ما الذي تصنَعُه مع الطفل وقد أقسمَ اللهُ به ووالدٍ وما ولد (1) , وبشَّرَ به يا زكريّا إنّا نُبشِّرُكَ بغُلام (2) ؟!
ما الذي تصنَعُه معه, والله هو المدافعُ عنه إنَّ الله يدافعُ عن الذين آمنوا (3) ؟!.. اِصنعْ مابدا لك!.. فسيبقى طفلُكَ سيِّدَ القلب.. فدمعةٌ صغيرةٌ منه تُثير فيكَ كلَّ أحزانِ الضمير.. وضِحكةٌ واحدةٌ تَهدمُ عليك كلَّ أركانِ المنطقِ, ببرهانِ أشعّةِ الثغرِ المنير!.. اصنعْ ما بدا لك !.. فطفلُك قد يرضى منك أيَّ طعام, إلاّ الذي على المائدة ..
فاحذر أن تغاضبَه لأنّك لو فعلت, ستخضع له طويلاً حتى يرضى..
وحتى لو ضربته.. سيكون هذا الضربُ سبباً للقبلات وللاعتذار !..
فامسحْ بيديك.. أو بشفتيك عن خدّهِ الدموع .. ولا تطمح أنْ يخضعَ لك إلاّ جواباً على خضوع !..
اِصنعْ مابدا لك !.. فطفلُك سيأسِرُكَ عندما يشكوكَ إلى قلبكَ بنَبْرَةٍ حزينةٍ لحَّنهَا الدَّلال!.. وهكذا فليكن الجمال!.. خروجاً كاملاً عن عالمِ المنطقِ والحساب.. أيُّها الحاجبُ المقوَّس: لو كنتَ مستقيماً لكُنتَ أَعوج!!..
ماذا نصنعُ مع أطفالنا وهم أوراقُ الورد في شجرة العمر, وألحانُ الفرَح التي تُلون لنا الحياة ؟!
تشردُ منهم طُرفة مَرّة .. فنستمتع بها ألفَ مرّة !..
كلُّ حركاتهم تُدهشُنا كأَنْ لم يأتِها قبلهمْ إنسان !
اللّفتةُ, والبّسمةُ, وعَثْرةُ اللِّسان .. كلّها تعجبنا .. ويُعجبنا منهم حتّى ما قد يُعاب !
بلْ كمْ تخطّيتَ الثِّيابْ ؟!
كم ذا بلَلـتَ ثيابَهمْ !
كأَنَّ فِعلتَكَ الصَّـوابْ !
فتضـاحكوا و تَلاثَمـوكَ
ولا مَلامَ , ولا عِتابْ ! (1)
مهما أتيتَ فلا جُنـاحَ
ماذا نصنعُ مع أولادنا وفي قلوبنا كنوزُ رحمةٍ وحُبٍّ, نعيمُنا في أنْ يكتشفوها لينهبوها؟! وكلّما ازدادوا لها نهباً, ازددنا لهم حباً !!. وكما تمتصُّ النبتةُ كلّ روح الحَبَّةِ, يمتصَّ أولادُنا أعمارَنا فإذا نحن شيخوخة, وإذا نحن سعداء !..