يكاد أب أو أم ينفى ولعه ومتعته وهو يستمتع ببدايات نطق الكلمات عند الأبناء ،والبعض يسترسلون مع الصغار مرددين لهم مزيد من الكلمات معكوسة أو غير صحيحة فى حروفها وذلك لكي يتمتعوا بسماعها منهم ، ومع الاستمرار في هذا المسلك الخاطىء تكون النتيجة هى إصابة الإبن بعيوب النطق الدائمة والتى تشتهر أعراضها عند الأطفال مثل:
اللجلجة والثأثأة والتهتهة وتأخر الكلام وضآلة حجم الكلمات وفقدان القدرة على التعبير وقلب بعض الكلمات والسرعة في الكلام وإدغامه ، ويصاحبها غالباً أعراض جسمية أسبابها نفسية كتحريك اليدين أو الكتفين أو الضغط على الأسنان لبعض الوقت أو الدق بالقدمين على الأرض ، أو ظهور حركات هستيرية كرعشة رموش العينين وتحريك الجفون والميل بالرأس يميناً ويساراً وبلع الريق عند الكلام .
ولكن هل لهذه العيوب من علاج أم أن الطفل يقع أسيراً لها طيلة حياته ؟
نقول: قبل معرفة العلاج لابد من معرفة الأسباب التى أّدت إلى وجود هذا العيوب وهى:
1- أسباب عضوية : -------------------
- نقص أو اختلال الجهاز العصبى المركزى واضطراب الأعصاب المتحكمة فى الكلام أو إصابة المراكز الكلامية فى المخ بتلف أو نزيف أو ورم أو مرض عضوى .
- التحدث مع الطفل فى موضوع لا يفهمه فلا يجد ما يعبر به فتكون اللجلجة وسيلة كلما ضاع منه اللفظ المناسب.
عدم تصويب أخطاء الطفل اللفظية بل وتشجيعه عليها ،فيقول : مرضان بدلا من رمضان ، ويقول أنا آكل لأ بدلاً من : أنا لا آكل .
- نشأة الطفل بين من يعانون من عيوب النطق فتلحق به .
- تعليمه لغة أخرى غير العربية قبل سن السادسة فينشأ عنه تداخل اللغات فيفكر بلغة و يتحدث بأخرى و لا يستقيم لسانه عندما ينطق بلغته ولا يشعر بالتجاوب مع الأخرين .
و الآن ما هو العلاج ؟
1- عرض الطفل على طبيب متخصص لعلاجه إن كان السبب عضوياً .
2- تحفيظ الطفل القرآن الكريم وعلى الأقل السورالقصار منه كى يستقيم لسانه و يصح نطقه للحروف .
3- الإهتمام بتغذية الطفل .
4- التوسط بين القسوة الزائدة والتدليل الزائد .
5- الإنتظار حتى ينطق الطفل بما يريد و يعبر عنه بما شاء وعندما ينطق ينبغي تحمله والصبر عليه خاصة عندما يجد مشقة فى التعبير عن نفسه أو عمن حوله .
6- لا سخرية ولا ضحك على كلمة غريبة ينطقها الطفل لئلا يصاب بإحباط و خوف من أن يخطىء فيكون منه بعد ذلك ألا ينطق أمام أحد بشىء و لكن ينبغى أن نبث الثقة و الطمأنينة فى نفسه .
7- ينبغى عدم التحدث مع الطفل فى موضوع أكبر من إدراكه لا يفهمه ولا يستطيع التعبير عنه .
8- مشاركة الطفل لأقران فى مثل سنه يخرجه من الإنطوائية ويساعده على اكتساب مهارات النطق السليم
9- إمداد الطفل بشرائط الكاسيت التى بها أناشيد و أشعار للصغار باللغة العربية الفصحى ، وكذلك إمداده بقصص ومجلات الطفل ، ويطلب منه التعبير عما سمعه أو قرأه بطريق غير مباشر ويشجع بجائزة كلما فعل ذلك .
10- الإستماع إلى الطفل بإهتمام وإعطاؤه العناية الكافية حتى يعبر عن نفسه بمنطقه هو لا بمنطق الكبار .
11- تدريب الطفل على الإسترخاء و التحدث ببطء .
12- التوصية الدائمة من الآباء للمدرسين بالمدرسة لخلق الجو الصالح للطفل بحيث لا يشعر بالحرج سواء عند الإجابة على أسئلة المدرسين وتسميع الدروس أو عند التحدث مع زملائه .