا بأنك مهملة أو أنت لست محل تقدير المجتمع، بل يجب أن تتأكدي أنك تحملين رسالة عظيمة، وعليك أن تؤديها على أكمل وجه. لاتجعلي روتين حياتك اليومية يشعرك بالاكتئاب، فأنت تستطيعين كسر هذا الروتين، وليس من الضروري أن تقومي بالأعمال نفسها يومياً، فمثلاً حددي لنفسك أياماً معينة في الأسبوع لتنظيف البيت، اجعلي دخول مطبخك متعتك الخاصة في الابتكار والتجديد، ويمكنك الاستعانة بالمطبخ الشرقي والإيطالي والأمريكي والهندي في تغيير الروتين اليومي على مائدة طعامك، وبذلك ستشعرين أن مذاق طعامك كل يوم مختلف عن اليوم السابق. وإذا كنت لا تجيدين فن الطهي، فيمكنك تعليم نفسك بنفسك بقراءة كتب الطهي المتخصصة، وهذا لن يأخذ من وقتك الكثير، بل سيحوز على أعجاب زوجك وأولادك. خصصي وقتاً لممارسة هواياتك، فإذا كنت من هواة الرسم، ارسمي ما تشائين وإن حاز على إعجابك، ضعيه في براويز وعلقيه في غرفة المعيشة، فهذا سيمنحك شعورا بالرضا أمام نفسك. لا تستسلمي فتهملين في نفسك وتقولين "ما الداعي فأنا في البيت"؟! أرفضي ذلك وقاومية، اهتمي بنفسك وارتدي ملابس جديدة وأنيقة لتجعلي وقت انتظارك لزوجك وأولادك موعد لقاء، فهذا سينعكس على زوجك وأولادك ويشيع جواً مليئاً بالبهجة والسعادة في البيت، ولتعزيز هذا الشعور بالبهجة والسعادة احرصي على وضع الزهور في أرجاء البيت. خصصي لنفسك ساعة يوميا لممارسة رياضة المشي، فهذا سيفيدك ويبعد عنك التوتر بعد عناء اليوم الشاق. حاولي دائماً تعلم شيء جديد ومفيد، تعلمي لغة جديدة، تعمقي أكثر في تعلم الكمبيوتر، فكل شيء تتعلمينه سيضاف إلى رصيد ثقافتك وسيعود بالنفع على أطفالك وسلوكهم، لأنك المؤثر الرئيسي في حياتهم.
• ومن المهم أن تجعلي تربية أولادك هدفا ساميا تريدين تحقيقه وليس روتينا يومي مقتصرا على الاهتمام بأكلهم وشربهم وملبسهم.
((ليصلك كل جديدأرسل الرقم 1 الى - 81428 للإتصالاتالسعودية - 601428 لموبايلي - 701428 زين)) خصصي وقت للعب معهم، للتحدث معهم، لتنمية ذكائهم، واعلمي أن الوقت الذي تمضيه معهم اثمن وأغلى وقت، فاستثمري هذا الوقت للتقرب منهم ومحاولة فهمهم، ولاتجعلي بينك وبينهم فجوة تؤثر على علاقتك بهم، ففي المستقبل أنت التي ستشتاقين لهم وتتمنين أن تقضي معهم بعض الوقت! كوني شجاعة وتحدث إلى نفسك لتعلمي أنك تقومين بأعظم عمل وهو بناء حياة أولادك وشخصياتهم لتجعليهم في المستقبل قادرين على مواجهة الحياة. اعلمي أن كل يوم جديد هو بداية جديدة، وأنك لست على هامش الحياة، بل أنت أساس الحياة، واعملي دائماً على أن تكوني سعيدة.